منتديـــــات بــقــايــاالــــروح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ربما ببقايا الروح تكتمل روح جديده
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حب في مستشفى الجامعة ...

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
كاتب الموضوعرسالة
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Emptyالخميس يوليو 19, 2007 12:57 am

طيب ان شالله ياسفير ولوله ماغير تتأمرون ..
بس يلا شسوي عيال منتداي ما اقدر اقولكم شي ..
وهذا الجزء الحادي عشر ..
بعدين وين تعليقاتكم عالجزء اللي فات ..Mad
لا أشوف طلبات بس .. ابي اشوف التعليقات القصة قارينها قارينها .. Cool

الجزء الحادي عشر
كانت همسة تتحدث وهي تحس بفرحة التفوق ..
وأنها ما زالت الطالبة الأولى دوماً ..
ذلك الشعور الذي يملأ النفس غروراً ..
قالت بأسلوب طفولي:
إنها فكرة في بالي ..
وشيء قد لاحظته ..
ولكني لست متأكدة ..
أخذ بشار ينظر مرة أخرى في الورقة .. وهو يمعن التفكير ..
أخذ يحك ذقنه الخفيفة براحة يده ..
فقالت همسة وهي تنتشل الورقة مبتسمة :
عندما تختمر الفكرة في رأسي ..
سوف أخبرك بها كاملة ..
تابع بشار الورقة وهي تُختطف من بين يديه ..
ثم راح يتأمل في وجهها مبتسماً وهو يقول :
ما شاء الله عليك ..
دافورة ..
ماذا نستطيع أن نقول ؟!
خرجت همسة من الغرفة ..
وأغلقت الباب في هدوء ..
قالت لها الممرضة :
Dr. Ali wants you ..
أحست همسة بالقلق ..
لا تدري لم ..
ولكن مذ ذاك اليوم التي وبخها فيه ..
وهي حساسة من محادثته كثيراً ..
ولما وصلت إليه ..
طرقت الباب ..
كان يكتب منهمكاً في ملف ما ..
فنظر لها من فوق النظارات التي من الواضح أنها فقط للقراءة ..
ثم عاد مرة أخرى إلى ورقته وهو يقول :
أهلا بطالبتنا النجيبة ..
استريحي
جلست همسة مبتسمة ..
إنها بداية مطمئنة ..
وبعد دقائق ..
أغلق الدكتور الملف ..
ثم نظر لها ونزع النظارة وقال :
غدا .. عملية المريض محمد العبد الله ..
سنستأصل له ورم من الدماغ ..
من المؤكد أنك ستستفيدين كثيراً ..
قالت له بجدية :
إن شاء الله يا دكتور ..
نظر فيها لثواني ثم قال بتلك اللكنة المصرية في مخارج حروفه وبلهجة قوية قاطعة كعادته:
الدكتور الجيد .. يبحث عن مصادر تعلمه بنفسه..
لن يأتي أحد ليقدم له العلم والخبرة ببساطة ..
ولكني أعلم أنك طالبة ممتازة ..
لولا أني لا أعلم ما الذي حدث في الفترة الأخيرة ؟
ثم صمت قليلاً ليتطلع في وجه همسة التي لم تعرف بم ترد ..
فقال لها :
نحن حين نوبخ .. أو حتى حين نعاقب ..
لا يكون قصدنا كذلك بالفعل ..
أحيانا نكون قاسين .. ولكننا نريدك أن تتعلمي ..
نحن نحتاج إلى كل طبيب منكم ..
ولكننا نريد أطباء جادين ..
انظري إلى الأسرّة .. وإلى عدد المرضى ..
البارحة دخل 3 مرضى جدد إلى القسم ..
الناس بحاجة إلينا .. صدقيني ..
الأمر أكبر من أن تتعلمي .. وأن تتحصلي على شهادة ..
الأمر أن تنقذي أناساً ..
من يستطيع معالجة هؤلاء الناس ؟
الله هو الشافي ..
ولكن من المسبب ؟
أليس أنا وأنت ؟!
وقعت هذه الكلمات في قلب همسة ..
وأحست بدماء الحماسة تندفع في روحها ..
نعم ..
الناس تحتاجني ..
و .. وبشار يحتاجني ..
فقالت له : إن شاء الله يا دكتور .. لن ترى إلا ما يسرك ..
ابتسم الدكتور علي .. ثم لبس النظارة .. ومس طرف إصبعه بلسانه وراح يقلب أوراق ملف أمام يديه وقال :
لا تتأخري على مرضاك ..
ربنا يوفقك ..
خرجت همسة من عنده ممتلئة بالطموح ..
وصارت تنظر في سقف الممرات وهي تقول في نفسها ..
بشار ..
سوف أنقذك ..
وامتلأت روحها قوةً عزيمة..
رجعت همسة إلى المنزل مبكراً ..
بعد الدوام مباشر ..
فكرت في أن تمر على بشار ..
ولكنها لم تفعل ..
ولما وصلت المنزل ..
كانت أمها موجودة وأبوها كذلك ..
دخلت عليهم وهي مبتسمة ..
مضى وقت طويل للغاية لم ترهم فيه ..
احتضنتها أمها وهي تقول :
Look at that .. how come 5 days I could not see you even for a while
أما أبوها فقد ابتسم وقال :
هكذا حال المتفوقات ..
ابتسمت همسة ..
وقالت لهم : أنا جائعة للغاية ..
ماذا يوجد لدينا ..
قالت لها أمها : لقد أعددت شرائح لحم إستيك
Ummm ummm .. what a lovely taste
فقالت همسة : رائع ..
لأني جائعة للغاية ..
جلس والداها معها وهي تأكل ..
واكتفيا ببعض الجيلي فقد تناولا الغداء من قبل وسبقاها ..
وراح أبوها يتطلع لها في شيء من الحنان ..
كيف لا وهذه ابنته الوحيدة ..
قد كبرت وصارت بهذا الجمال ..
وبهذه الروعة ..
انتهت همسة من غدائها ..
ودخلت غرفتها ..
كانت الحماسة تغمرها بحق ..
لقد قررت ..
أن تقعد الدنيا وتقيمها ..
فتحت حقيبتها ..
كانت قد استعارت من مكتبة الجامعة ..
بعض الكتب الهامة في علم السرطان ..
وكانت عبارة عن الفصل الرابع والخامس من كتاب :
Biology of cancer
وأخرى في الخلية :
Cell biochemistry
وكتب أخرى متفرقة .. لكل واحد منها أهميته الخاصة ..
رتبت أوراقها كما تفعل عادة ..
عندما كانت طالبة في الكلية ..
إنها لا تحب أن تذاكر إلا على الأرض ..
ووضعت جميع الكتب أمامها ..
ووضعت الأقلام التي تستخدمها ..
وكشكول جديد لتدون فيه ملاحظاتها أسود اللون ..
والمحددات الفسفورية ..
أما بحث بشار .. فكانت قد وضعته في ملف بسلك حلزوني حتى يتسنى لها مطالعته ككتاب ..
وبدأت همسة في القراءة ..
بدأت بالبحث ..
كانت مصممة على أن تفعل المستحيل ..
وجلست تقرأ ..
وبعد لحظات .. تفتح من ذلك الكتاب .. وتبحث ..
وأحست أنها عادت إلى مقاعد الدراسة من جديد ..
كم هو معقد هذا البحث ..
هناك الكثير من الأمور التي لم تفهمها ..
ولكنها يجب أن تعمل ..
اتصلت بالمستشفى ..
وطلبت غرفة بشار .. وبعد دقائق ..
" مرحبا " .. كان صوتاً قريباً من بشار ..
قالت همسة : بشار ؟
سمعت همسة نفس الصوت يقول بخفوت :
فتاة تسأل عنك ..
أمسك شخص ما السماعة وقال : مرحبا .. من ؟
ابتسمت همسة وأحست بخجل وقالت :
أنا همسة .. كيف حالك ؟
فقال بشار بارتياح : أهلا يا دكتورة .. كيف حالك ؟
لم تدري همسة .. لم أصابها هذا الارتباك .. فراحت تلف شعرها خلف أذنها وهي تقول :
احم .. كيف حالك ؟
فقال لها بشار : الحمد لله ..
صمتا قليلاً ..
إنها ليست من عادة بشار كثير الكلام ..
ولكنها أحست بشيء لذيذ ..
بشيء من المتعة ..
إحساس لم تجربه قبلاً ..
فتنحنحت مرة أخرى وقالت : كنت أود أن أسألك ..
في بحثك ..
كانت هناك نقطة تتحدث عن : إرسال النواة إشارة إلى خارج الخلية لزيادة صنع البروتين بواسطة CK19
لم أفهم هذه النقطة ..
توقف بشار قليلاً ثم قال :
أممم .. حسناً اسمعي ..
CK19 هو عامل حفاظ " catalyze"
وهو المسئول عن عملية النقل ..
همسة أحست أنها لم تفهم شيئاً ..
وراح بشار يتكلم .. ويتكلم ..
وهمسة لم تستطع أن تستوعب ..
بصراحة ..
كان جزء من عقل همسة في مكان آخر ..
كان يركز في صوت بشار ..
لم كأنها ولأول مرة تسمعه ؟
لم تحس أنها تذوب فيه ببطء ..
"فهمت ؟"
أفاقت همسة وقالت بعد ثانية من السكوت :
بصراحة لا ..
تنهد بشار وقال :
تعالي إلي غدا وسوف أشرح لك كل شيء ..
لا أستطيع أن أشرح لك هذا بالهاتف ..
يبدو أنك لم تذكري الـ chemical mediator
قالت همسة : لا مشكلة أستطيع أن آتي الآن ..
صمت بشار لبرهة ثم قال :
همسة .. الساعة الآن الثانية والنصف صباحاً ..
هل تستطيعين الخروج حقاً ؟
ثم قال بسخرية : مسكين سائقك ..
لا بد أنه سيهرب من المنزل عما قريب ..
أما همسة فتوقفت وهي منذهلة ..
وطالعت في ساعتها ..
كانت الساعة تشير إلى الثانية والنصف حقاً ..
يا إلهي .. أمضيت ست ساعات متواصلة .. دون أن أنتبه ..
فقالت همسة وهي خجلة : آسفة لم أنتبه للوقت ..
أوه .. لم أقصد إزعاجك في هذه الساعة المتأخرة أيضاً ..
فقال بشار :
لا بد أنك كنت طوال هذا الوقت نائمة ..
وحلمت بهذه الخرابيط .. فلم تستطيعي أن تكملي النوم ..
يا لكم من مساكين أنتم الدوافير ..
ابتسمت همسة ..
أصحبت تعتاد سخرية بشار .. بل صارت على غير العادة .. تحبها ..
وتروق لها .. وتجد فيها متعة غريبة ..
ربما لأنها تصدر من شخص .. لا يهم كثيراً ما يقوله ..
كل المهم أنه يتكلم معها ..
قالت : غداً سوف أراك .. ونتناقش ..
فقال بشار : نامي يا بنتي .. غداً عمل ..
أقفلت همسة السماعة ..
ونظرت في الأرض ..
كانت أربعة من الكتب مفتوحة .. والأقلام فوقها ..
وكوب من الكابوتشينو قد بقي منه ربعه ..
كانت لا تزال تحس أنها تستطيع أن تعمل الكثير ..
ولكن غداً لديها عملية في الصباح ..
ولا بد أن تنام حتى تركز فيها ..
وبالفعل ..
أغلقت أنوار الغرفة ..
ونزعت نظاراتها الطبية ..
واستلقت فوق سريرها ..
كان المصباح الأصفر الصغير هو كل ما تبقى من الإضاءة ..
وكان بجواره الدب الأبيض صاحب القلب الوردي ..
راحت همسة تتأمل فيه للحظات ..
ثم أمسكت الدب ..
وصارت تتأمل في عينيه .. وتقول :
كم أنا أحبه ..
ثم راحت تقبل الدب في حب .. وهي تغمض عينيها في ذوبان كامل ..
ثم راحت تلعب في قبعته الجميلة ..
وتربت على الشعر الصغير بأناملها الرقيقة ليكون كله في اتجاه واحد ..
ثم وضعته مرة أخرى فوق الطاولة الصغيرة عند المصباح ..
وأغلقته ..
وراحت في نوم عميق ..
:: الساعة الواحدة ظهراً ::
خرجت همسة من غرفة العمليات ..
بردائها الأخضر ..
والقفازات البيضاء ..
ثم دخلت إلى غرفة مخصصة لرمي هذه المخلفات ..
والتي تحرق فيها بعد ذلك..
وبعد دقائق ..
كانت تلبس معطفها الطبي ( البالطو ) ..
وتخرج في رواق المستشفى وهي تضع يدها في جيبها ..
مشت بسرعة حتى وصلت إلى مطعم المستشفى ..
تناولت غدائها على عجل ..
وجدت بعض صاحباتها ..
فجلست معهن قليلاً ..
لم تكن همسة عديدة الأصحاب ..
وذلك أنها كانت مشغولة على الدوام بعملها ..
ولكنها بالتأكيد تعرف زملاء دفعتها ..
وبعد أن انتهت ..
ذهبت إلى غرفة بشار .. طرقت الباب بلطف ..
ثم دخلت ..
كان بشار يطالع أوراقاً في يديه ..
ولما رآها .. ابتسم وقال :
أهلا بالسيدة : سَهَر ..
ابتسمت همسة وقالت : مرحباً ..
كانت تحمل في يديها أوراقها وملاحظاتها ..
قالت : اليوم كان لدينا عملية مع الدكتور علي ..
نزعنا فيها ورم من الدماغ ..
كانت عملية صعبة ..
كنا قريبين من corpus callosum
لكن الحمد لله كان الورم حميداً وصغيراً .. استطعنا استئصاله ..
قال لها بشار مبتسماً : رائع ..
هذه العمليات .. مهمة للغاية ..
لا بد ألا تضيعي أي عملية .. تحت أي ظرف ..
كل عملية .. هي بمثابة درس جديد لك ..
فقالت همسة : أمامي الكثير لأتعلمه ..
قال لها بشار مباغتاً : هل صليتي الظهر ؟
توقفت همسة للحظة ثم قالت : لا .. لقد كنت في العملية .. ولتوي تناولت ..
قطاعها بشار : ولا كلمة زائدة .. الحمام أمامك ..
الصلاة .. الصلاة ..
هي أهم شيء في الوجود ..
ثم ضاقت حدقتا عيناه .. وصار يتأمل في الأفق البعيد ..
وأحست همسة أنه بدأ يتذكر غريمتها ..
فقالت بسرعة مداركة نفسها :
................................ يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Emptyالخميس يوليو 19, 2007 1:03 am

.............................. تـــــــــــــــــــابع


هذا ما كنت عازمة عليه ..
قلت سوف أصلي هنا .. وبعدها نتناقش ..
بصراحة لدي أسئلة كثيرة ..
كانت تتكلم بسرعة .. حتى تستطيع بقدر الإمكان ..
ألا تجعله يتذكر كثيراً ..
وبالفعل نجحت ..
وما هي إلا لحظات ..
وكانت تتوضأ ..
خرجت من الحمام .. وتوجهت نحو السجادة لتصلي ..
أما بشار فانهمك مرة أخرى في أوراق كانت بين يديه ..
ولما انتهت من الصلاة .. جلست في الكرسي جوار سريره ..
وقالت : هل أستطيع أن آخذ منديلاً ..
أخذ بشار علبة المناديل من يساره .. ومدها إليها ..
ولما نظر فيها ..
كانت قطرات الماء ما زالت على وجهها ..
كم كانت جميلة ..
تلك القطرات التي كانت تملأ شعيرات حاجبيها الصغيرين ..
وتخلل رموشها ..
وعينها الزرقاء البديعة التكوين ..
مرت قطرة نازلة من نهاية حاجبها ..
ومرقت بسرعة على خدها المشمشي اللدن ..
واستقر أخيراً تحت ذقنها الدقيق ..
وكانت الطهارة الإيمانية التي كانت تحيط بها كنور باهت ..
لها وقع آخر ..
لم يستطع بشار أن يطيل النظر حتى ..
لتوها قد انتهت من صلاتها ..
أي وقاحة هذه ؟!
ولكنه ابتسم وهو يطالع أوراقه من جديد ..
كانت همسة في هذه اللحظات تبحث في أوراقها عن الملاحظات التي توقفت لديها ..
ولما وصلتها ..
راحت تتكلم مع بشار وتسأله ..
وهو يجيبها ..
وظلا ما يقارب الساعة وهي تستفسر منه .. وتسأله ..
أما هو فراح يشرح لها بكل هدوء ..
أحست به أستاذاً .. أو دكتوراً في الجامعة ..
وهي ما تزال تلميذة صغيرة .. سنة أولى طب ..
" هذه هي كل الأسئلة ؟"
كانت همسة ما تزال تطالع أوراقها ..
وتقلب بين الصفحات وهي تقول :
اممممممممم ..
ثم حكت رأسها وقالت : يبدو كذلك ..
نظرت في بشار ..
أما هو فنظر لها وقال بجدية :
همسة ..
ثم صمت قليلاً ..
راحت همسة تنظر له باهتمام .. فقال :
لا أريدك أن تهتمي كثيراً لهذا البحث ..
لديك الكثير من الأمور حتى تتعلميها ..
عليك أن تركزي في الحالات الأخرى ..
سرطان العظم ليس إلا قطرة في بحر ..
ولو أنك ركزت عليه فقط .. فلن تستفيدي كثيراً ..
عندك الكثير من الأعمال ..
فقالت همسة :
ولكني هنا أرى أملاً ..
قال بشار : أمل ؟
فقالت مبتسمة والطموح ينبعث من خلف نظاراتها :
أجل أمل في البقاء ..
مئات الناس ينتظرون دواءً مثل هذا ..
ينتظرون علاجاً من مرض طال ..
وأتعب أوصالهم ..
وأرهقهم ..
أمل لطفلة صغيرة .. لم تفهم في هذه الدنيا سوى معاني الألم ..
أمل لأب .. لديه ابن وحيد ..
أمل لزوج يحب زوجته كثيراً ..
ولما وصلت همسة لهذه الكلمة ..
نزلت من عيني بشار دمعة ..
ثم نظر لها وقال :
هل أنت متأكدة من رغبتك في المضي في هذا الطريق حتى النهاية؟
فقالت همسة بقوة وقد أكبرت تلك الدمعة في عينيه :


أجل .. متأكدة ..
ولن أتراجع عن قراري أبداً ..
أغمض بشار عينيه .. ثم فتحهما ..
ونظر لها :
وأنا سأساعدك حتى النهاية ..
وسأقدم لك رأسي كاملاً ..
ابتسمت همسة ..
وقالت : وأنا لن أخذلك ..
وهذا وعد من دافورة الكلية .. ما رأيك ..
نزلت دمعة من عيني بشار مرة أخرى ..
ولكنها انتهت على شفتيه المبتسمة ..
وبدأت همسة .. عملاً دؤوباً ..
وإن من تأمل في حياة همسة في تلك الفترة ..
يرى كيف أن حياتها صارت مشغولة بكل دقيقة في عمل مركز ..
لم تعد تهتم إلا لأن تخرج من المستشفى مباشرة إلى المنزل ..
وتعود لتقرأ ..
صباحاً وليلاً .. وتضع الخطوط الحمراء على أكثر من جملة ..
حتى عندما تكون في السيارة ..
تقرأ ملاحظاتها في اليوم السابق حتى تكون على إحاطة كاملة بما فعلته .. وأين وصلت بنتائجها ..
حتى أنها ما عادت ترى زملائها في المستشفى كثيراً ..
وفي هذه الفترة ..
وجدت الإجابة أخيراً على حيرتها ..
إنها تحب بشار ..
نعم ..
هذه هي الحقيقة ..
التي أخفتها .. عن عقلها ..
الذي لطالما ظل مسيطراً على حياتها ..
وجدت نفسها أمام اجتياح لمشاعر لم توجد قبلاً في حياتها ..
أصبحت الرغبة والدافع اللذان يحركانها ..
أما فراس فكان مجرد إعجاب .. شاب يمتلك كل المؤهلات التي تخوله لأن يحظى بقلب فتاة .. بامتياز فائق ..
أصبح حبها لبشار ..
شيء أكبر من رغبة في التفوق ..
وأن يكون اسمها عالياً في مجلس الكلية ..
أصبحت تفكر بمنظور آخر ..
إنها تحبه ..
ولذلك تعمل وتدرس ..

صارت كل يوم تلتقي به في غرفته وربما تجلس لساعات وساعات معه ..
تسأله في كثير من الأشياء .. ويخبرها هو من باب خبرته التي هي بلا شك أكبر منها بكثير ..
وفي نفس الوقت تتقرب منه قدر ما تستطيع ..
كانت في لحظات .. تسرح وهي تتحدث معه ..
تراه يتكلم عن موضوع مهم .. وتسرح في نظرات عينيه ..
أدركت أنها لأول مرة في حياتها تحب بهذه الطريقة ..
رغم أنها كانت تسخر من كل الذين أحبوا قبلاً ..
لاندفاعهم الغير معقول ..
أو تصرفاتهم اللا مُبررة ..
أو قراراتهم المتسرعة لأجل إرضاء حبيب ..
وكأنها الآن أدركت أن الحب ..
شيء لا يعترف بحدود المنطق ..


كان قد مضى شهر على بداية عمل همسة في بحث بشار ..
طبعاً استطاعت أن تفهم البحث جيداً ..
بعد أن ساعدها بشار بكل ما يمتلك من قدرات ..
وفي هذه الفترة .. أيضاً لم تتوقف الورود الحمراء عن زيارة غرفتها ..
ولكنها كانت تحس بالأسى تجاه صاحبها ..


دخلت همسة على غرفة بشار وقالت :
صباح النور ..
ابتسم لها بشار :
صباح الخير ..
قالت همسة وهي تجلس بأريحية في مقعدها الذي ربما حُجر باسمها لكثرة ما تقعد فيه :
اليوم سوف أبدأ التجربة أخيراً على الأرنب ..
قال لها بشار :
لا أدري كيف لم أنتبه لتلك الملاحظة الهامة ..
هل تذكرين يوم دخلت علي وقلت :
لقد طرقت باباً لم تطرقه من قبل؟
ابتسمت همسة .. وصارت عينها قطعة الكريستال الجميلة التي تبعث ألف لون وقالت :
ألم أفعل ذلك ؟
ابتسم بشار ونظر لها بإعجاب وقال :
بالفعل .. أنت لست طالبة عادية أبداً ..
فقالت همسة .. وقد صارت تتحدث مثل بشار .. بنفس النبرة الساخرة :
أعوذ بالله .. حسوووووووود ..
فضحك بشار من قلبه وقال :
ما شاء الله ..
الحمد لله لست من ذلك النوع من البشر ..
ثم صمت قليلاً وقال :
بقي أمر ..
واليوم حان الوقت ..
نظرت فيه همسة بتطلع ..
فتح بشار الدرج الموجود بجوار سريره ..
كان فيه ملف أزرق ..
أعطاه لهمسة التي قالت :
ما هذا ؟
قال لها بألم :
هذا الملف الذي كتبت فيه كل ما فعلته في التجربة الأخيرة التي قمت بها على مايا ..
أمسكت همسة الملف وفتحته ..
تطلعت بسرعة في أوراقه ..
ثم نظرت لبشار الذي قال :
هذا هو الشيء الذي احتفظت به لنفسي ..
ولم أسمح لأحد بأخذه ..
ولولا أني أعرف أنك جادة ..
ما وافقت أبداً على أن أعطيك إياه ..
هذه تقارير .. لن تحلمي يوماً بأن تجديها في أي مكان ..
لأنها تجارب على إنسان .. وليست على فئران تجارب أو أرانب ..
نظرت فيه همسة وقالت بلهجة مقدرة :
أعدك بأني سأبذل قصار جهدي ..



صمتت همسة للحظة ثم قالت :
بشار ..
فقال لها : نعم ..
كانت همسة تحمل في يدها كيساً فاخراً ..
صمتت للحظة ..
ثم أخرجت منه علبة مغلفة بتغليف أسود فخم للغاية ..
مطبوع عليه بالذهبي اسم
Paris gallery
وأيضاً علبة أخرى ولكن أكبر منها حجماً ..
مغلفة بتغليف فضي اللون ..
نظر لها بشار لوهلة ثم قال :
ما هذا ؟
فقالت ووجنتاها محمرة من الخجل :
افتحها ..
تردد بشار لحظة
ثم فتحها ببطء ..
كانت همسة تنظر في يدها وهي تقول ..
كنت أريد أن أهديك هدية ..
ولم أعرف ..
لم أشتري هدية في حياتي لرجل من قبل ..
واحمرت وجنتاها أكثر فأكثر ..
وتابعت وهي تمسك أظافرها بشكل مائل وتقول :
أصبت بإحراج ..
ولكني وجدت عطر :
Acqua de Monaco
أعجبني للغاية ..
وفي العلبة الأخرى ..
قميص أيضاً أعجبني من next من la moal
فتح بشار علبة القميص ..
كان قميصاً أزرقاً سماوي اللون ..
قصير الأكمام ..
وفي الوسط سوسته صغيرة لمنتصف الصدر ..
كان منقوشاً مقلماً ..
كان من الواضح أنه غالي الثمن ..

صمت بشار للحظة ..
ثم قال :
لا أستطيع أن آخذ الهدية يا همسة ..
همسة أصيبت في مقتل ..
ولكنها ..
كانت تتوقع هذه الكلمة ..
فلم تزل في نظرتها الخجولة ليديها ..
وأخذت تقول في ابتسامة :
بشار .. ربما لا زلت تعيش على أنقاض ذكرى مايا ..
لا أدري ..
ولكني باختصار ..
صمتت لثانية .. جمعت فيها قوتها وقالت :
أحبك

قد لا أكون الفتاة التي تستطيع أن تحتل مكانها ..
وقد لا أكون ذلك النوع الذي يروق لك ..
وقد لا تكون قد شعرت تجاهي بأي شيء ..
ولكني أحبك ..
قالتها وهي ترفع رأسها وتنظر لبشار ..
الذي راح ينظر فيها .. ويتأمل تلك الدموع التي نزلت من عينيها ..
وهمسة تقول :
ولن أتركك أبداً ..
مهما كانت النتيجة ..
حتى لو لم تكن تحبني ..
فأنا لا أستطيع أن أبتعد عنك ..

لحظة من الصمت العاصف ..
مرت ..
لحظة مرت ..
وكأنها سنة كاملة ..
لحظة مرت ..
ودهر كامل يفنى من تحته ويحيا من جديد ..
وقفت همسة وقالت : أرجوك ..
اقبل هديتي ..
ثم مسحت دمعتها بيدها الجميلة ..
من تحت نظارتها .. وقالت مبتسمة بتصنع .. وهي تقاوم آخر لحظات انهيارها :
النبي قبل الهدية ..
ومسحت دمعتها الأخيرة التي نزلت ..
وخرجت من الغرفة بسرعة ..
أما بشار فلم ينطق بحرف ..
وظل ينظر في الباب لفترة ..
ثم لكنه نظر في القميص مرة أخرى ..
وتنهد ..


كانت همسة تجري .. وهي تمسح تلك الدموع المتطرفة من عينيها ..
حتى وصلت إلى غرفتها في المستشفى ..
دخلت وأغلقت الباب ..
ووضعت يدها على الطاولة ..
وصارت تبكي ..
وجسمها ينتفض بقوة ..
لم هكذا يا ربي ؟
نعم لقد كنت أتوقع هذا ..
كنت أتوقع أنه لا يحبني ..
لم أحببت ؟
كم الحب من طرف واحد مؤلم .. وظالم..
مؤلم .. مؤلم جداً ..
وصارت تبكي أكثر وأكثر ..
ثم جففت دموعها وصارت تتنفس بقوة ..

سمعت طرقاً على الباب ..
مسحت آخر دمعاتها ..
ومسحت وجهها بمنديل معطر شارف على الجفاف ..
كان موجوداً في درج مكتبها ..

فتحت الباب ..
كانت ندى تقف متكأه على الجدار ..
نظرت لها وقالت : ما بها عيناك محمرتان ؟
لا بد أنك قد سمعت بالخبر .. صحيح ؟
نظرت لها همسة وقالت بحدة : ماذا تريدين ؟
فقالت ندى وهي تغادر : كل شيء قسمة ونصيب ..
أما همسة فراح قلبها يخفق بقوة ..
" أمعقول أن الناس أصبحت تعرف .. تباً ! "
ولكن ندى أكملت :
فراس يستأهل أجمل فتاة ..
أنا لا أعلم لم لم تتركيه لي ..
كم أنت أنانية ..

فراس !
تصلبت همسة للحظات ..
في حين غادرت ندى ..
تاركة همسة في حيرتها ..

وبعد لحظة ..
صادفت همسة إحدى زميلاتها في الممر فقالت :
إيمان ما به الدكتور فراس ؟
فابتسمت إيمان وقالت :
لقد خطب الدكتور فراس .. عقبالك ..
تجمد الدم في عروق همسة ..
فقالت إيمان : الغريب أنها ليست طبيبة ولا تعمل في المستشفى حتى .. ولكنها تدرس في الجامعة .. في كلية الآداب ..
خسارة .. كنت معجبة بشخصيته ..
ابتسمت إيمان .. وتركت همسة التي راحت أفكارها توبخها ..
وتنزل عليها بقوتها أفظع الكلمات ..
وتدك حياتها دكاً ..
أحست أنها تريد أن تنهار ..
وأن الدنيا بها تدور ..
لقد خسرت كل شيء ..
خسرت فراس الذي كان من الواضح أنه أحبها ..
وخسرت بشار الذي أعطته كل شيء ..
ولكنه من الواضح أنه لا يفكر فيها البتة ..
لقد خسرت كل شيء ..
وامتلأت عينها بالدموع من جديد ..
كم هي الدنيا قاسية ..
توجهت بخطى ثقيلة جداً إلى غرفتها ..
واتصلت على السائق ..
وطلبت منه الحضور ..
كانت الساعة لا تزال الثانية عشرة ظهراً ..
ولازال أمامها الكثير من العمل ..
ولكنها مرهقة ..
مرهقة جداً ..
بل تكاد تموت من التعب ..
وخرجت بعد لحظات ..
ورأسها يدور بمليون فكرة ..
إنها حتى لم تعرف كيف خرجت من المستشفى ..
ولم تنتبه لمن كان يناديها وهي لا تهتم أصلاً ..
حتى وصلت إلى سيارتها ..
دخلتها ..
وأغمضت عينيها ..
وراحت الأحداث تمر في رأسها المتعب في سرعة فائقة ..
وتلملمت على عينيها دموع ..
لم تستطع أن تحتفظ همسة بها ..
فراحت تنساب على خديها من جديد ..
وهي لا تتكلم ..
ولا تكاد تتنفس ..
وصلت إلى المنزل
دخلت ..
كان أول من صادفها .. أمها ..
لم تحتمل مزيداً ..
رمت نفسها في وسط أحضانها باكية ..



كانت الساعة الخامسة عصراً ..
حين أصدر جوال همسة رنينه المعتاد في صالة المنزل ..
كان والد همسة وأمها موجودين في الصالة ..
يتحدثان عن همسة ..
رد الأب وقال : ألو ..
" عفواً .. أليس هذا جوال الدكتورة همسة ؟ "
فقال الأب : نعم .. من يتحدث ؟
فقال الرجل : أنا الدكتور علي رئيس الدكتورة همسة والمشرف عليها ..
أين هي ؟
فقال الأب : المعذرة .. كانت أعصابها مرهقة للغاية ..
لم تتكلم بشيء حتى ..
فقط ذهبت للنوم ..
أنا والدها يا دكتور علي ..
هل حدث شيء ؟
إننا قلقون عليها ..
صمت الدكتور علي وقال :
لا أعرف في الحقيقة ..
أتمنى أن تكون بخير ..
على كل حال .. أحببت أن أخبرها ..
أنه قد تحدد موعد سفرها إلى أمريكا أخيراً ..
بعد أسبوعين إن شاء الله ..
إجراءات البعثة تمت والحمد لله ..
لا وقت لديها ..
لا بد أن تعد نفسها ..
فقال الأب وهو سعيد :
شكراً يا دكتور علي .. سأبلغها حتماً ..

وبعد انتهاء المكالمة .. تنهد الأستاذ سعود أبو همسة ..
وقال لأمها : ألم تقل لك أي شيء؟
قالت الأم :
Nothing .. I am very worried about her .. she just told me:
لا أريد أن أتكلم مع أحد ..
أنا مرهقة .. وأريد أن أنام ..
فقال الأب : خيراً إن شاء الله ..
لا بد أن خبر السفر سوف يسعدها ..

ترى ما الذي سيحدث ؟
لن أضع أسئلتي كالمعتاد ..
لأن كل سؤال قد يفضح الأحداث الجديدة
انتظروني
................................................
تعليقاتكم ياقراءي الأعزاء ..
سفير ولوله ..
استناكم ..Very Happy
:::
::
:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
LooL@h
مشرفه قسم اسلاميات
مشرفه قسم اسلاميات
LooL@h


انثى عدد الرسائل : 989
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Emptyالخميس يوليو 19, 2007 3:11 am

يسلمووو يادبدوووبة قلبي ..وان شالله كل الاجزاء تنزل كذا بسررعه..
انا الشي اللي يقهرني بالقصه اذا جا الكاتب يوصف همسه..احسه يبالغ والله لو انها ملاك ماوصفها بهالوصف..لاحظوا هالمقطع>>> ولما نظر فيها ..
كانت قطرات الماء ما زالت على وجهها ..
كم كانت جميلة ..
تلك القطرات التي كانت تملأ شعيرات حاجبيها الصغيرين ..
وتخلل رموشها ..
وعينها الزرقاء البديعة التكوين ..
مرت قطرة نازلة من نهاية حاجبها ..
ومرقت بسرعة على خدها المشمشي اللدن ..

واستقر أخيراً تحت ذقنها الدقيق ..
*ههههههههه احيانا اقعد اضحك على الوصف
------------
ياعمري عليها عورت قلبي يوم قالت لبشار (احبك)كش عالحب وخاصة اذا صااار من طرف واحد(حزنتني)
بس ماادري انا اتوقع انهم بيكونون لبعض واحيانا اتوقع انه بيموت بس اقول مااتوقع بطل القصه يمووت..قعدت افكر كثير بس ان شالله بعرف اذا كملت الاجزاء الباقيه..
يسلمو دووبتي عالتشويق اللي ينرفز احيـانا ودي اعرف النهايه بسرعه..
-----------
تحياتي /لوله

[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Emptyالخميس يوليو 19, 2007 4:42 am

اقتباس :


انا الشي اللي يقهرني بالقصه اذا جا الكاتب يوصف همسه..احسه يبالغ والله لو انها ملاك ماوصفها بهالوصف..لاحظوا هالمقطع>>> ولما نظر فيها ..
كانت قطرات الماء ما زالت على وجهها ..
كم كانت جميلة ..
تلك القطرات التي كانت تملأ شعيرات حاجبيها الصغيرين ..
وتخلل رموشها ..
وعينها الزرقاء البديعة التكوين ..
مرت قطرة نازلة من نهاية حاجبها ..
ومرقت بسرعة على خدها المشمشي اللدن ..

واستقر أخيراً تحت ذقنها الدقيق ..


*ههههههههه احيانا اقعد اضحك على الوصف


ليه يالوله بالعكس ..
الوصف الدقيق هذا مايحس فيه الكاتب من كثر ماهو عايش جو القصه ..
وكل انسان يالوله كل انسان لما يجي يوصف شي يحبه .. يوصفه بالتفصيل ويعيش معاه ..
حتى انت يالوله اذا حبيتي شي وصفتيه بالتفصيل .... أذكرك Wink
يسلمو عالتعليق يالولتي ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
LooL@h
مشرفه قسم اسلاميات
مشرفه قسم اسلاميات
LooL@h


انثى عدد الرسائل : 989
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Emptyالثلاثاء يوليو 24, 2007 6:15 am

الســـــلام عليكم Like a Star @ heaven دوبتي..

ممكن طلب؟!

ابي اكمل القصه ممكن تستعجلين شوي وتنزلين الجزء الثاني عشر..

سوري بتعبج معاي..

تحيتي :لوله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Emptyالثلاثاء يوليو 24, 2007 9:41 am

وعليكم السلام .. ياهلا ..
ندخل بالموضوع ..

الجزء الثاني عشر ..Very Happy
بقلم الكاتب :
الجزء الثاني عشر
هذا هو الجزء الجديد من قصتي
والتي تأخرت ..
لظروف خاصة ..
ولكني أعدكم أن يكون هذا الجزء مليئاً بالتشويق لآخر قطرة ..
وأنكم لسوف تلهثون من فرط التشويق
ها أنا أقدم لكم ..
الجزء الجديد من رائعتي :
حب في المستشفى الجامعي
بقلم : د.الساطع
مضت ثلاثة أيام على تلك الأحداث ..
لم تستطع همسة أن تحضر للمستشفى ..
طلبت إجازة ..
وجاءها خبر السفر مكملاً تلك السلسلة التراجيدية من الأحداث الأخيرة التي صارت تستبيح عالمها بلا استئذان ..
وفي هذه الأيام .. راحت تفكر ..
ماذا ؟ هل أذهب ؟
أوليس هذا الحلم الذي راودني منذ أن كنت في سنة أولى طب ؟
أليس بشار قد تخلى عني ؟
ولكني قد وعدته ..
لا .. لا .. لا يهم الآن ..
هناك هدف أعلى ..
ولكني أحبه !
كان الصراع الذي يدور في رأسها كبيراً جداً ..
قلق عليها والداها ..
وكلما كانا يتحدثان لها .. كانت تتهرب من الإجابة ..
إن همسة ذلك النوع من الشخصيات ..
التي تتخذ قرارها بنفسها ..
ولا تحب أن تشغل الآخرين بمشاكلها ..
فهي تؤمن أنها لن تدع مجالاً لأحد كي يستخف بمشاعرها ..
أو حتى تصرفاتها ..
وكانت الأم هي التي ربت هذه الشخصية الأمريكية الأصل في نفسية همسة ..
إلا أن البيئة الشرقية التي تربت فيها كان لها أيضاً نصيب في التأثير على شخصيتها ..
ليجعل هذا الصراع محتدما بهذه الطريقة ..
المشكلة أنها كانت تفكر في تلك اللحظات التي قالت فيها تلك الكلمات لبشار ..
إنها لم تكن ضعيفة بهذه الطريقة في حياتها ..
لقد كانت تتعلق بقشة ..
ولكنها خسرت كل شيء ..
صحيح أنها تحبه .. ولكن كان لا بد لها أن تكون أكثر قوة ..
كيف فعلت ذلك ؟
إنما هي لحظة من التهور ..
لحظة من المجازفة التي قد تربح وقد تخسر فيها ..
وحقاً لقد خسرت ..
مضى بها التفكير كثيراً ..
آخذاً حيزاً عظيماً من عقلها وكيانها ..
وقررت في النهاية ..
نعم لقد قررت أن تسافر ..
وأن تبتعد عن كل هذه الأشياء ..
عن بحث بشار ..
إنها لا تريد منه شيئاً ..
إنها لا تريد البحث ولا تريد تلك المعلومات ..
تريد أن تمسح الماضي كله وتلقيه في حفرة من حفر النسيان ..
ولا بد أن البعد سوف يساعدها على عدم التراجع ..
نعم .. إنها تقدر أن تقسي قلبها ..
تقدر أن تكون أقوى من ذلك كما كانت ..
لا بد أن تنحي العاطفة قليلاً في حياتها ..
وتعود همسة سعود .. الفتاة المعروفة بثقتها في نفسها ..
لا بد أن تفعل ذلك ..
وعندما وصلت إلى هذه النقطة من تفكيرها ..
نهضت بقوة ..
كانت مرتدية بجامة نوم بيضاء اللون .. عليها بعض الأشكال الملونة ..
تصل إلى منتصف الساعدين والساقين..
كانت فيها أشبه بدمية صغيرة ..
نزلت إلى الطابق السفلي ..
كان أبويها يتحدثان في اهتمام ..
سمعت همسة بعض الكلمات المتطايرة :
البعثة .. السيارة الجديدة .. جامعة فلوريدا ..
نزلت همسة وكأنما قوة الشخصية التي كانت لديها تضاعفت مرتين ..
فقالت بجمود : مساء الخير ..
وقف والداها هنا ينظران لها بخوف ..
فقالت همسة مظهرة لا مبالاة :
ما بكم ؟
إن هذه الطريقة الدفاعية التي يستخدمها بعض الناس كي يظل في إحساس بالأمان .. وأنه لا يزال مسيطراً على أمور حياته ..
ثم جلست معهم .. وظل والداها ينظران لها بقلق ..
أما همسة فنظرت قليلاً .. ثم تبسمت وقالت : حقاً .. ما بكم ؟
فقال سعود أبوها : همسة حبيبتي .. إننا قلقون عليك .. ليس إلا ..
فقالت الأم بعصبية :
At least you own us a story
فقالت همسة وهي تنظر لأبويها بعيون قوية .. مفتوحة على اتساع كبير يظهر أغلب الحدقة بزرقتها الجميلة :
ليس إلا أني سأفارقكم ..
ابتسمت الوالدان ..
وقام سعود واحتضن ابنته في حب حقيقي ..
أما همسة فاحتضنته وهي تحس بألف ألم وهي تقول في نفسها بصوت كم تمنت لو يُسمع : إنه بشار .. وليس أنتم ..
وكم هو من الواضح أن الأب وعلى غير العادة يظهر هذا القدر من الحب لابنته كطابع شرقي في حين أن أم همسة لا تظهر الكثير من المشاعر في العادة فهي التي ربت في همسة قوة الشخصية العملية في تركيب شخصيتها ..
وبعد أسبوع ..
أنهت همسة كل شيء بسرعة فائقة على غير المألوف ..
إنها تريد أن تذهب في أقرب فرصة ..
ورتبت كل حاجياتها للسفر ..
وقامت والدتها بحفلة كبيرة ..
دعت فيها كل الأقارب وكل الأهل ..
والحق يقال .. إن همسة كانت سعيدة ..
نعم فهذا ما كانت تحلم فيه ..
وكلما جاءت صورة بشار في مخيلتها حاولت التشاغل بأي شيء ..
حاولت المستحيل ..
ونجحت كثيراً ولكنها أخفقت أكثر ..
وكانت كل مرة تقول في نفسها :
البعد سوف ينسيني ..
ذلك هو حلمي ..
إنه لا يفكر في حتى ..
وبالطبع في هذه الأيام أخذت إجازة حتى تستعد لسفرها ..
وفرحت كثيراً بتلك الحفلة ..
قامت والدتها بإعداد طعام شهي للغاية حفاوة بابنتها الدكتورة .. على الرغم من أن الأستاذ سعود رجل أسهم وعقارات ذا وزن وإمكانيات مادية .. تجعله ببساطة يستطيع أن يوفر لها أرقى حفلة في أرقى فندق ..
ولكن الوالدان .. أحبا أن يكون الوضع عائلياً دافئاً ..
وقابلت همسة الجميع بابتسامة كانت لا تنغصها إلا سهام الذكرى التي كانت تطلقها ذاكرتها على قلبها متمثلة في بشار ..
وقابلت همسة قريباتها اللواتي لم تقابلهن منذ زمن بعيد للغاية ..
وتعمدت همسة أن تكون لطيفة أكثر من اللازم .. بل صارت تلاعب بعضاً من الأطفال ..
إنها تريد بحق أن يذكرها الناس بالخير ..
أحست كم كانت حمقاء ..
حين فضلت الطب على حياة عائلية كهذه ..
إنها في بعض الأحيان كانت تنسى اسم بنت عمتها الصغيرة ..
فتخجل من نفسها ولكنها في النهاية تناديها بكلمات عذبة حتى تتحاشى الإحراج : يا عسل .. يا حلوة .. يا قمر ..
وجاء يوم السفر المنتظر ..
إن رحلتها الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ..
كانت تعد حقيبتها الأخيرة ..
لتحمل فيها بعض مستلزماتها الخاصة ..
وبينما هي كذلك ..
وقع يدها على الملف الأزرق ..
إنه ملف تجربة بشار ..
راحت تنظر إليه ..
وللحظات تاهت ..
وكأنما راحت في رحلة عميقة ..
وهي تتذكر بشار ..
بجلسته تلك على السرير ..
أخذت تمسح على الغلاف بيديها وتمسح على أجزاءه ..
لسوف ترجع الملف .. هذا أمر مؤكد ..
حتى ينتهي كل شيء يربطها ببشار ..
ولم ينقذها من هذا إلا صوت والدها وهو يطل برأسه من الباب قائلاً : حبيبتي همسة .. كل شيء على ما يرام ؟
نظرت له وأزالت خصل شعرها البنية المذهبة الأطراف وقالت :
أجل يا بابا .. لا عليك ..
أطال فيها النظر لبرهة ثم قال :
متأكدة أنك لا تحتاجينني كي آتي معك ؟
على الأقل في أول شهر حتى تتأقلمي مع الحياة هناك ؟
فقالت همسة وهي تبتسم بصدق :
لا .. شكراً يا بابا ..
هناك شخص مسئول من وزارة التعليم العالي سوف يستقبلني في المطار .. لا عليك ..
فقال الأب : على كل .. إن احتجت أي شيء ..
هناك ابن خال والدتك في Tampa
كلها ساعتين ويكون لديك ..
وإن احتجت بصدق لشيء هام .. لا عليك ..
أستطيع أن أحضر في أي لحظة ..
قامت همسة لا إراديا ..
واحتضنت والدها بحب حقيقي الذي تلقاها في صدره ..
وراح يحتضنها بقوة وهو يهمس في أذنيها : سوف أشتاق إليك يا حبيبتي كثيراً ..
ابتسمت همسة وتركت نفسها في حضن أبيها للحظات ..
أحست بالدفء .. بالأمان ..
التي لا يمكن أن تشعر به حتى في أحضان من تحب ..


كانت الساعة الثانية عشرة والنصف ..
حين كانت همسة تودع والدتها ووالدها في المطار ..
لحظات من التأثر ..
وعناق بدموع ..
ووصايا متعددة ..
وأحست همسة أنها تحلم ..
كانت رائحة المطار تلك تبعث في نفسها شعوراً عجيباً ..
والأصوات والهمهمات ..
كلها تلك بروتوكولات للمسافرين ..
كانت همسة لأول مرة تختبرها ..
ودخلت همسة إلى صالة المغادرين ..
وبعد دقائق دخلت من تلك الممرات البلاستيكية العجيبة ..
حتى وصلت إلى الطيارة ..
كانت المضيفة المغربية تحييها بتلك الابتسامة الأنيقة ..
وبعد لحظات كانت في مقعدها في الدرجة الأفق ..
ربطت حزامها ..
كانت تلبس معطفاً سكري اللون ذو أكمام طويل ..
على غير العادة ..
حين كانت تسافر فتكتفي ببنطلون واسع وفضفاض ..
وقميص طويل ..
وهذه المرة كانت تلبس حجاباً بنياً مزين بنقوش إكليلية ..
في هذه الفترة من حياتها ..
صارت همسة تنظر للإحتشام والأدب ..
بشيء من نظرة المهابة ..
بشيء من الأهمية في حياتها .. وصارت تعطي لها وزناً مختلفاً ..
ربما ما كان يقوله بشار هو السبب ..
وربما إحساسها الذي بدأ ينظر لهذه الأشياء بنظرة أكثر واقعية ..
ربما هي رغبتها في التغير نحو الأفضل وإلى الأبد ..
وربما كل هذه الأمور مجتمعة ..
استغرقت الطائرة اثنتي عشرة ساعة حتى وصلت إلى مطار أورلاندو
وعندما وصلت ..
استغرقت ساعتين أخريين ..
في التفتيش والجوازات ..
كان كل شيء يسير بنظام الساعة ..
لم تستغرق كثيراً حتى انتهت ..
أحست بإحساس عجيب ..
أحست أنها مسؤولة عن نفسها بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ..
أحست من أنها لا بد أن تفعل كل شيء بنفسها ..
وأنها لا بد أن تبدأ من جديد ..
وأن تصهر حياتها بالقالب الذي تريده ..
وما هي إلا لحظات ..
حتى كان مبعوث وزارة التعليم موجوداً ..
كان رجلاً باكستانياً ذو ابتسامة عريضة ووجه حليق ..
أخذها من المطار ..
حتى يصل بها إلى : Gainesville
المدينة الجامعية التي تبعد حوالي ساعة ونصف عن أورلاندو
مدينة الترفيه العظيمة في ولاية فلوريدا ..
والتي تحوي ديزني لاند .. ويونيفيرسال ستديو
وغيرها من الأماكن .. التي يحلم بعض الأمريكان أنفسهم بالذهاب إليها ..
كان الطريق بديعاً بطبيعته الخلابة الرائعة ..
بل ببساطة استطاعت همسة أن تشاهد جميع أنواع الطقس التي يمكن أن تراها في رحلة واحدة ..
فالجو كان مشمساً للحظات .. وما لبث أن أصبح غائماً ..
ثم أمطر لحوالي ثلاث دقائق ..
ثم توقف المطر ..
شيء عجيب ..
وعلى الطريق تستطيع أن تشاهد المساحات الخضراء الواسعة للغاية ..
حتى إنها لتشبه كثيراً الجبل الذي كانت تسكن به هايدي في المسلسل الكرتوني الشهير ..
حتى الخيول .. والبقر والبيوت الخشبية العتيقة ..
وصلت السيارة إلى السكن الذي اختارته لها البعثة بعد اتفاق مسبق ..
Melrose compound
كان مجمعاً سكنياً مؤلف من وحدات سكنية متعددة ..
ولما وصلت شقتها التي كانت في الدور الأرضي .. شكرت الرجل ..
الذي كان في غاية التهذيب ..
وأعطاها كرته وقال لها في حال احتاجت إلى أي شيء ..
فإنها تستطيع أن تتصل عليه في أي وقت ..
وسوف يقدم لها الخدمة المطلوبة ..
كان الباب يفتح بواسطة البطاقة ..
وعندما نظرت إلى الباب ..
كان رقم شقتها : 642
توقفت برهة ..
تباً .. لم يحصل هذا لي ..
ولكنها تجاهلت كل هذا ..
ودخلت إلى شقتها .. التي طلبت أن يكون السكن فيها منفرداً ..
كانت الشرفة تطل على مساحة خضراء تخص كل وحدة سكنية ..
وقد بدأت بعض الأشجار تسقط أوراقها معلنة بداية الخريف ..
كانت جائعة للغاية ..
اتصلت على الدليل .. وطلبت رقم أي مطعم يوصل مجاناً ..
وما هي إلا ثلث ساعة بالضبط وكانت البيتزا تدق على بابها ..
جلست تأكل ..
وتركت أشياءها متناثرة ..
إنها بحاجة إلى الراحة ..
دخلت إلى غرفة النوم .. وتركت بقية الأغراض في الصالة ..
ونامت بملابسها ..
بعد أسبوع من وصول همسة ..
كانت قد بدأت تألف المكان شيئاً فشيئاً ..
ولكنها كانت تحس بوحدة كبيرة للغاية ..
كانت كل يوم تتصل بوالدتها ووالدها ما يقارب ساعة أو أكثر ..
أو تكلمهم عن طريق الماسنجر ..
ولكن أحياناً يكون فارق التوقيت عائقاً لكل منهم ..
ولكن المشكلة ..
أن هذه الوحدة لم تساعدها على نسيان بشار أبداً ..
بل زادت من التفكير به ..
حتى إنها أحيانا تغلق أذنيها .. حتى لا تحس بطنين اسمه ..
أو تفتح التلفزيون .. حتى تشغل نفسها ..
لم تكن دراستها قد بدأت ..
وإنما في بداية الأمر ..
لا بد من سنة كاملة .. إعدادية ..
تأخذ فيها بعض المواد الأساسية ..
قبل أن تشرع في برنامج الزمالة ..
في University of Florida
وطبعاً كانت الدراسة في البداية خفيفة ..
حيث إن الجد لم يبدأ بعد ..

.......................................... يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Emptyالثلاثاء يوليو 24, 2007 9:46 am

.................................... تـــــــــابع


ومضى أسبوع آخر ..
ولكن حالة همسة لم تتحسن بل زادت سوءاً ..
صارت تفكر في بشار بطريقة غير عادية أبداً ..
وانتهى بها الأمر أن صارت ..
تبكي ..
وتقول : أريد أن أنساك ..
أرجوك .. أريد أن أنساك ..
بل إن همسة فكرت كثيراً في أن تشتري بيرة أو أي شيء قد ينسيها ..
ذهبت وفتحت حقيبة ملأتها بالكتب العربية ..
وراحت تبحث عن واحد منها حتى تنشغل بالقراءة ..
ووجدته ..
وجدت الدب الأبيض في ركن الحقيبة الكبيرة ..
أخذت تنظر إليه للحظات ..
ما الذي أتى بك إلى هنا ؟
لا بد أنها أمي .. لا بد أنها هي التي فعلت ذلك ..
تباً !
لذلك لا أحب أن يرتب لي أغراضي أحد ..
ظلت تنظر فيه لبضع ثواني ..
ثم مددت يدها بأصابع مرتجفة ..
أمسكته ..
وراحت تتأمل في عينيه البنيتين ..
وأخذت تمسح على قبعته ..
ضحكت .. والدموع في عينيها ..
قبلت الدب ..
ثم وضعته مكانه ..
وراحت إلى الشارع تمشي غير عابئة بأي شيء ..
محاولة النسيان
كانت حالتها تزداد سوءاً ..
ووجودها وحدها لا يخفف عنها الأمر أبداً ..
بل إنه يزيده مشقة ..
حتى إن ذلك أثر في دراستها بشكل واضح ..
كانت كثيراً ما تسرح في الجامعة ..
بل إنها أصبحت قليلة الإهتمام ..
إنها لا تستطيع أن تحتمل كل هذه الأمور دفعة واحدة ..
أما كشكول همسة ..
فعانى من اسم بشار بكل الطرق والأحرف ..
في الركن .. في الطرف العلوي من الصفحة ..
بالعربي والإنجليزي ..



الأسبوع الرابع :
لم تستطع همسة أن تنام منذ أكثر من يومين ..
شعرها أصبح منكوشاً ..
ساءت حالتها الصحية بشدة ..
اتصلت أكثر من مرة على السعودية ..
ولكنها لم تكلم والدها ..
بل اتصلت على المستشفى ..
وصارت تسمع صوت بشار في كل مرة ..


معاناة حقيقية لمن يحب أن يتعذب بمن يحب ..
معاناة .. أن لا نستطيع النسيان ..
معاناة قد توصلنا إلى أشد الحالات كآبة في الدنيا ..
في لحظة واحدة .. نظن أننا قد سيطرنا على أنفسها ..
وفي اللحظة التالية .. نتراجع وننكمش وترانا نهوي في جنون الحب ..
كذب من قال إن كل الذين قرروا أن يتخلوا عن محبيهم استطاعوا ..
أو أن ذلك البطل الذي ترك حبيبته لأي سبب كان ورحل استطاع أن يمضي سنيناً من النسيان ..
لا إن المعادلة ليست بهذه البساطة أبداً ..
بل إن الموت والله يكاد يكون أقرب للإنسان من أن يستمر في هذا التعذيب النفسي الذي لا ينتهي أبداً ..


كانت السماء ممطرة في ذلك اليوم ..
حين أكملت همسة شهراً كاملاً ..
شهراً كاملاً من العذاب النفسي ..
أما همسة ..
فقد كانت تنظر في النافذة المطلة على الشرفة ..
بعيون حزينة .. تنتظر لحظة الإيذان .. حتى ترسل تياراتها الدمعية ..
وحتى تسيل في الخدود المشمشية تلك القطرات البلورية ..
كانت تحس بغصة في حلقها ..
وزادت الأمطار حدتها ..
زادت كثيراً ..
حتى صارت تضرب الأشياء في صوت مسموع وبقوة ..
لن تستطيع أبداً أن تشاهد مطراً مماثلاً له هنا في السعودية ..
رياح سريعة وقوية وباردة ..
تجعل مسار حبات المطر في شكل منحنى ما ..
وللحظة ..
أحست همسة أنها تريد أن تنتحر ..
تريد أن تموت ..
تريد أن تصرخ ..
بكل الألم في صدرها بكل الوجع في قلبها ..
كانت ترتدي قميصاً رمادي اللون ثقيلاً من ماركة : GAP
وبنطلون جينز أزرق ..
وكان شعرها مرسلاً ..
وفجأة ..
فتحت باب الشرفة ..
وخرجت ..
في المطر ..
وراحت القطرات تنزل عليها بقوة كبيرة ..
حتى أنها تألمت قليلاً .. وتبللت في ثواني كما لو أنها دخلت في مسبح من شدة المطر ..
والجو بارد .. جعلها ترتجف من البرد ..
ولكن قلبها كان يفكر في بشار ..
بشار وحسب ..
إنها بحق لا تعرف حتى لم تفكر فيه كل هذا التفكير ..
عقلها يبعدها عنه بكل الطرق وقلبها لا يريد أن يتزحزح قيد أنملة حتى ..
وقفت ورفعت وجهها للسماء ..
وأغمضت عيناها ..
والمطر يضرب جفونها في غزارة ..
ولكنها أخيراً صرخت بكل قوتها
بكل المشاعر في نفسها ..
بكل الأحاسيس التي حملتها ..
بكل العذاب الذي قاسته في هذا الشهر ..
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
لم يكن لصوتها صدى ..
لم يهتم أحد ..
لم يكن أحد ينظر لها حتى ..
سقطت على ركبتيها ..
وراحت تبكي في مرارة ..
كانت دموعها وكأنها تتحدى المطر ..
كانت ضعيفة ..
بقدر القوة التي أجبرت نفسها أن تتحلى بها وقت السفر وفي الأيام التي قبلها ..
كيف لك أيها الحب أن تدخل أعمارنا .. وتستبيح أحلامنا ..
وتغير من مسارات حياتنا ؟!
كيف لك أيها الحب أن تعبث بنا كريشة في مهب الريح ..
كيف لك أن تنزع كل كبريائنا وقواتنا وأشياء أقسمنا ألا نغيرها؟!
كيف لك أيها الحب .. كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!


بعد يومين كانت أم همسة وأبوها في شقتها ..
والأم تجلس بجوار همسة تحتضنها في السرير ..
لقد أصيبت همسة بنزلة برد حادة ..
اتصلت على أهلها .. وأخبرتهم أنها تحتاجهم بشدة ..
ترك الأستاذ سعود كل ما لديه هناك ..
وحجز على أول طيارة وجاء ..
أما همسة .. فكانت ترتجف من البرد .. وهي تقول :
ماما .. لا أستطيع أن أبقى ..
أريد أن أعود ..
لا أستطيع أن أبقى هنا ..
لم تحتمل الأم ..
لم تستطع أن ترى ابنتها تعاني كل هذا ..
احتضنتها بخوف حقيقي وهي تقول : لا تخافي يا حبيبتي .. لا تخافي أنت معي الآن .. أنا ماما ..
التفتت الأم وقالت لسعود :
I will not back without my child !
نظر فيها سعود للحظات ..
اقترب هو أيضاً من همسة ..
وقال : حبيبتي همسة .. إن كنت تودين أن تعودي ..
فلنرجع لا عليك ..
ولكن همسة أخذت تنظر فيهما وهي تذرف الدموع وتقول :
ولكن حلمي .. وطموحي .. ماذا سيقول الناس عني ..
قال لها : فليقولوا ما يشاؤون .. بنتي عندي أهم من الدنيا كلها ..
ولا تهمك وزارة التعليم العالي ..
سأتكفل أنا بكل شيء ..
لا تخافي يا حبيبتي .. نحن كلنا معك ..
بكت همسة مرة أخرى ..
فراحت أمها تحتضنها وهي تحس بالألم ..


بعد خمسة أيام ..
كانت همسة قد وصلت إلى السعودية ..
لم تستطع البعد ..
لم تستطع أن تترك حبها بهذه الطريقة ..
وإن كان الثمن مستقبلها وحياتها ..
إن الأمر أكبر منها ..
بحق إنها لا تستطيع ..
من السهل جداً أن نتحدث عن سخافة وضعف ما فعلته همسة ..
وحتى همسة كانت ستقول عبارات في غاية القسوة ..
لو ما شاهدت فتاة تفعل بنفس صنيعها ..
ولكن لا يستطيع أحد أن يدرك الجحيم الذي عاشته همسة ..
إنها لم تستطع أن تستمر ..


ولما رجعت إلى غرفتها ..
أحست بألفة ..
نعم .. أحست بدفء حقيقي ..
أحست كم هي تحب غرفتها هذه ..
كم تعشقها ..
وضعت رأسها على سريرها ..
وغطت نفسها ..
أحست براحة غير عادية على الإطلاق ..
ونامت على الفور ..


استيقظت همسة في نشاط وراحة ..
كانت الساعة التاسعة مساءً ..
لقد نامت حوالي ثماني ساعات متواصلة ..
نهضت وصلت صلواتها بسرعة ..
ولما انتهت ..
جلست مع أبويها في الأسفل ..
يتجاذبون أطراف الحديث ..
لم يحاول واحد منهم أن يسألها عما تنتويه ..
ولا ما تفكر فيه الآن ..
أهم شيء أن ابنتهم لديهم الآن ..
وأنها بخير وصحة وعافية ..
حتى لو توقفت عن الدراسة ..
بل حتى لو خرجت من وزارة الصحة .. وعادت بنتاً عادية ..
لا يهم ..طالما أنها بخير وسعيدة ..
كثير من الناس يخطئون في تقدير السعادة ..
ويقيسونها بالإنجازات .. والمال .. والأسبقية للمركز الاجتماعي ..
في حين أن أحداً منهم .. لا يعرف قيمة الراحة النفسية والقناعة ..
وأنها أهم من أي شيء في الدنيا ..



وفي الحادية عشرة ..
لبست همسة ..
كانت تستعد للمشوار الذي كانت تفكر فيه منذ أن قررت أن تعود إلى السعودية ..
متخلية عن كل شيء من أجله ..
لبست لبساً خفيفاً ..
ولبست معطف الأطباء ..
وضعت بطاقة المستشفى التي كانت ما تزال تمتلكها ..
وراح عقلها يسرد عليها آلاف الصور السريعة ..
" نظارة أم خمسة ريالات "
" عصير تروبيكانا الدوائي الطعم "
" ضحكة قصيرة يطلقانها سوية "
" لم أفهم هذه النقطة "
" إني أحبك "
" صورة لبشار وهو فوق السرير "
" دموع همسة في غرفتها "
عضت همسة على شفتيها وهي تتذكر كل هذه الأشياء ..
وراحت تقول في نفسها :
لقد استسلمت لك يا بشار ..
أعترف ..
لم أستطع أن أتخلى عنك ..
ليس لأني طيبة .. أو أني أود أن أساعدك ..
بل لأني لا أقدر ..
لا أقدر أن أعيش بدون أن أراك كل يوم ..
لا أقدر أن أعيش دون أن تسخر مني ..
لا أقدر أن أعيش دون أن تعبث بحياتي ..
لا أستطيع أن يكون لي معلم غيرك أنت ..
لا أقدر أبداً ..
صحيح أنك لا تحبني ..
ولكن ..
أنا أحبك ..
وأرضى أن أكون فقط إلى جوارك ..



خرجت من المنزل بعد أن قالت لوالديها أنها ذاهبة إلى المستشفى لبعض الإجراءات الضرورية ..
ورغم إصرار أمها على تأجيل المشوار ..
إلا أنها أصرت وقالت بأنها لن تتأخر ..



ركبت همسة السيارة ..
وتحركت السيارة ..
شغلت فرقتها المفضلة بلو ..
وراحة تستمع ..
وأحست براحة عجيبة ..
حين راحت مدينة جدة تطلع عليها ..
بشوارعها .. وأنوارها .. وأهلها .. والضوضاء التي تعمها ..
والحياة التي تضج بها ..
ببساطتها .. وفقرها وغناها ..
بكل شيء فيها ..
إن هذا هو موطنها ..



وصلت المستشفى ..
وكأنها لأول مرة تدخله ..
راحت تتأمل تلك الأعمدة الصغيرة التي تحيط الدوار الأخضر أمام بوابتها ..
والتي تنتهي بأضواء خافتة ..
تبدع منظراً في غاية الجمال
دخلت همسة من البوابة الزجاجية التي تفتح تلقائياً ..
كانت الثريا العظيمة تواجهها ..
وفي الوجه مباشرة .. نصف دائرة رخامية .. للاستعلامات ..



وفي اليمين صالة الاستقبال الخاصة بكبار الشخصيات ..
كانت الفخامة تملأ المكان ..
والنخيلة التي كانت تنتهي كشمسيات زجاجية ..
وحولها مقاعد خضراء اللون تتوزع في البهو الوسيع ..



أما في اليمين .. فيربض المصلى الأنيق والجميل ببساطه الأزرق الملكي ..
تقدمت همسة للأمام والابتسامة على ثغرها تكاد تشقها شقاً ..
نحو ممر خاص بالمصاعد الذهبية
التي يبلغ عددها ثمانية مصاعد
في كل جانب أربعة منها
وعلى الحائط في المقابل
خريطة للدور الاول



كانت المستشفى ضخمة بحق
7 أدوار كاملة
شيء بديع وجميل للغاية
ولكن الممرات كانت ضيقة جداً ..
والغرف جوار بعضها البعض
شيء للأطباء
وأخرى فقط لإقامة مجموعة دراسية مصغرة ..
وأخرى للمختبر
وكلها بجوار بعضها
راحت همسة بين الممرات تدخل من واحدة إلى واحدة .. وهي تعرف طريقها ..
إلا أن المستشفى تكاد أن تكون متاهة بالفعل
مع كثر التعقيدات التي فيها لمن لا يعرفها ..
والتي تعكس العقلية التي تقوم بالتدريس ..



كانت أصوات الهاتف ترن في كل مكان كما اعتادت همسة في السابق .. ونداءات للأطباء في التوجه إلى بعض الغرف لحالات طارئة ..
والناس ينتشرون في كل الأنحاء
لا سيما الأطفال
الذين تجدهم في كل مكان
بمختلف الحالات والهيئات ..


كل هذه الأمور كان لها تأثير خاص على همسة ..
وشعور بالألفة والراحة النفسية ..
وراحت تقول في نفسها :
هنا أريد أن أموت ..
كم أحب هذا المكان ..
إنه منزلي .. بحق ..
عدد الساعات التي أقضيها هنا أكثر بكثير من الساعات التي أقضيها في المنزل ..



وصلت همسة إلى الدور الثاني ..
وتوجهت إلى الغرفة ..
وكلما اقتربت ..
كان قلبها يدق في عنف واضح ..
اقتربت حتى وقفت أمام الباب ..
نظرت إلى رقم الغرفة : 642
جمعت أنفاسها المتسارعة ..
طرقت الباب ..
ودخلت

...................................

انتهى هذا الجزء ...
اتمنى ان تكونوا قد استمتعتم معه ..
وانتضروا الجزء التالي ..Very Happy
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
LooL@h
مشرفه قسم اسلاميات
مشرفه قسم اسلاميات
LooL@h


انثى عدد الرسائل : 989
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Emptyالثلاثاء يوليو 24, 2007 2:50 pm

يــــــــاعمري ياهمسه ..الله يلوم اللي يلومج..<<حزنت عليها يوم تعنت بالسفر..
(ومن الحــــــــب ماقتل)..
مشكوره حبيبتو عالجزء بس بصراحه انتهى على شي مرررره مشووووق..
وان شالله ماتتأخرين علي بالجزء الثالث عشر..
تحيتي لك:لوله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Emptyالجمعة يوليو 27, 2007 9:40 am

يووووووووهويووووووو استانسوا الجزء الأخير ...Very Happy
يلا الحمدلله بدا ينكشف الستار عن نهاية هذي الرواية ..
اتمنى اني أكون وفقت في أختيارها ..
أتمنى ان تنال على اعجابكم ..
كما هي تهمني تعليقاتكم وردودكم ..
لن اطيل عليكم .. وقتاً ممتعاً ..I love you
بقلم الكاتب ..

هذا هو الجزء الأخير
واستعدوا يا رواد المجالس
فإني أحمل في جعبتي ..
شيئاً لم تروا له مثيلاً أبدااااااااااا
اليوم سأفجر قنبلة دهشة تدوي في عقولكم ..
إليكم جنون التأليف ..
جنون الكاتب : د.الساطع
وصلت همسة إلى الدور الثاني ..
وتوجهت إلى الغرفة ..
وكلما اقتربت ..
كان قلبها يدق في عنف واضح ..
اقتربت حتى وقفت أمام الباب ..
نظرت إلى رقم الغرفة : 642
جمعت أنفاسها المتسارعة ..
طرقت الباب ..
ودخلت
الجزء الثالث عشر والأخير

دخلت همسة ..
ووجهها يكاد يشرق ابتساماً ..
وهي تريد أن تملأ عينيها من بشار ..
ولكنه لم يكن موجوداً ..
أصابت همسة خيبة أمل كبيرة للغاية ..
ترى أين سيكون ؟
ذهبت إلى الممرضة وسألتها عن بشار ..
قالت : I do not know ..
It seems that he went somewhere
قررت همسة التجول قليلاً في الأروقة لحين عودته ..
راحت تتمشى قليلاً ..
وهي تحس بالانتعاش ..
وجدت نفسها أمام غرفة الدكتور علي الذي كان باب غرفته موارباً ..
طرقت الباب بلطف ..
ولما شاهدها الدكتور علي تفاجئ وقال :
همسة ؟
ابتسمت همسة وقالت له : مرحباً دكتور ..
كيف حالك ؟
ابتسم لها باستغراب وقال : الحمد لله ..
كيف حالك أنت ؟
أليس من المفترض أن تكوني في أمريكا الآن؟
تنهدت وهي تنظر نحو مكتبه .. وقالت :
لم أستطع أن أكمل هناك الدراسة لوحدي ..
تعبت كثيراً ..
اضطررت للعودة ..
نظر فيها الدكتور علي قليلاً ثم قال :
هل عودتك نهائية ..
أم أنها فقط إجازة ؟
فقالت همسة وهي تعض على شفتيها :
لا إنها نهائية ..
فقال الدكتور علي :
لم يا دكتورة ؟
لقد أضعت على نفسك فرصة عمرك ..
هل تعلمين كم من الطلاب يحلمون بفرصة مماثلة ..
إن فرصة كهذه لن تعوض أبداً ..
ثم بدا منفعلاً وهو يتابع :
لقد قلت لك ..
إن مثل هذه الحال المائع لن يجدي في الطب أبداً ..
لا بد أن تكوني قوية ..
قولي لي .. ماذا ستفعلين الآن ؟
هل ستبقي طبيبة عامة فقط ؟
أبعد كل هذا التعب تتركي ما سعيت من أجله ..
ما قد يدفع أحد الطلاب الأموال الطائلة في سبيله ؟
أحست همسة أن الدكتور علي منفعل جداً ..
وأن كلامه قاسي وموبخ ..
أحست أنها لا تريد أن تسمع ..
ولكن الدكتور علي لا يقدّر أن العواطف مهمة في مجال العمل ..
إنه صارم ..
يقدس العمل إلى أقصى حد ..
إلى درجة أشبه ما تكون بالعبادة ..
فقال : لقد دمرت حياتك ..
وحكمت على مستقبلك المهني بالفشل ..
"أنا أعترض معك في هذا الأمر .. "
انبعث هذا الصوت من خلف همسة ..
التي نظرت بقوة نحو الصوت ..
كان بشار يقف هناك عند الباب ..
وفي عينيه تلك اللمعة الواضحة ..
بسمنته ..
وبكل التفاصيل التي تحفظها همسة عن ظهر قلب ..
التفت له الدكتور علي .. والذي بدا أنه ثائر وقال :
عفواً .. من أنت؟
فقال بشار متجاهلاً كلامه :
بعض الناس تهتم لأمورها الشخصية .. وتأخذ لها اهتماماً وحيزاً من حياتها أكثر من البعض الآخر ..
العمل والطب والدراسة ليست نهاية الكون ..
ما فعلته الدكتورة همسة لا يعتبر إلا حقاً من حقوقها أن تعيش إنسانة بدلا من استعباد الطب لها بهذه الطريقة السخيفة ..
أحس الدكتور علي أن هناك من يختلف معه في المنطق والمبدأ ..
فقال : إن كانت هي على هذا المبدأ .. لم دخلت الطب من أساسه ؟
الطب تضحية .. وليست مجرد تسلية .. إنها مسئولة عن حياة بشر ..
فقال بشار : ولم تطلب منها المزيد ؟
إن هذا ما تستطيع أن تقدمه ..
لم تريدها أن تفني حياتها من أجل الآخرين ..
في حين أن الآخرين لا يهتمون كثيراً لحياتها ؟
حتى الرواتب لا تساوي أن أقتل نفسي من أجل هؤلاء الناس ..
فقال الدكتور علي :
الطب رسالة .. ومهمة إنسانية ..
وليست تجارة مال ..
قال بشار : وأنا لم أقل بأنها تجارة ..
ولكني قلت .. إنها لا تحتاج أن تفني عمرها من أجل الإنسانية تلك ..
إن هذا أبسط خيار لها في الحياة ..
إنها حياتها .. وليس لأنها طالبة نجيبة لا بد أن تكون دكتورة لامعة .. تتخصص في أصعب المجالات ..
هذه حياتها .. وهي من ستدفع ثمن اختيارها ..
وليس أنت ..
ليس أنت الذي لن تتزوج لأنك أفنيت عمرك كله في هذا الطب ..
بل هي ..
قال الدكتور علي بحدة :
ومن أنت حتى تتكلم عنها ؟
إن لديها لساناً حتى تتحدث ..
فقال بشار بقوة وصلابة :
أنا خطيبها .. الدكتور بشار ..
همسة على طول النقاش كان قلبها يضرب بقوة ..
ولما قال بشار ما قال .. أحست أنها لا تكاد تقول كلمة واحدة ..
تابع بشار كلامه بقوة الواثق .. دون أن يجفل للحظة :
وأنا الذي خيرتها بين أمريكا وبيني ..
توقف الدكتور علي للحظات ..
لم يعرف ما يقول ..
إلا أنه غمغم : بالتأكيد هذه حياتها ..
ولكم حرية التصرف ..
هنا قال بشار لهمسة :
أنتظرك في الخارج ..
وذهب ..
أما همسة فقد أحست أنها في غاية الإحراج ..
نهضت وهي تقول : أنا آسفة يا دكتور ..
لم أقصـــــــ ...
قاطعها الدكتور علي وقال :
لا بأس يا دكتورة ..
خيراً إن شاء الله ..
خرجت همسة ..
وهي تحس بشعور لا يوصف ..
بشار ..
لقد رأته ..
لقد كان إلى جانبها ..
كم هو رائع ..
إنه بحق حب العمر ..
لن أنسى له أبداً ما فعل ..
"أنا خطيبها الدكتور بشار "
تذكرت همسة هذه الكلمات ..
فأحست بخجل بلا حدود ..
أحست أنها تود لو تقفز فرحاً ..
ولكنها ابتسمت ..
كان بشار ينتظرها في غرفته ..
دخلت الغرفة وهي في غاية الخجل والحياء ..
أما بشار فكان ينظر لها بنظرات غريبة ..
كانت مزيجاً بين خيبة الأمل والتساؤل والدهشة ..
نظرت فيه همسة وقالت بابتسامة كلها خجل :
كيف حالك يا بشار ؟
ابتسم لها وقال : الحمد لله ..
كيف حالك يا دكتورة ؟
فقالت : بخير ..
دام الصمت للحظات ..
فقال بشار : لم عدت ؟
جلست همسة في الكرسي الذي طالما جلست عليه ..
ثم راحت تلعب في أصابعها قليلاً ثم رفعت عينيها وهي تتنهد قائلة :
عدت لأني لم أستطع أن أتحمل ..
كانت نظراتها قوية ..
تخفي وراءها الضعف ..
تخفي ورائها الكثير من المشاعر ..
جملة واحدة ..
يفهم كل واحد منهما معناها جيداً ..
أما بشار ..
فراح ينظر بعيداً ..
وهو يعض على شفاهه بقوة ..
ثم نظر لها وقد احمر وجهه وعيناه ..
وأحست همسة أنه يعاني وهو يقول لها :
رجعت بسببي ؟
قالها .. وامتلأت عيناه بالدموع ..
أما همسة .. التي لم تتصور في يوم أنها سترى هذه النظرة على وجه بشار ..
وراح قلبها يعصف بالحب ..
أجل .. قلها يا بشار ..
قلها ..
قل بأنك تحبني ..
قل بأن ما فعلته كان من أجلك بحق ..
قل أي شيء ..
أي كلمة ..
وتعلقت عيناها بشفتيه ..
وهنا نزلت على خد بشار دمعة سريعة ..
من عين طفحت مشاعرها ..
فقال لها بصوت مختنق :
إني لا أستحق شيئاً مما فعلت أبداً ..
لا أستحق ..
راع همسة منظر بشار .. وهو يقول لها هذه الكلمات ..
فقالت له وراحت دموعها تتجمع في عينيها هي الأخرى :
بشار ..
أنا أحبك ..
قالتها بصوت أقرب إلى الهمس ..
فنظر لها بشار بنظرة ضيقة .. في غاية الألم ..
والدمعة تلي الدمعة ..
وقال : أنت لا تفهمين أي شيء ..
أنت لا تفهمين أبداً ..
مسحت همسة دموعها من تحت نظارتها وقالت :
بشار .. ما الموضوع ؟
فقال لها بنظرة حزينة : هل تريدين حقاً أن تعرفي الموضوع ؟
أومأت برأسها وقد أحست بالفضول يطغى على مشاعرها..
قال بصوت مبحوح : صدقيني لن تفرحي كثيراً ..
ستشعرين بأقسى ألوان الألم ..
ستتمنين أنك لم تولدي حتى ..
سترغبين بأنك لم تقابليني في حياتك أصلاً ..
همسة راحت تنظر له مستفهمة وهي تحس بالغرابة ..
فقال بشار .. والدموع تتساقط من عينيه :
أنا كذاب ..
أنا لست بشار الذي تعرفين ..
همسة زادت حيرتها أكثر فأكثر ..
قال بشار :
كل الذي قلته لك ..
كان كذب ..
أنا .. لم أذهب إلى اليابان في حياتي ..
ولم تكن هناك فتاة اسمها مايا تزوجتها ..

تجمدت همسة في مكانها ..
وأحست أن سكونا رهيييييييييييييييييييييييباً في كيانها ..
قالت وهي تكاد ترتجف :
ماذا تقول ؟
قال لها بشار وهو لا يكاد يشعر بشيء :
تلك هي الحقيقة يا همسة ..
أنا لست بكاتب لبحث الجين Gp53
أنا لا شيء ؟
توقفت همسة وهي في حالة من الجنون وقالت :
ما هذا الجنون الذي تقوله ؟
بقي أن تقول لي أنك لست طبيباً حتى ..
وأن اسمك ليس ببشار ..
وصارت تصرخ فيه ..
قاطعها وقال :
لا .. إني طبيب ..
ولكني طبيب عام .. توقفت عن ممارسة الطب هذه السنة بسبب مرضي ..
واسمي بشار كما هو مدون لديك في الأوراق الرسمية ..
لن أستطيع التزوير فيها أبداً ..
قامت همسة من مكانها وهي في حالة من العصبية وهي تقول بانفعال .. ويديها تتحرك بمنتهى الحدة :
لازلت لا أصدق ..
أنا لا أفهم ..
ما الذي تحاول أن تقوله أنت ؟
فقال لها بشار :
سأحكي لك ..
تنهد للحظات ثم نظر فيها .. وقد جفت دموعه وقال :
اسمي بشار البدري ..
مريض بالسرطان ..
سرطان العظم ..
تخرجت من كلية الطب قبل خمس سنوات تقريباً ..
ثم توقف قليلاً ..
فقالت همسة بانفعال شديد : أكمل ..
لم توقفت .. أم أنها كذبة جديدة أخرى ؟
نظر لها بشار وقال وحدقتاه تهتز من الدموع :
والله لا أعرف من أين أبدأ كلامي ..
ولكن لا يهم أي شيء ..
إلا أن تفهميني ..
أنا شاب تربيت في بيت جدتي .. بعد وفاة والديّ في حادث سيارة ..
ليس لدي أي أخوة ..
لقد كنت أبلغ خمسة أشهر حين ماتا ..
وكبرت ..
إنسانا ضعيفاً هزيلاً ..
يتيم الأب والأم ..
فقالت له همسة بحدة : وما أدراني أنك تقول الآن الصدق ؟
قال لها : تستطيعين أن تتأكدي من خال أمي الدكتور أسامة آصف ..
لا أظن أن بروفيسواً مرموقاً مثله يخاطر بسمعته ويكذب من أجل شاب مثلي ..
فقالت بقوة : نعم سأسأله ..
نظر فيها وقال بقوة :
همسة ..
إن شئت أن تسمعي ما لدي ..
فاسمعي .. وإن لم تريدي .. فلك الحق ..
ولكني هذه المرة لا أقول لك إلا الصدق ..
كان من السهل عليّ أن أجعلك تصدقين كل كلمة ..
كان من السهل أن أستمر في خداعك ..
لم يكن لدي أدنى سبب كي أخبرك الحقيقية ..
صمتت همسة وهي ترمقه بنظرات حاقدة ..
فقال : وضعت كل همي في دراستي ..
صحيح أن جدتي .. كانت تحبني كثيراً ..
ولكن ما استطاعت أن تكون لي أباً وأماً في الوقت ذاته ..
لم تستطع أن توفر حناناً لشخص مثلي ..
يحتاج إلى قدر هائل من الحنان ..
درست ..
تفوقت حتى أكمل النقص في نفسي ..
أحببت فتاة صغيرة في حياتي ..
كانت ابنة الجيران ..
رويدا ..
ولكنها كانت تكرهني ..
لا أدري لم ؟!
والله لا أعرف إلى هذا اليوم لم تكرهني ..
لم أفعل شيئاً ..
ربما لأني كنت خجولاً ..
ربما لأني كنت ساذجاً ..
ربما لأني لم أكن مضحكاً ..
ربما لأن العادات التي ربتني عليها جدتي الدينية والأخلاقية والاجتماعية ..
جعلتني لا أقدم إلا على نظرات خجولة ..
وكلمات هامسة في مناسبات صغيرة ..
ورسالة واحدة فقط ذقت الأمرين حتى وصلت لها بعد سنة كاملة ..
كان عمري آنذاك 18 سنة ..
انطويت على نفسي ..
بكل المعاني ..
وجاءت دراستي في الطب لتكمل باقي القصة ..
لتبدأ في مرحلة انعزالي التامة عن كل معاني الحياة ..
دخلت في السكن الجامعي ..
واعتزلت الناس فيه ..
كان في شعور كبير ..
أن الناس كلها تكرهني ..
وبأني لست الإنسان الذي يستحق الحب ..
........................................ يتبـــــــــــــع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Emptyالجمعة يوليو 27, 2007 9:53 am

............................................. تـــــــــــــــــابع


بدأت أتغير ..
بدأت شخصيتي تتحور ..
حتى أصبحت ما عليه أنا الآن ..
إنسان ساخر ..
لا يقيم لكثير من أمور الحياة وزناً ..
كثير الضحك ..
يتصنع المرح بهبالة ..
واثق من نفسه إلى حد كبير ..
أجل تغيرت وأنا في كل مرة أفكر وأقول :
هل هكذا كنت تريدينني يا رويدا ؟
ومع السنوات ..
قمت بأكثر ما يكون غرابة في الدنيا ..
نظر في همسة التي كانت عاقدة لحاجبيها ..
ولكنها كلها تصغي إليه ..
فقال بعد أن ابتلع ريقه :
قمت بابتداع تلك الشخصية .. مايا ..
نظرت فيه همسة باستغراب وقالت :
ابتدعت مايا ؟!
فراح بشار يقول في حماسة :
نعم ابتدعتها ..
مايا ..
فتاة بكل المواصفات التي أحتاجها في حياتي ..
مايا ..
تلك الإنسانة العذبة الرقيقة ..
تلك الملاك الطاهر ..
مايا ..
حلمي أنا الحقيقي ..
لا أعلم فعلاً هل ما قمت به دور من أدوار البطولة ..
أو أحد صفات الجنون ؟
لا أعرف حقاً إن كان هذا الفصل من حياتي هو غباء أم ذكاء ؟
كنت في مرحلة المراهقة وفي ذروتها ..
وفي نظري .. كان الذكاء .. أن أتجاوزها بأقل الخسائر الممكنة ..
ولكني أعترف أنها كانت حماقة ..
فلقد أحببت شخصية تخيلتها أنا ..
حب لم يحبه إنسان قبلي ..
ليس في قوته ولا شدته ولا ثورته ..
بل في فكرته المجنونة ..
لقد كانت فكرة شيطانية تغلغلت في أحشائي ..
ونفذتها ..
همسة قد لا تصدقين ..
ولكن عندي ما يقارب 16 مجلداً كاملاً ..
16 مجلداً ..
من كلام الحب والغرام ..
امتلأ برنين الهواتف والحديث المعسول والجنون المطفق ..
كلها خيال في خيال ..
16 مجلداً .. أحتفظ بها كالكنز ..
كتبت فيها بالتفصيل ذكرياتي مع مايا التي صنعت ..
كتبتها على مدى 7 سنوات الطب ..
وأنا أوهم نفسي بهذا الحب المزيف ..
أضحك على نفسي بتلك الكذبة التي اخترعتها أنا ..
حتى لا أنزلق في علاقات غرامية لا ترضى بها مبادئي التي تربيت عليها ..
وحتى أستطيع أن أحصل على الفتاة التي أريد ..
أوهمت جميع من أعرف بالإنسانة التي أحب ..
بل إني كنت أصنع لها الهدايا التي قد تكلفني جزءاً كبيراً من مدخراتي ..
ثم ألقيها بجوار البحر ..
أو حتى في حاوية للنفايات ..
شيء في منتهى الجنون ..
ولكنه حصل ..
وصفت كيف تقابلنا ..
وصفت كيف قلت لها لأول مرة في حياتي أحبك ..
وصفت المحادثة التلفونية التي كنت أتخيلها بمنتهى الدقة ..
أدخلت عليها كل تفاصيل حياتي ..
وأشركتها في كل صغيرة وكبيرة في عمري بلا استثناء ..
واستمرت معي طوال دراستي في كلية الطب ..
بل إني أحيانا أوكلها لتتخذ عني قراراتي ..
لا أدري .. لم سيطرت على حياتي ..
وصدقتها ..
ربما لأني أريد أن أصدق أني شخص يستحق أن يُحب ..
ربما لأني أود أن أصدق أني أحب هذه الفتاة الخالية من كل العيوب ..
هذه الفتاة المفصلة على مقاسي أنا ..
هذه الفتاة التي جعلتها تمدح من أحب ..
وتلعن من أكره ..وتدعو عليه بالموت ..
كانت مرآتي أنا في أحيان كثيرة ..
كانت صوت الحق تارة في نفسي ..
وصوت الشيطان مرة أخرى ..
وظللت اكتب فيها مئات كلمات الحب والغزل ..
كانت تشاطرني الفرحة ..
وأيضاً الدمعة ..
قبلت أن أعيش بها إلى نهاية العمر ..
وأن أتزوج أوراقي وشخصيتي الوهمية ..
مايا ..
كتبت اسمها بالدم في دفاتري ..
وفي كل يوم كنت أراها أنثى أخرى ..
مرة تشبه تلك الممثلة ..
ومرة أجمل من تلك المغنية ..
ومرة في طهارة تلك الفتاة المحشمة ..
صدقيني إن قلت لك ..
أنها في نظري قد وصلت الكمال ..
من جمال وحشمة وأدب وتربية وعائلة وتواضع وأخلاق ورومانسية وحب وولاء وإخلاص ورضى وقناعة ..
كل المواصفات التي تستحيل أن تجدينها في بشر ..
صنعتها أنا في مايا ..

وبعد أن تخرجت ..
استمرت مايا معي .. لسنة واحدة تقريباً ..
فكرت في الزواج الحقيقي ..
ولكن مايا ..
كانت العقدة أمامي ..
صرت أقارن كل فتاة بمايا ..
إلى أن قالت لي جدتي :
اختر أنت الفتاة التي تناسبك ..
لم أستطع أن أجد فتاة تروق لك ..
طلباتك صعبة جداً ..


ولكن مايا بدأ وجودها يضعف في حياتي ..
كنت لتوي طبيباً متخرجاً من الجامعة ..
إلى أن جاء ذلك اليوم ..
حين رأيت مايا الحقيقية !
قالت همسة : مايا الحقيقية !
أتريد أن تجعلني معتوهة بهذا التعقيد ..
قال بشار :
ليس تعقيداً أبداً ..
وإنما ببساطة ..
كانت هناك مريضة يابانية اسمها مايا ..
جاءت لتعالج في المستشفى التي كنت أعمل بها ..
كانت جميلة ..
ولكنها ليست كصورة مايا التي رسمت .. والتي كانت شرقية الملامح جداً ..
ربما كان الاسم له طنين خاص للغاية ..
فقط أحببتها لاسمها ..
كان لديها ورم خبيث ..
كانت ابنة لأحد أعضاء الملحقية الثقافية اليابانية بالسعودية ..
أما أنا فجن جنوني ..
أحسست أن هذه هي مايا ..
صرت أغير في شخصية مايا الخيالية ..
وألائم عليها الصفات التي أعرفها ..
أو حتى اضطر إلى تغيير شخصية مايا الخيالية ..
قالت همسة وهي تحس بعسر في الفهم : لم أفهم ..
تنهد بشار وقال :
هناك مايا الخيالية التي اخترعتها أنا ..
وهناك مايا الحقيقية المريضة .. التي رأيتها في عالم الواقع عندما تخرجت ..
حاولت ببساطة أن أدمج الخيالية في الحقيقية ..
حتى أتوهم أن هذه الفتاة هي التي أحببت منذ زمن بعيد ..

وبدأت رحلة حب غريبة ..
حب فتاة لا أعرف عنها إلا اسمها ..
كنت أحس بمهابة رهيبة في أن أتحدث معها ..
فقط كنت أمر كل يوم على غرفتها ..
حتى أراها وأذهب ..
كانت ترسم ..
ولذلك كانت مايا التي حكيت لك رسامة ..
قالت همسة :
ولم كانت مايا التي أخبرتني عنها قصة مختلفة ؟
نظر بشار فيها .. وقال :
لأن مايا الحقيقية ..
لم يمضي على وجودها أيام قلائل إلا وسافرت وعادت إلى اليابان .. بعد أن تأكدوا من أن لديها ورما خبيثاً في الكبد ..
وعندما ذهبت ..
أحسست أن الدنيا كلها تتهاوى من حولي ..
فقررت إنشاء مشروع محاكاة جديد ..
مايا 2
6 مجلدات أخرى ..
وكيف أني ذهبت إلى اليابان ورأيتها ..
ألم تلاحظي أن قصتي مليئة بالمفارقات اللامعقولة ..
هل تتوقعي أن طبيباً يابانياً يتبنى طفلاً سعودياً ..
لا وبل يُمنح بعثة على حساب الجامعة؟
هل رأيتني يوماً أتحدث شيئاً من اليابانية ؟
حتى البحث الموجود على النت alphaGp53
موجود باسم الدكتور ميان ..
لم يكن من تأليفي ولا شاركت فيه أبداً ..
قفزت هنا همسة وقالت :
إذا كيف كنت تعرف كل شيء فيه ..
ورحت تشرحه لي بمهارة ؟
ابتسم بشار بحزن وقال :
ذلك كان منتهى الجنون مني ..
في تلك الأثناء كنت قد قررت أن أتخصص في علم السرطانات ..
لأن مايا مريضة بهذا الشيء ..
وكان هذا البحث في تلك الأيام مثار العاصفة الكبرى في ميدان الطب ..
قرأته بل فصصته من اهتمامي به ..
كان عندي هوس شديد ..
بأن أذهب لليابان وأجرب هذا العلاج على مايا ..
كنت أريد أن أنقذها بكل ما أستطيع ..
على الأقل حتى لو كان ذلك في خيالي .. لكي أرضي جنون قصتي الـمُختلقة ..

صدقيني كنت أعيش الدور بقدر ما أستطيع ..
إنك لن تستطيعي .. أن تفهمي حياة إنسان ..
تربى يتيماً .. محروماً من العاطفة ..
ليس في حياته الكثير من الأصحاب ..
ليس إلا ابن عمته الوحيد وسام وابنته الصغيرة منى ..
إنه حتى ليس أخي ..


تربى وأعرضت عنه أول فتاة في حياته بلا سبب مقنع ..
لن تستطيعي أن تفهمي الصراع النفسي في إنسان خيالي حاول أن يكون إنساناً مثالياً ..
أن يكون صادقاً ومحباً ..
وأن يعطي الناس الأمل والحب كلهم ..
وأن يعاملهم بطريقة أصفى من السماء الزرقاء ..
أن يكون مرهفاً حساساً حالماً وشاعراً كما تقتضي طبيعته ..
له كل الحق أن يُحِب أو يُحَب ..
دون أن يعاني من السخرية ..
أو الرفض والاستهجان من الناس ..
أو حتى الاستغلال من المقربين ..
والتعامل بتلك اللزوجة والنفاق ..
هذا ما يستحقه أمثالي من الذين كانوا ينظرون للحياة بمنظار وردي ..
قررت أن أتغير وأن أعيش مثاليتي التي أنا عليها مع ذاتي ..
من حبيبتي التي اخترعتها والتي تقدر وتفهم كل هذا ..
مع إنسانة تشعر بكل شيء أفعله ..
قد لا تستطيعين الفهم يا همسة ..
قد لا تستطيعين أن تقدري كل هذا ..
أنت معذورة ..
لن يستطيع أحد في الدنيا أن يفهم جنوني هذا إلا أنا ..


التفت إلى همسة التي كانت دموعها خط رفيع على وجنتيها ..
وأنفها قد صار أحمراً .. قالت له بأكبر خيبة أمل في حياتها :
لم فعلت كل هذا يا بشار بي ؟
ما الذي فعلته أنا بك ؟
لم دمرت حياتي كلها؟
دمرت حياتي العلمية .. وجعلتني أعود من أجل ماذا ؟
حتى إنك لا تحس بي ..
والله هذا حرام ..
هذا ليس إنصافاً ..
قال لها بشار :
ما فائدة الحب إن كان محكوماً عليه بالإعدام ؟
بالله عليك كيف تريدينني أن أجعلك تستمرين في حبي وأنا أموت ؟
هل هذا هو الفعل الصائب؟
أن أجعلك تتعلقين بي ..
ثم أتركك تعانين الأمرين ؟
نظرت فيه همسة مستفهمة .. إن كلامه هذا يعني شيئاً ما ..
قال لها وهو ينظر لعينيها بقوة:
همسة .. والله الذي لا إله إلا هو ..
ما كذبت عليك في كلمة قلتها لك الآن ..
ولن أكذب حين أقول لك بأني :
أحبك


لم تحتمل همسة كل هذا ..
جلست تبكي ..
وراح جسمها ينتفض ..
لم كل هذا الجنون يلاحقها ؟ لم ؟
وجدت يداً دافئة تمس كتفها في شيء من الحنان ..
بقيت على حالها دون أن يتوقف بكاؤها ..
قال لها : أنا آسف .. والله ما قصدت أن أجرحك بكلمة ..
صدقيني أنا آسف ..
رفعت رأسها إليه وراحت تتأمل في وجهه ..
والدموع تغرق وجهها وعينيها الزرقاوين ..
فقال لها بصدق وبنظرة ما رأتها قبلاً في عيني بشار ..
نظرة حالمة .. نظرة دافئة ..
نظرة فيها الدنيا كلها ناعمة :
والله العظيم .. أحبك ..
ثم مد يده بتلك الوردة الحمراء ..
نفس الوردة التي كانت تصل إليها منذ زمن بعيد ..
نفس طريقة التغليف ..
لقد كان هو حتماً ..
لم يكن فراس كما ظنت
إنه بحق كان يحبها منذ طول أمد ..
فضحكت همسة من بين كل الدموع .. ولازالت دموعها تقطر من وجهها ..

...................................... يتبــــــــــــع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Emptyالجمعة يوليو 27, 2007 9:56 am

...................................... تــــابع

الفصل ما بعد الأخير

لم تنتهي الحقائق عند هذا الحد ..
إلا أن همسة في تلك اللحظات لم تهتم إلا بالنقاط الرئيسية ..
مايا الحقيقية اليابانية ..
فتاة تعتنق النصرانية ..
وهي ليست حتى من الريف الياباني ..
أحب بشار أن يجعلها في خياله تسلم حتى يجعلها في النهاية في قمة الكمال ..
وكتب بشار موت مايا التي تخيلها في النهاية .. لأن مايا الحقيقية قد توفيت فعلاً من مرضها بالسرطان ..
فعاش بشار دور الحزن على طريقته الخاصة ..
لم تكن هناك صلة كبيرة بين مواصفات مايا الحقيقية ومايا الخيال ..
ربما الشكل الذي عمد بشار إلى إخفاء عيوبه ..
وإظهاره بمنظار الجمال ..
البحث حقيقي .. يقوم الدكتور ميان ناريتا حقيقة بالعمل عليه ..
وقد أثبت نجاحاً باهراً ..
مما دعا الجمعية السعودية للأورام السرطانية في السعودية ..
إلى البدء بتجربته ..
وكانت تحتاج إلى متطوعين ..
وكان أول من تطوع بهذا الشيء هو بشار ..
فقد كان يعرف الكثير عن هذا البحث وآمن به ..
وبالطبع الدكتور أسامة .. قريب بشار ..
هو المسئول عن هذا الموضوع ..
وأما إصابة بشار بالسرطان ..
فليس له أي ارتباط بمايا من قريب أو بعيد ..
وإنما كانت سقطة له قبل سنة حين كان يسبح على حافة المسبح ..
أدت إلى نمو ورم سرطاني خبيث ..
البحث الذي أعطاه بشار لهمسة ..
كان خلاصة لأفكار بشار على البحث الأصلي Gp53 alpha
وتجاربه الخاصة التي عملها على أرانب اختبار ..
وكانت ثمرة جهد قيمة ..
صاغها في بحث طبي عن مايا ..
ولذلك لم يستطع أن يقدمها للدكتور أسامة ..
لأنها تفتقر إلى الثقة العلمية ..
ونتائجها غير المضمونة ..
بدأ العلاج الفعلي بالعقار الجديد على بشار بعد أسبوعين من رحيل همسة إلى أمريكا ..
والعلاج استمر إلى لحظة لقاء همسة ببشار ..
قررت همسة .. أنها لن تتخلى عن بشار تحت أي ظرف كان ..
وبالفعل كان لها ما تريد ..
ذهبت إلى الدكتور ياسر .. الذي ساعدها تلك المرة ..
طلبت منه أن تزور المستشفى لتتابع حالة بشار ..
وعللت ذلك بأنه خطيبها ..
كانت حجة قوية جداً ..
لقد راهنت بكل شيء من أجل بشار ..
كيف وقد تخلت عن حلم حياتها من قبل من أجله ..
لا يهم الآن إلا أن تراه سليماً ..
وافق الدكتور ياسر في البداية على مساعدتها ..
وسمح لها بالبقاء ..
بل استطاع أن يتدبر لها العمل كطبيبة عامة في المستشفى في آخر الليل .. على أن تكون طبيبة مناوبة ..
لكن همسة لن تنسى ذلك اليوم أبداً ..
عندما كانت همسة في غرفة الدكتور ياسر ..
ثم لا تدري لم .. أخبرته بأن بشار ليس خطيبها ..
ولكنه سيكون كذلك ..
وكانت هذه غلطة همسة التي ستظل تحقد على نفسها فيها طالما تذكرتها ..
حين بدأ ينظر لها الدكتور ياسر نظرة أفعوانية خبيثة ..
وهو يقول مبتسماً ابتسامة ماكرة بصوت أشبه بالفحيح بنصف عين:
ألم تقولي أنه خطيبك .. وأنك ..
لقد كان الموضوع غير ذلك إذن؟!
همسة استحملت كل هذه الإيحاءات اللزجة .. وقالت :
دكتور ياسر .. إنه يحتاجني .. وأنا لا أريد أن أتخلى عنه أبداً ..
نظر فيها بسخرية وقال :
قولي لي على الأقل من البداية ..
حاولت همسة قدر ما تستطيع أن تضبط أعصابها وهي تقول:
أنا آسفة يا دكتور .. لم أقصد صدقني ..
ضحك الدكتور ياسر ثم قال :
دكتورة .. إننا لن نسمح بأي مشاكل هنا ..
ابتلعت همسة كلماته كالجمر في حشاها ..
إنه يتعامل معها بفظاعة ..
ولكنه قال : على كل .. ستستفيدي من متابعة حالته ..
لا ينبغي أن أذكرك ..
إن احتجت أي شيء .. رقمي موجود لديك ..
أم أنك حذفته ؟
قالت همسة بابتسامة متصنعة :
شكراً يا دكتور .. إنه موجود لدي ..
خرجت همسة من الغرفة وهي تكاد تموت غيظاً ..
" د. همسة ؟ "
ردت على الصوت بعنف : ماذا تريد ؟
ولما نظرت في وجه محدثها ..
صُدمت ..
كان الدكتور فراس ..
كان يقف منذهلاً ..
استدركت بسرعة وقالت : آسفة لم أكن أقصد ..
ابتسم لها وقال بصوت منخفض :
كيف حالك يا همسة ؟
ابتسمت همسة بصدق في وجهه وقال : بخير ..
كيف حالك أنت ؟
قال لها : بخير ..
قالت : تزوجت ؟
تنهد وقال : ليس هناك شيء أجمل من الحرية ..
نظرت فيه مستفهمة .. فقال :
لم نتفق للأسف ..
كان بيننا اختلاف كبير جداً ..
ابتسمت همسة ..
قال لها فراس : هل أستطيع أن أدعوك إلى فنجان قهوة ؟
لم أرك منذ زمن طويل ..
قالت همسة : لا بأس ..
جلست همسة مع فراس ..
يتناولان قدحاً من القهوة ..
دار الكثير من الحديث ..
قال لها فراس بعد فترة من الكلام :
همسة .. ببساطة شديدة ..
ما رأيك في كإنسان ؟
نظرت فيه همسة للحظة وقالت وهي تعدل منظارها الطبي :
ما شاء الله عليك .. إنسان أخلاق ومحترم ..
ولا يعلى عليك ..
فقال لها : ما رأيك لو تقدمت لك ؟
كان هذا السؤال مفاجئاً لهمسة جداً ..
ارتبكت..
ولكنها قالت :
فراس .. ألف فتاة تتمناك لها زوجاً ..
ولكن .. لا أستطيع ..
لست أنا التي أستطيع أن أفعل هذا الأمر ..
قال لها : لم ؟
همسة لا أخفيك .. واحد من أسباب انفصالي عن نور –خطيبتي السابقة= أنت ..
نظرت فيه همسة وهي تبتسم بخجل وتقول متفاجئة : أنا ؟
قال لها : همسة .. أنت ما شاء الله عليك ..
إنسانة أخلاق ..
وفيك كل المواصفات التي يتمناها الإنسان للزواج ..
وأنا بصراحة أرغب في الارتباط بفتاة تفهم معنى أن أكون طبيباً ..
تحب مهنة الطب هذه بحق ..
كما تحبينها أنت ..
إنسانة لديها طموح ..
أعترف .. لقد كنت معجباً بك منذ البداية ..
ولكنني لم أقدم على شيء ..
اعتبر هذه حماقة مني ..
كان من المفترض أن أتقدم لك بشكل رسمي على الأقل ..
ولكني فضلت أن أخطب أخرى .. لا أدري لماذا ؟!
تنهدت همسة .. وقالت : إنك لا تفهم ..
فقال لها : اشرحي لي .. جربيني ..
شرحت له همسة باختصار شديد الموضوع ..
وأنها متعلقة بشخص آخر ..
تفهم فراس الوضع .. بطريقة دبلوماسية ..
كان شاباً رائعاً متفهما بحق ..
تمنى لها السعادة ..
ثم قال لها : إن كان بوسعي أن أفعل لك أي شيء يا همسة ..
فثقي بأني لن أتأخر عليك أبداً ..
ابتسمت همسة .. ثم افترقا..

ومضى على هذه الحوادث سنة كاملة ..
وهمسة تكاد تعتكف على حالة بشار ..
والدكتور أسامة يشرف على العلاج ..
بشار بدا في حالة الإعياء التي تصيب مرضى السرطان في حالتهم المتأخرة ..
وصدقوا ..
بأنه ما من ألم في الأرض أجمع ..
مثل ذلك الذي تحسه وأنت ترى أحب مخلوق لك في الأرض يتلوى من الألم ..
ولا تستطيع أن تفعل له شيئاً ..
ليس هناك أبشع من أن تراه في أبشع صورة ..
وأنت لا تستطيع أن تقدم له حتى روحك ولا كيانك لتساعده ..
بكت همسة كثيراً على حال بشار ..
الذي بدا أن صحته تتدهور تدريجياً ..
وبتسارع مخيف ..
يبدو أن العلاج لم يجدي هذه المرة ..
كما لو أن قصة مايا تكتب هذه المرة بحبر الواقع لا الخيال ..
وعلى الرغم من هذا ..
كان بشار كما هو ..
تلك الشخصية التي نعرفها ..
ما زال يعيّر همسة بالنظارة أم خمسة ريال ..
وهمسة أحياناً تبتسم من خلف الدموع ..
وأحيانا تبتسم وهي تدعو الله ألا يفارقها بشار ..
سنة من المعاناة النفسية والبدنية ..
سنة من حروق الحب التي لا يتحملها البشر ..
وتتحملها رغماً عنها طبيبة مثل همسة ..
ليس إلا لأنها طبيبة ..
مهمتها مداوة المرضى مهما كان شعورها ..
مهما كان إحساسها ..
ومهما كان الثمن ..
كانت تحب بشار .. بشيء من الجنون ..
إنها لا تتخيل أن تمضي يوماً دون أن تراه ..
قررت أن تبقى طبيبة عادية على الرغم من أن الفرصة أتيحت لها أن تكمل دراستها في الخارج ..
لأنها تحبه ..

.................................. يتبــــــــع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Emptyالجمعة يوليو 27, 2007 9:59 am

.................................... تـــــــــابع



إلى أن أتى ذلك اليوم ..
بشار بحاجة إلى عملية عاجلة ..
يحتاج إلى تغير دم جسمه بالكامل ..
لقد انتشر السرطان إلى أماكن أخرى ..
وأصيب بسرطان الدم ..
وإلى انتزاع ورم وصل إلى القلب يسد الشرايين التاجية التي تغذي القلب ..
مشكلة الأورام الخبيثة .. أنها تنشئ أوراماً أخرى في الجسم ..
ولذلك يصعب التحكم فيها ..
كانت العملية خطيرة ..
وكانت ستتم في تمام الساعة العاشرة صباحاً..
دخلت همسة على بشار في التاسعة .. قبل العملية بساعة ..
قلبها لا يكاد يحتويها من الخوف ..
تحس أنها سوف تفقده ..
لا يا بشار أرجوك ..
حاولت أن تتصنع القوة بقدر ما تستطيع ..
حاولت أن تكون همسة القوية التي لا تكسرها مثل هذه الأمور ..

دخلت الغرفة ..
كان بشار موجوداً ..
على وجهه بعض سمات الألم والاصفرار واضح عليه ..
ورأسه على المخدة وقد تغطى بالملاءة ..
رغم ذلك تبسم لها وقال : أهلا بسيدتي الجميلة ..
ابتسمت همسة ..
كانت رائحة العطر التي يضعها في غاية الروعة ..
نظر لها وإلى نظارتها الشمسية ثم قالت : لازلت تشترين نظارة بخمسة ريالات ؟
نظرت همسة وقالت له في غيظ مبتسمة :
حرام عليك ..
لقد اشتريت هذه النظارة بـ600 ريال مخصوص حتى لا تقول لي هذه الكلمة ..
فقال بشار وهو يحامل على نفسه بقدر ما يستطيع حتى يخفي آلامه الواضحة :
لقد كذبوا عليك ..
ثم أخرج لها من تحت وسادته كيساً صغيراً وقال :
هذه لك حتى لا أسخر منك مرة أخرى ..
وقدم لها الكيس فتحته وفيها فضول عجيب ..
أخرجت منه ميدالية على شكل نظارة صغيرة ..
ضحكت همسة وقالت: ما هذا ؟
قال لها بشار : هذه هي النظارة الحقيقية ..
ليست كالتي تملكين ..
ثم مد لها يده من تحت الفراش بمفتاح صغير وقال علقي هذا المفتاح فيه ..
علقته همسة وهي تنظر له تسأله ما الخبر ؟
فقال لها بعد أن انتهت من وضعه في الميدالية :
هذا مفتاح هذه الحقيبة التي أمامك ..
وأشار لها على حقيبة متوسطة الحجم .. زرقاء اللون ..
فقالت : ما بها ؟
قال لها :افتحيها
فتحت همسة الحقيبة :
ولما رأت ما رأت ..
وضعت كفيها على فمها .. حتى تخفي شهقة كادت تخرج من حلقها ..
كانت هناك دفاتر كبيرة الحجم .. مرتبة باهتمام بالغ ..
وبعض الأوراق الأخرى الصغيرة ..وشهادة لكلية الطب فيها اسم بشار ..
والورود الحمراء من نوع الروز تملأ ما بين الأشياء ..
ورواية صغيرة ..
وقرآن ..
وقميص أبيض ..
وCDs
وظروف ورسائل .. وبعض الشموع الصغيرة ..
والكثير من الميداليات والمعدنيات ..

نظرت فيه وهي تقول مشيرة نحو الدفاتر ..
هذه الدفاتر هي .......... ؟
قال لها : نعم هي ..
ثم تنهد وقال : همسة ..
أريدك أن تأخذي هذه الحقيبة الآن ..
هذه الحقيبة ..
فيها كل شيء في حياتي ..
أهم الأشياء في حياتي كلها ..
أستطيع أن أذهب إلى آخر العالم ولا آخذ منها سوى هذه الحقيبة فقط ..
صدقيني فيها أغلى أشيائي في الدنيا كلها ..
أريد أن أعطيك إياها ..
فقالت : ولكن ..
قاطعها : أرجوك ..
ثم قال في خفوت : إن كنت تحبينني أرجوك افعلي من أجلي ..
أحست همسة بما يدور في رأس بشار ..
أحست أنها تقاوم نفسها ..
دموعها تخونها ..
سوف تبكي بالتأكيد ..
قعد بشار على الفراش .. ورفع الملاءة من على صدره ..
فقالت همسة : وااااااااو ..
وابتسمت بفرح ..
كان بشار يلبس القميص الأزرق الذي اشترته همسة له قبل أن تسافر ..
ابتسم بشار وقال : يبدو أنك لم تلاحظي العطر أيضاً ..
إنه عطرك الذي جلبت ..
لم تعرف همسة ما تقول ..
أحست أنها تدوخ ..
وأنها لا تمشي على الأرض بل إنها تطير فوق السحاب ..
مد بشار يده لها ..
فوضعت أناملها بحياء في يده ..
فأمسكها وقربها من شفتيه .. وقبلها بحب بالغ ..
أحست همسة بقشعريرة في جسمها كلها ..
وسحبت يدها ..
فقال لها مبتسماً :
ما فعلت هذا الأمر في حياتي أبداً ..
كنت أتمنى أن أقوم به لمرة واحدة فقط في هذه الدنيا ..
ابتسمت همسة من شدة الخجل ..
تلاقت العيون ..
وهذه المرة دار حديث عيون طويل ..
حديث حب ..
قال بشار : كم أنت حلوة ..
ابتسمت همسة بخجل وأشاحت بوجهها ولكنه قال : أرجوك .. دعيني أنظر إليك .. أرجوك ..
رفعت همسة عينيها إليه للحظات
ولكنها لم تتحمل نظراته ..
فأشاحت مرة أخرى .. وهي تبتسم ..

صمت بشار لثوان ثم قال :
همسة ..
إن مت .. أرجـــ
قاطعته همسة وقالت وهي تحس أن قلبها يهوي بين يديها :
أرجوك يا بشار لا تقل هذه الكلمات يا حبيبي ..
أرجوك .. سألتك بالله ..
فقال لها وهو يضم شفتيه :
همسة الموت حق ..
أريد أن أخبرك بعدة أمور ..
صمتت همسة وهي تحس بغصة خانقة ..
قال بشار :
الحياة لا تتوقف عندي يا همسة ..
الحياة طويلة .. وتستمر ..
إن كرهت نفسك .. وجلست في حالة الحزن التي تملأ كيانك ..
صدقيني لن تستفيدي شيئاً ..
قالت له : ولكن يا بشـــ ..
قاطعها وقال : هل تحبيني ؟
صمتت وقالت بصوت مختنق : أجل .. أ .. أحبك ..
فقال لها : والله لن أكون سعيداً إن لم تكوني سعيدة ..
صدقيني إن أعظم هدية تهدينها لي أن تكوني سعيدة ..
وأن تتذكرينني بكل خير ..
ابتسمت همسة وطرفت من عيناها دمعة وقالت :
وكأني أشاهد يوم وفاة مايا ونفس الوصايا ..
فقال لها بشار : ولكن هذه المرة سيكون حقيقياً ..
ولن تكون مجرد قصة ..
سأموت يا همسة ..
نظرت له همسة ولم تحتمل ..
وضاقت عيناها وصارت تبكي ..
وهي تنظر فيه بحزن يقطع القلوب إرباً ..
فقال لها بنظرات قوية :
همسة ..
هكذا الحياة .. يوم سعيد وآخر حزين ..
لا نحتاج أن نمضي نجتر آلامنا وذكرى أحزاننا ..
لا بد أن نمضي وإلا جلسنا نتحسر على كل لحظة من عمرنا ..
همسة ..
كما كنت أتخيل أن مايا ستقول لي ..
اهتمي بالصلاة ..
دينك يا همسة ..
هو أهم شيء في الوجود
والله لن يفيدك حبي هذا بشيء ..
أقول لك هذه الكلمات ..
وأنا على عتبات الموت ..
ما ينفعني الآن من شهادتي ؟
ومن خيالي ..
لن يبقى لي إلا عملي .. وما فعلت من شيء طيب في الدنيا ..
همسة ..
أريدك أن تعيشي الحياة وأن تفرحي فيها ..
صدقيني فيها الكثير من الأشياء الحلوة..
وفي نفس الوقت لا تنسي الله أبداً ..
هو من سيوفقك في حياتك ..
همسة انفجرت وصارت تقول في صوت يصعب تفسيره من اختلاطه بالبكاء :
ولما تتصرف كأنك ستموت حرام عليك؟
وجلست في المقعد وصارت تبكي ..
بحرقة ..
وتضع وجهها على يد المقعد ..
وهي تنتحب ..
فقال بشار وصوته واضح فيه التأثر :
المفروض أنك أنت التي تمنحينني القوة ..
وأن تعطيني الأمل .. لا أنا ..
مسحت همسة دموعها مستحضرة قوة جبارة ..
قوة الحب وسط الألم وحاولت أن تبدو بقدر ما تستطيع مبتسمة وهي تقول :
احم .. نظارتك أرخص من نظارتي ..
إنها بريالين ..
ههههههههههههه
فضحك بشار على همسة ..
نظرا إلى بعض قليلاً ..
لم تستطع همسة أن تمسك دموعها قالت : لا أقدر على هذا لا أقدر ..
وخرجت من الغرفة ..

............................... يتبــــع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Emptyالجمعة يوليو 27, 2007 10:08 am

............................. تابع أدري طولت بس ان شالله هذا الاخير ..


وحانت ساعة الصفر ..
الساعة الآن العاشرة صباحاً ..
لم تستطع همسة أن تدخل غرفة العمليات ..
لم تستطع أن تتحمل أن تفقد بشار ..
كانت في الخارج ..
وعيونها محمرة من البكاء ..
كانت تنتظر ..
وتطالع الساعة ..
مضت إلى الآن ساعتين ..
ولم يخرج أحد ..
وراحت تدعو الله أن ينهض بالسلامة ..
كانت في حالة يرثى لها ..
إنما لم تنم من يومين ..
إنها مرهقة جداااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
كم كانت تتمنى في تلك اللحظات ..
أنها لو لم تولد أصلاً ..
الكثير من المشاعر المختلطة في عقلها ..
كيف مرت أحداث حياتها الأخيرة سريعة بهذه الطريقة ..
راحت تتذكر كل حياتها مع بشار ..
كل اللحظات التي قضتها سعيدة معه ..
كانت تمسك في يديها الدب الأبيض ..
أول هدية أهداها إياها بشار ..
وتستند بيدها الأخرى على حقيبته ..
بشار الذي باح لها بسره الأعظم ..
بشار .. الذي أخفى الحب في كيانه من أجل ألا ترتبط بمن حُكم عليه بالموت ..
بشار الذي أعطاها بصدق .. لمسة من الحب ..
قد تمر أجيال دون أن تكون خلاصة الحب فيها كذلك الحب الذي منحها إياها بشار ..
ليس من السهل والله ..
أن تجد شخصاً تحبه وتراه يقول لك : أحبك ..
ثم تقف مكتوف الأيدي ..
لأنك لست أهلا لهذا الحب ..
لن يستطيع أن يعمل ذلك إلا إنسان يحب من قلبه ..



خرج الدكتور علي من غرفة العمليات .. والدكتور ياسر .. ومعهم الدكتور أسامة ..
نظرات الدكتور علي كعادتها قوية قاسية تطل من تحت القناع الطبي ..
نظرت فيه همسة مستفهمة ..
خلع القناع ..
وظهر من تحته وجه محمر من طول استخدامه القناع ..
وقال لها بلهجة قاطعة وبلكنة مصرية :
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
لم نستطع إنقاذه ..


تجمدت همسة في مكانها ..
ثم راحت تصرخ بعلو صوتها في المستشفى ..
لم تعد تستطيع أن ترتدي قناع القوة ..
لقد انهارت بكل وحشية ..
وكأنما تندفع بسرعة الصاروخ نحو منابت الألم ..
جرت نحو الدكتور علي وراحت تطالع فيه بعيون تفجرت منها الدموع حمماً وصارت تصرخ في وجهه وهي تقول :
كذاب ..
أنت كذاب .. بشار لم يمت ..
بشار كان يمزح معي كعادته ..
نظر لها الدكتور علي وهو مشفق على حالتها ..
صارت تضرب على صدره بيديها وهي تقول :
قل الحقيقية ..
قل إنه بخير ..
أمسك الدكتور علي بيديها ..
ونظر في عينيها بأسى .. وكأنما يقول لها :
حقاً يا همسة لم نستطع أن نعمل له شيئاً ..
راحت الدموع تنزل أكثر فأكثر ..
تركته وتملصت من يديه وهي تذهب للدكتور ياسر وتقول :
دكتور ياسر ..
أرجوك قل شيئاً ..
أرجوك ..
قل بأنكم استطعتم إنقاذه ..
لم يتكلم الدكتور ياسر بأي كلمة ..
كانت في عينيه نظرات حزينة ..
قالت له : أنا سأعطيه من دمي ..
أرجوك اجعلني أجرب ..
قد ينفع ..
دكتور ياسر لم لا ترد علي ..
الله يخليك ..
لا تتركه هكذا ..
هنا جاء الدكتور أسامة ..
والدموع في عينيه قليلة .. وهو يمسكها من كتفها وهو يقول :
همسة تعالي معي ..
صارت تبكي بين يديه .. وهي في حالة لا يفرح لها بها حتى من يكرهونها ..
ولكنها فتحت عينيها المحمرة وقالت وهي تصرخ: أنتم لا تعرفون ..
أقول لكم بأنه لم يمت ..
كان الناس ينظرون لها بإشفاق ..
وحزن ..
دفعت الدكتور أسامة بقامته الفارعة ..
ودخلت غرفة العمليات ..
كان وجه بشار مغطىً بالملاءات البيضاء ..
اقتربت منه وهي تقول بصوت مرتجف :
حبيبي .. بشار ..
بشار .. رد علي ..
لا أنت لست بشار صحيح ؟
ثم فتحت الملاءة ..
وجدت وجه بشار جامداً ..
بارداً ..
خالياً من كل معاني الحياة ..
صارت تمرر يدها على وجهه بارتجاف .. وهي تقول :
ههههههههه
حبيبي بشار .. رد علي أرجوك ..
هيا .. سوف أعوضك عن مايا ..
والله سوف أعوضك ..
بشار ..
الله يخليك قل كلمة ..
بشار ..
سوف نذهب إلى اليابان ..
ونبحث عن مايا ..
خذ مايا ..
كن معها ..
لا مشكلة ..
ولكن فقط قل كلمة ..
أي كلمة ..
بشااااااااااااااار ..
رد يا بشار ..
ثم راحت تضرب في صدره ..
وتضرب وتضرب ..
اقتربت منها ندى من الخلف ..
وراحت تحتضنها ..
همسة سقطت على الأرض ..
وراحت ندى تحتضنها وهي تقول لها :
حبيبي همسة ..
قولي لا إله إلا الله ..
قولي إنا لله وإنا إليه راجعون ..
أما همسة .. فكانت لا تريد أن تسمع ..
طالعت فيها وصارت تقول :
ألا تفهمين أيتها الغبية .. إنه لم يمت بعد ..
إنه حي ..
نهضت وتوجهت نحو بشار ..
وصارت تعمل له تنفس اصطناعي ..
وهي تلهث ..
وفتحت طرحتها ..
وطار شعرها وتناثر على وجهها ..
وراحت توصل الأجهزة باليدين ..
وتحاول تشغليها ..
أمسكتها ندى مرة أخرى ..
ومعها ممرضتان ..
وهي ثائرة .. تقول لهم : دعوني ..
اتركوني ..
بشار ..
لن أتركك ..
بشار ..
أنت حي .. أنت حي ..
بشار لا تتركني وحدي ..
بشااااااااااااااااااااااااااااار ..
ثم عادت إلى نوبة البكاء من جديد ..
كانوا يخرجونها من الغرفة ..
وفي لحظة .. أحست أنها ضائعة ..
لا تعرف شيئاً ..
صمت مدوي في كيان همسة ..
وكأنها ترى نفسها من الخارج ..
وهي تصرخ ..
وتسقط على الأرض ..
هذه ندى .. تلك التي تكرهها .. تمسك بها وتحتضنها .. وتربت على رأسها ..
ما هذه السخافة ؟
إنها تبكي بدموع غزيرة ..
والناس يتحركون ببطء شديد ..
والصورة باهتة ..
وكلام الناس له صوت ضخم ..
الدكتور ياسر ما زال واقفاً ينظر مشفقاً ..
الدكتور علي والدكتور أسامة غير موجودين ..
رجل يقف هناك ..
وتمسك في ثوبه بشدة فتاة صغيرة ..
وتختبئ خلفه ..
ذات ضفائر مجدولة ..
وعيونها مملؤة بالدموع ..

ما هذا الشعور الغريب؟
إنها لا تريد أن تعي أو تدرك شيئاً ..
لا إنها لا تريد أن تحس بشيء ..

أحست بنفسها فوق السرير ..
وأحدهم يدفع سائلاً شفافاً في وريدها ..
إنهم يريدون أن يقتلوها مثلما قتلوا بشار ..
لا بد أنهم قتلوه ..
لا بشار لم يمت بعد ..
لم يمت حبيبي بعد ..
بشار حي ..
إنه نائم ..
لم يفق من المخدر بعد ..
الصورة راحت تضيع حدودها ..
إنها لا تحس بالناس ..
لم أصبحت الدنيا مظلمة ؟




بعد خمس سنوات :


دخلت الدكتورة همسة جامعة الملك عبد العزيز ..
مرقت بالسيارة نحو المستشفى ..
نزلت منها .. وترجل من نفس السيارة ..
شاب وسيم ..
أنيق ..
قالت له همسة : فراس .. لا تتأخر علي .. سوف أنتهي من محاضراتي الساعة الواحدة اليوم ..
التفت لها فراس وقال : لا عليك .. إن انتهيت .. اتصلي علي يا حبيبتي .. ok ?
ابتسمت همسة ..


وهي تعبر المستشفى .. من بين الممرات حتى تصل إلى المباني الأكاديمية لكلية الطب ..
وصلت إلى قاعة محاضرة البنات للمستوى الثالث من الطب البشري ..
دخلت القاعة التي كان يسودها شيء من الهمهمات والأصوات المكتومة .. والضحكات القصيرة ..
دخلت همسة .. بكل هدوء ..
وقالت : السلام عليكم ..
رد البعض والبعض تجاهل ..
قالت : أنا الدكتورة : همسة سعود ..
سوف أقوم بتدريسكم الفصل الخاص بالدورة الدموية من الناحية الفسيولوجية ..
تحت مسمى مادتنا :physiology


ثم قالت للفتيات : ما كان آخر فصل درستموه مع الدكتورة فاطمة ؟
فقالت فتاة في الصف الأول :
الأورام السرطانية ..
صمتت همسة قليلاً ..
ثم عقدت ساعديها وقالت :
من منكم يود أن يتخصص في الأورام السرطانية ؟
رفعت عدة بنات أيديهن ..
ابتسمت همسة ..
ثم نظرت على الأرض وعضت على شفاهها وقالت بأسى:
أتمنى أن تستمروا في رغبتكم هذه ..

وبدأت الشرح ..




قد يظن البعض أن الطب هي تلك المهنة الخالصة التي توصل الإنسان إلى السعادة والراحة الأبدية ..
وقد يظنها البعض أنها الوظيفة التي تضمن لك مكاناً مرموقاً في الحياة .. ودخلاً يكفي أن تعيش في بذخ .. واحتراماً عالياً في الأوساط الاجتماعية .. وراحة في البال ..
ولكن من ظن ذلك أخطأ ..
الطب هي أصعب مهنة في هذه الدنيا بدون مبالغة ..
إنك تحتاج أن تكون بارد القلب ..
ترى كل يوم مريضاً لك يموت بين يديك .. وأنت لا تستطيع إلا أن تنظر له بإشفاق العاجز ..
رغم أنك الوحيد القادر على إنقاذه .. بعد الله ..
تحتاج إلى أن تقتل نفسك بالعلم .. حتى تلم بالأمراض التي لا حصر لها والتي تصيب مختلف الناس ..
تحتاج إلى دبلوماسية ولباقة كافية ..
حتى تواجه آلاف الناس كل يوم بابتسامة عذبة وتمنحهم الأمل ..
تحتاج إلى قدرة على أن تستيقظ من أحلى نوم .. لأن شاباً متهوراً غبياً كان يسير بسيارته الجديدة السريعة .. واصطدم بعائلة فمات الأطفال ..
وبقي هو ممن بقي على قيد الحياة يصارع الموت ..
ولا بد أن تكون أنت من ينقذ هذا المتهور ..
تحتاج إلى أن تكون ملماً بكل جديد ..
تحتاج أن تحتمل عصبية الكبار ..
وسخافة وصراخ الصغار ..
تحتاج إلى أن يشيب شعرك .. وأن تبقى في المستشفى لأيام لا ترى فيها أبناءك ..
حتى تحصل في النهاية على مقدار من المال ..
يستطيع بعض التجار أن يتحصلوا عليه بطرق أبسط بكثير ..

هذا هو الطب ..
وهؤلاء هم الأطباء ..
هذه القصة ما هي إلا لمحة من جحيم حقيقي لهؤلاء الناس ..
وإن بدا للعامة بأنه الجنة




النهاية
الساطع
د.خالد أبوالشامات


.........................................
ادري طولت عليكم بس ان شالله انها تكون تستاهل هذي المده ..
اتمنى فعلاً انها تكون نالت على إعجابكم ..
اتمنى انها تكون من الروايات المميزة عندكم ولها جوها الخاص ..
شكرا للي استمروا معاي بردودهم ..
وشكرا لصبركم علي Very Happy
والشكر الاول والاخير للكاتب اللي دخلنا كلنا جو جدن رائع ..
تحيتي لكم ..
**DooBa**
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
LooL@h
مشرفه قسم اسلاميات
مشرفه قسم اسلاميات
LooL@h


انثى عدد الرسائل : 989
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Emptyالجمعة يوليو 27, 2007 7:28 pm

لااااااااااااا مو معقووووووووول ماتوقعت بيموووت
يوووووه ياصحت صياح لدرجة اني ماصرت اشوف الشاشه ولا قدرت اكمل ..انا يوم قام يوصيها وانا اصيح بس يوم مات مت صيـــــاح<<مشكلتها حساسه..
هاالجزء مرررررررره يجنن ويقهر بالبدايه يوم عرفت انه يكذب..
ومشكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوره دوووبتي عالقصه..من جد عشت اجواءها ..
واسفه اذا ازعجتج بطلبي بعد كل جزء بس لان نهاية كل جزه تحمس ومشوووقه..
ومشكوووره على مجهودج واختيارج الذوق لهالقصه..
تحيتي لك:لوله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Emptyالسبت يوليو 28, 2007 3:39 am

لازم تصيحين انت ..
اذا ماصحتي ماتصيرين لوله ..
اهم شي انها اعجبتك ..
ياحبني لك ولله يسلموولك ..Smile
:::
::
:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تفوقني بالطيبه
عضو نشيط
عضو نشيط



عدد الرسائل : 34
تاريخ التسجيل : 02/07/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Emptyالأحد سبتمبر 09, 2007 8:13 pm

يوووووووووووووووووووووه مره تحزن هالقصه قريتها بدايه العطله من بنت عمتك _________مت صياح مره مره مره مره تحزن ذكرتني فيهااااا آآآآآآآآآه بس
بأنتظار جديدك
أختك :
تفوقني بالطيبه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Emptyالإثنين سبتمبر 10, 2007 7:03 am

ههههههههههههههههههههههههههههههههه
اي انا معيطيتها اياها Very Happy
.......
يسلموو تفوقني حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 3 Fun20112
..: دووبــــــــــا :..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حب في مستشفى الجامعة ...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 3 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديـــــات بــقــايــاالــــروح :: بــوح المشاعــــر :: القصص والروايات.-
انتقل الى: