منتديـــــات بــقــايــاالــــروح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ربما ببقايا الروح تكتمل روح جديده
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حب في مستشفى الجامعة ...

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
LooL@h
مشرفه قسم اسلاميات
مشرفه قسم اسلاميات
LooL@h


انثى عدد الرسائل : 989
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالثلاثاء يوليو 10, 2007 7:17 pm

دوووووووووووووبـــــــــا يلاااااااا لاتتأخرين علينا
احس بس انا اللي متحمسهlol!
بس من جد والله متحمسه مع الاحداث وابي اكملها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالثلاثاء يوليو 10, 2007 8:00 pm

يا لووووله ياحبيبتي والله اني قاعده احاول انزلها اكثر من مره بس تعيي..
وازهق واسكر ..Very Happy
يلا الحين ان شالله تضبط معاي ,,
لعيونـــــــــك ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالثلاثاء يوليو 10, 2007 8:55 pm

يلا طيب ...
هذا الجزء عاد بتروحون فيه للريـــف ..
وعيشوا معاه احلا الأوقات ..
وهذا الجزء لعيوووون لوووله ..queen



الجـــــــزء الســــــابع :..


كانت همسة تطالع بشار ..
الذي توقف عن سرد القصة قليلاً ..
فقالت بفضول شديد : ماذا فعلت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أخذ بشار ينظر لها بتأمل ..
كانت تجلس في الكرسي .. وتحتضن في يدها وسادة ..
ونصفها العلوي متجه نحو الأمام في اهتمام شديد ..
ورجلها اليمنى تهتز في توتر ..
فضحك بشار عليها وقال : لماذا أنت هكذا؟
انتبهت همسة لنفسها وقالت : ماذا؟
ثم عدلت من جلستها ..
اخذ بشار يضحك ..
كان الباب مفتوحاً ..
وكانت أصوات أقدام الممرضات على الأرض تعلو أحياناً ..
قالت همسة : يبدو أن أخوك لن يأتي اليوم ..
لن يحالفني الحظ في رؤية فاتنتك منى ..
ابتسم بشار وقال : يا الله .. ألهذا الحد قصتي مثيرة للملل ..
لا مشكلة .. أستطيع أن أتوقف عن سردها ..
قالت همسة برجاء : لا أرجوك .. قل لي ما حصل ؟ ماذا فعلت ؟
نظر لها بشار للحظات ثم قال :
بصراحة أنا جائع قليلاً ..
قالت همسة : أوووووووووووووووه ..
حسناً ماذا تريد ؟
قال لها بشار : هل تدعوني إلى وجبة ..
رائع .. ألا يمكن أن أطلب من فدركرز أو تشيليز ؟
نظرت له همسة باستغراب ..
ولكنه انفجر ضاحكاً وهو يكمل مزاحه :
أوووووه لقد نسيت .. تروق لك سندويتشات أبو ريالين من أقرب كافتيريا ..
لا تدري همسة لمَ لم توبخه كعادتها ..
ربما تعودت عليه ..
ربما لأنها أحست بالألفة معه ..
وربما لأنه هو الآخر طبيب ..
فلم تعد تشعر بفارق في الثقافة كما كانت ترى في السابق ..
أم شيء آخر؟ .. لا تدري إلى الآن ..
ابتسمت معلنة هزيمتها في حرب الكلام التي لا أظن أن أحداً يستطيع أن يتفوق فيها على بشار ..
فقال بشار : لا داعي أنا سأعزمك على وجبة خفيفة ..
ولكن همسة ابتسمت وهي تقول : أنسيت أنك قد دعوتني إلى عصير الدواء ذلك ؟
انفجر بشار بضحكة تميزة فعلاً عن غيره ..
أخذت همسة تتأمله لوهلة ..
فقال : حسناً .. الدور اليوم عليك ..
فقالت همسة وهي تقف : ماذا تريد ؟
قال : واحد تشيز برجر بدون جبنة ..
قالت وهي تردد خلفه : واحد تشير برجـ ..
وقفت تأملت فيه ..
وهذه المرة هي اللتي ضحكت .. ثم قالت : أرجوك قل لي ..
هل شربت اليوم بنزين ؟ أم ماذا ؟
ضحك بشار مرة أخرى وقال: رائع .. تجيدين الرد ..
طيب .. طيب .. سوف أريك ..
ابتسم لها وقال : أي شيء .. فقط شيء خفيف .. مع أي عصير ..
فقالت ساخرة : ما رأيك في عصير البرتقال ذلك ؟
فقال : لا أرجوك .. أفضل الموت عطشاً على شربه ..
ضحكت همسة وهي تخرج ..
وللحظات .. كان تأثير قصة بشار عليها كبيراً ..
أحست أنها في عالم غريب ..
ولو انها خرجت فكانت في طوكيو .. لما حست بغربة أبداً ..
مرت في الرواق ..
حتى وصلت إلى الكافتيريا ..
اشترت 3 ساندويتشات ..
و2 بيبسي ..
و2 مياه غازية ..
وكيسين من بطاطس ليز ..
كانت عازمة على أن توفر مؤنة .. حتى لا يقطع عليها القصة مرة أخرى ..
وعند الحساب ..
وجدت طفلة صغيرة تقف في الصف ..
وجوارها شاب متأنق جداً ..
كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل ..
كانت الصغيرة تلبس فستاناً ابيضاً صغيراً إلى الركبتين ..
كانت سمراء جميلة ..
وأخذت تجتهد وهي تحاول أن تصل إلى الطاولة التي يحاسب عليها العامل الهندي ..
وهي تتطلع بعيون متلهفة في الحلويات ..
أحست همسة نحوها بحنان كبير ..
في العادة لا تحسه ..
فقالت لها : حبيبتي .. هل تريدين من هذه الحلوى ؟
فنظرت لها الطفلة .. وضعت إصبعها في فمها .. وهي تهز رأسها بالإيجاب ..
كان منظرها في غاية الروعة ..
فاشترت همسة أيضاً الحلوى وأهدتها لها ..
وحملت أغراضها ومشت ..
وبينما هي تمشي ..
جاءتها الفتاة مسرعة وهي تقول :
أبلة .. أبلة ..
نظرت فيها هسمة بحنان ..
فأتت لها الفتاة وهي تمد يديها وفيها شيء ..
أخذت همسة الورقة بعد أن هبطت على ركبتيها ..
فقرأت فيها : 056XXXXXXXX
فارس ..
نظرت همسة .. في الورقة ..
قم أخذت تتأمل الشاب بعيون قاسية ..
كان الشاب يتصنع الخفة والظرافة .. ويطالع بابتسامات متكلفة ..
فنظرت همسة مرة أخرى في الطفلة وقالت لها :
قولي لعمو فارس .. إنت قليل أدب ..
فقالت الطفلة في براءة :
من هو عمو فارس؟
فقالت همسة : ذلك الواقف هناك ..
فقالت : ذلك خالو بكر ..
قالت همسة بسخرية : بكر ؟؟؟!!!!!!!!
ثم قالت لها مرة أخرى : حبيبتي قولي لخالو بكر ..
أنت قليل الأدب ..
قالت الفتاة بحماسة وهي سعيدة : طيب ..
ثم أخذت تجري إلى خالها ..
ومشت همسة ..
وهي تسمع البنت تقول لخالها بصوت عالي :
خالي .. البنت تقول لك .. أنت قليل الأدببببببببببببببببب ..
ضحكت همسة .. راق له ما فعلت .. وأحست أنها تفعل شيئاً تمليه عليها طبيعتها الفعلية ..
لا تدري لم أصبحت مؤخراً مختلفة ..
أصبحت أنثوية أكثر مما كانت عليه ..
إنها تؤمن أن الأنثى الحقيقية لا تستطيع أن تناضل من اجل البقاء ..
لا تستطيع أن تحمي نفسها من ويلات الزمان ..
توجهت نحو غرفة بشار .. وهي تحمل الأغراض ..
دخلت الغرفة ..
كان بشار ينتظرها ..
فقال لها : يا ساتر .. هذه تكفي لمجاعة الصومال ..
ضحكت همسة .. وكأنها لتوها لم توبخ ذلك الأبله ..
ثم قالت : حتى لا يكون لك عذر أبداً .. أريد أن أسمع حتى النهاية ..
صمت بشار .. وهو يتناول الساندويش ..
فتحه وتناول منه قليلاً ..
ثم قال : حسناً ..
اسمعي ..




" لا .. مستحيل .. أتعقل ما تقول يا بشار ؟" ..
كان ميان جالساً في حانة قريبة من المستشفى وهو يقول ذلك لبشار ..
أخذ بشار يتطلع في الدكتور ميان ..
بقامته القصيرة ..
وشعره الخفيف ..
وعيونه المسحوبة ..
إنه نموذج حقيقي للإنسان الياباني بكل التفاصيل ..
والحقيقة التي لا يعرفها الكثير عن ميان ..
أنه يحب شرب الساكي كثيراً جداً ..
( الساكي = خمر ياباني )
وله فيه تقديسة خاصة ..
وجو محبب لديه ..
لذلك اختار بشار أن يكلمه في هذا الموضوع وهو يعاقر الخمر ..
ولكن ما كان يقوله بشار في غاية الخطورة ..
نظر فيه ميان مرة أخرى وقال بانفعال .. أطار اللعاب من شفتيه :
هل تدرك أنك بذلك سوف تفصل من رابطة الأطباء ..
وأن الرخصة سوف تسحب منك .. لو علموا بأمرك ؟
أخذت هذه الفكرة تدور في رأس بشار وتؤلمه بحق فقال:
أعلم ذلك .. ولكن لا يهم ..
لدي شيء أهم بكثير ..
نظر له ميان بطرف عينه .. وهو يرفع رأسه ليلقي بدفعة من الساكي في فيه .. ثم مسح شفاهه بمنديل وقال:

بشار .. هذه العواطف ..
يجب أن تنحيها جانباً ..
عمل الطب سوف يعلمك ذلك ..
أحياناً نحن نقطع أيدي أناس نحبهم ..
ونشق جلودهم ..
ونمزق أمعاءهم ..
ونصيبهم بشيء من الألم ..
بدون أن يطرف لنا جفن ..
ليس لأننا لا نحبهم ..
بل لأننا نحبهم .. ونود أن نعالجهم من أمراضهم ..
ولكن بشار كان عنيداً جداً .. فقال وهو يقف :
دكتور ميان .. هل تريد أن تساعدني أم لا ؟
نظر له ميان وفي يده قدحه برهة ثم قال :
لا أستطيع .. إن ما تطلبه مني تهور .. ولا أستطيع أن أوافقك عليه ..
جمع بشار حاجياته .. خرج من هناك دون أن يضيف كلمة ..
وميان لا يزال في جلسته يشرب ..
ولكن عقله يدور ..

....................................... يتبـــع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالثلاثاء يوليو 10, 2007 9:50 pm

................................. تـــــــــــــــــابع الجزء السابع Very Happy


خرج بشار ..
وركب تاكسي ..
وهو لا يزال يفكر ..
أحس أنه يصارع وحده ..
أحس أنه في حالة من الإرهاق ..
وأنه يود لو يجلس حتى يستريح قليلاً ..
فقط القليل من الوقت ..
ولكن لم يكن لديه شيء منه ..
لا بد أن يتحرك سريعاً ..
لا بد أن يفعل ما بوسعه ..
لإنقاذ مايا ..
ولما جاءت صورتها في باله ..
تنهد ..
وقال في نفسه : حتماً سأنقذك ..
دخل المستشفى ..
وبخطى واسعة . اجتاز الممرات .. حتى وصل إلى غرفته ..
أخذ يبحث في الأوراق التي على الأرض ..
جمع منها بعضها ..
وجلب صندوقاً كرتونياً ..
وهو يجمع أغراضاً معينة ..
ثم فتح أدراجه ..
وأخذ يضع بعض الكتب والمراجع ..
وبينما هو كذلك ..
شاهد القرآن ..
كان موجوداً تحت الكتب ..
تأمله قليلاً ..
ورانت لحظة صمت طويلة ..
ثم مد يده في حذر .. وهو يمسك غلافه الأخضر الجميل ..
المزين بتلك النقوش الذهبية ..
مسح عنه بعض الأتربة التي كانت تعلوه ..
لقد وضعه هنا منذ زمن بعيد ..
بعيد جداً ..
أخذ يفتحه في جلال ..
الحق يقال ..
أن بشار ..
في تلك الفترة من عمره ..
التي قضاها في اليابان ..
كان بعيداً جداً عن الله ..
حتى الصلوات كان ينساها ..
أو بالأصح يتناساها متعمداً ..
وبدأ هذا الشيء تدريجياً ..
خصوصاً في السنوات الأخيرة التي قضاها دون إجازة في اليابان ..
منذ أكثر من حوالي 3 سنوات ..
إنه لم يعاقر الخمر ..
لم يجرب المومسات ..
وإن فكر كثيراً ..
ولكن المباديء التي ترسخ عليها في صغره ..
كانت تدق له الناقوس تلو الآخر ..
وهذا شيء غريب بحق ..
على إنسان مبتعد عن الدين ..
أو ربما هو بالأصح لم يكن لديه الوقت ليفكر في هذه الأمور ..
شيء غريب أن تكون بعض العائلات مهتمة كثيراً ..
ببعض جوانب الدين ..
وتترك أهمها كالصلاة ..
ربما لأن تلك تجلب العار ..
والسمعة السيئة للعائلة ..
وبينما الصلاة لا تفعل مثل هذا القدر !

وضع بشار المصحف فوق الطاولة ..
وفتح منتصف القرآن ..
وجلس يقرأ قليلاً ..
أحس أنه محتاج إلى معونة إلهية ..
وبعد عشر دقائق من القراءة ..
أخذ جواله ..
واتصل على السعودية ..
اتصل على والدته ..
التي ردت عليه ..
كان الصوت بعيداً ..
قالت : بشار .. كيف حالك ؟
بالله عليك .. هان عليك أن تتركنا كل هذه المدة دون اتصال ..
لقد قلقنا عليك ..
أسبوع بدون اتصال ؟!
قال لها وهو يحس بحشرجة في صوته :
كيف حالك يا أمي ؟
قالت وقد أحست بقلب الأم التي ينبئها أن هناك شيئاً ما :
بشار هل حصل شيء ؟
تنهد وقال :
نعم .. أريدك أن تدعي لي ..
هناك أمر هام ..
وقرار صعب سوف أتخذه ..
أدعي لي يا ماما ..
فقالت أمه :
الله معك يا ولدي ..
والله إني أدعو لك في الليل والنهار ..
بشار .. برضاي عليك ..
الصلاة الصلاة ..
ولأول مرة يحس بهذه الكلمات وأن لها معنى ملموساً ..
لأول مرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ..
كانت أمه لا تنفك تقول له ذلك ..
في كل مكالمة ..
ولكن حجاباً سميكاً كان على قلب تحجر ..
فقال لها .. وأحس أن صدره يضيق : إن شاء الله ..
فقالت له : متى ستأتي ؟
ألم تتحدد لك إجازة ؟
كفاك عملاً ..
لقد اشتقت إليك كثيراً ..
عد أرجوك ..
وأحس أن والدته قد ذرفت دموعاً ..
فقال لها بتنهيدة :
حالما أنتهي من هذا الأمر سأعود ..
سأعود لمدة طويلة ..
فرحت الأم كثيراً وظهر هذا الصوت جلياً في صوتها وهي تقول : أصدقني القول ..
متى ؟
فقال لها وهو يغمض عينيه وفي عقله ألف فكرة وفكرة : قريباً إن شاء الله ..


أغلق سماعة الهاتف ..
أخذ بقية أغراضه التي يحتاجها ..
فتح الكومبيوتر ..
بحث في قائمة الملفات ..
عن مايا أونيزكا ..
وعندما وجد معلوماته ..
طبعها في أوراق ..
خرج من الغرفة وتوجه نحو المختبر ..
أخذ بعض أغراضه ..
وصور لبعض التحاليل والتقارير ..
وأخرج مسرعاً دون أن يحس به أحد ..

طرق باب غرفة مايا بلطف ..
"تفضل "
انبعث صوتها عذباً ..
بلغة يابانية
دخل بشار ..
كانت مايا كعادتها في فراشها ..
كان يبدو عليها شيء من الإرهاق والتعب ..
ولكنها لا تزال جميلة ..
جلس بشار بجوارها على السرير ..
أخذ ينظر في يديه بحيرة ..
أحست مايا أن هناك أمراً خطيراً ..
فقالت : ما الموضوع ؟
فقال بشار :
مايا هل تثقين بي؟
ظلت مايا تطالعه بشيء من الدهشة للحظات ..
ثم قالت بخجل :
نعم أثق بك ..
قال لها : هل أنت مستعدة .. أن تراهني بحياتك على هذه الثقة ؟
أطالت مايا النظر في بشار ..
ثم قالت في ثقة : نعم ..
أثق بك إلى أبعد مدى ..
ظل بشار صامتاً ..
ثم قال :
مايا هل أنت مستعدة .. لأن أعالجك أنا ؟
نظرت له باستغراب وقالت : ولكنك أنت تعالجني ..
فقال لها :
لا ..
مايا هناك عقار جديد .. قمت أنا والدكتور ميان بتطويره ..
ولكنه تحت البحث .. ولا يحق لنا أن نعمل عليه لأنه غير موثوق به ..
ولم يوافقوا لي بأن أستخـ ..
قاطعته مايا وهي تقول بهدوء :
هل أنت الذي صنعته ؟
توقف قليلاً ثم قال :
أجل ..
ابتسمت مايا وقالت :
بشار .. أنا بين يديك .. افعل ما تريد ..
لك الحرية المطلقة ..
فأنا أثق بك ..
لأني ..
لأني ..
أحبك ..
قالتها مايا ونزل رأسها وصارت لا تقدر أن تنظر في بشار من شدة الخجل ..
أما بشار فأحس أن قلبه يخفق بشكل غير عادي ..
إنها أول مرة تقول له هذه الكلمة ..
لقد قالتها أخيراً ..
نهض بشار من فوق سريرها ..
وهو يكاد يجن ..
جلس فوق الكرسي ..
وجهه في قمة الاحمرار ..
أمسك قلبه وقال بالعربية :
يا الله .. قلبي ..
ما كل هذا الخفقان ..
أحس أن قلبه يكاد يتمزق من قوة الضربات ..
ثم نهض مرة أخرى ..
أمسك يدها ..
التي كانت كالزبدة الطازجة ..
قبلها ..
وهي لازالت في دوامة من الخجل ..
نظر لها وقال :
أحبك ..
فابتسمت ..



رجع بشار إلى المنزل ..
جلس فيه وحده ..
سيخاطر بحياته ..
ولكن من اجل من ؟
من أجل من تعني له الحياة كلها ..
سيخاطر بمستقبله المهني ..
كل هذه السنوات سوف تضيع هباءً منثورا إن فشل العلاج ..
ولكن ليس هذا المهم ..
المهم أن ينقذ مايا ..
تنهد بعنف ثم نظر إلى الساعة ..
كانت قاربت على الثامنة ليلاً ..
كان يحس بقلق بلا حدود ..
وفجأة .. تذكر كلام والدته ..
دخل الحمام ..
واغتسل ..
أحس أن هناك سواداً كان متعلقاً فيه ..
بدأ يخرج من جسمه ..
توضأ في حمامه ..
ثم خرج ..
لبس ثوب نوم سعودي ..
لا يدري لم فعل ذلك ..
ولكنه كان يريد بشدة ..
ربما رغبة منه ..
في أن يحس أنه مازال مسلماً ..
ربما كي تعود به الذاكرة حين كان في السعودية ..
ويحس بالعهد الذي مضى ..
إنه ليس جاحداً ..
أو منكراً للصلاة ..
ولكنه كان متهاوناً في أمرها ..
بدأ في صلاته ..
أحس بهدوء رهيب ..
وهو يقرأ القرآن بصوت عالي ..
أخذ يحس أنه يطير ..
وأنه لا يريد أن ينتهي من صلاته ..
وانه يريد أن يبقي له ما تبقى من عمره في صلاة وعبادة ..
ركع .. وسجد ..
أخذ يدعو الله أن يوفقه في أمره ..
أحس أن الله قريب منه ..
قريب منه جداً ..
أحس أن الله يسمعه بحق وهو يناجيه ..
إحساس قلما يحس به أحدنا والله ..
اختتم بشار صلاته ..
وعينيه رطبة ..
لم تنزل دموعه .. ولكنها أوشكت ..
أحس بنقاء لا حدود له ..
وراحة نفسية .. تملأ كل جزء من كيانه ..
كما لو كان نوراً يملأ روحه كلها ..
أحس أن لا شيء في هذه الدنيا مهم ..
قرر من ذلك اليوم ..
ألا يفوت ركعة لله ..
ثم أقفل مصابيح غرفته ..
وغط في نوم مرتاح البال ..


الساعة السادسة صباحاً ..
خرج بشار من بيته مبكراً قبل مواعيد الدوام الرسمية ..
بعد أن صلى الفجر ..
جميل هو الإحساس في بداية الرجوع إلى الله ..
يحس الواحد أنه مقبل بكيانه كله ..
بطريقة قد لا يقدر عليها بعد سنوات من الاستمرار في هذا الطريق ..
وصل إلى المستشفى ..
توجه إلى غرفة المدير ..
ووضع ورقة على مكتب السكرتير ..
الذي لم يكن موجوداً وخرج ..
كانت الورقة ..
طلب إجازة سنوية ..
لمدة شهر ..
وهي أمر لم يقم به بشار من أكثر من سنتين من العمل المتواصل ..
ذهب إلى غرفة مايا ..
طرق الباب بلطف ..
كانت مايا .. جاهزة ..
وكانت قد وقعت ورقة ..
تخلي فيها مسؤولية المستشفى عنها ..
بعد أن وقعت ورقة بالخروج منها ..
ولكنها قبل أن تخرج مع بشار ..
قالت له : لن أبقى في الفندق القريب من بيتك ..
وقف بشار وقال لها :
مايا إنه المكان الأفضل طالما أنت لا تودين المكوث في شقتي ..
رغم أني قلت لك أني لن أقيم معك..
ولكنها قالت : هناك مكان أفضل ..
نظر فيها بتساؤل ..


....................................... يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالثلاثاء يوليو 10, 2007 9:53 pm

.......................................... تــــــابع Surprised


فقالت : عند أهلي في الريف ..
نظر لها وقال : ولكن هل سيوافـ ..
قاطعته وهي تقول : لقد كلمتهم ..
وقد أعددنا لك غرفة خاصة ..
ثم صمتت بعد أن قالت بحزن : لو مت أريد أن أموت بجوار أهلي يا بشار ..
نظر لها بشار ..
وأحس في عينيه حريق الدموع ..
ثم قال :
مايا ..
سوف تعيشي ..
لن أخذلك أبداً ..
صدقيني سوف تعيشي ..
ثم أشاح بوجهه .. وقال لها وهو يمشي أمامها ..
هيا بنا ..
مشت مايا معه ..
ولكنها قبل أن تخرج من الغرفة قالت : توقف ..
نظر لها بشار ..
توقفت مايا .. وأخذت تتأمل الغرفة في لحظة صمت ..
ثم قالت : هذه الغرفة ..
أول مكان كان للقائنا ..
أول مرة قلت لي فيها أحبك ..
وأول مرة قلت أنا لك فيها أحبك ..
سأشتاق إليها كثيراً ..
هذه هي أروع ذكرى في حياتي ..
أخذ بشار يتأملها ..
كانت كعادتها مذهلة ..
بل أكثر من ذلك بكثير ..



أخذ بشار .. يتأمل من نافذة القطار ..
وهو يقول ..
مستحيل ..
رائئئئئئئئئئئئئع ..
سبحان الله ..
ابتسمت له مايا ..
فقال بشار بحماس : إنه تماماً مثلا أفلام الكرتون ..
الطبيعة هنا بحق خلابة ..
قالت مايا مبتسمة : إنك لم ترى الجبل بعد ..
ستعرف أن كل الذي قد رأيته في صغرك ..
كان من وحي الحقيقية تماماً ..
أهلي يسكنون في الريف الياباني ..
في مقاطعة شياو ..
إنها جميلة جداً ..
ثم أخذت هي الأخرى تتأمل من النافذة وتقول بصوت منخفض : كم اشتقت إلى المنزل ..
كانت الغابات الخضراء .. تملأ المكان كله ..
والأشجار الجميلة .. عالية رائعة ..
والسماء الزرقاء .. عذبة جميلة ..
وفي نهايات الأفق تطل عليك الجبال المكسوة بالثلج ..
منظر في قمة الروعة ..
ما يجعله ملهماً لكتابة قصيدة يكثر فيها الوصف ..
ولم يكن يعلم بشار أنها لمحة من جمال الطبيعة اليابانية ..
وبدأ يحس أن قرار مايا كان صائباً باختيار الريف حتى تساعدها حالتها النفسية على العلاج بشكل أفضل ..

يظن البعض أن العلاج الكيمائي وحده هو المهم ..
ولكن الدراسات أثبتت غير ذلك ..
إذ إنه من المهم ..
أو تكون النفسية في حالة جيدة ..
بل إنها لها دور كبير جداً في هذا العلاج..
ولعل هذا يفسر بمثال بسيط:
30% بالمائة من تأثير الدواء هو تأثير نفسي ..
كما ذكر رئيس أكبر شركة لإنتاج الأدوية في مقابلة مع لاري كنج مذيع CNN الشهير ..

وعندما توقف القطار ..
نزل بشار مع مايا ..
وفجأة وجد بشار شاباً يجري باتجاه مايا ..
كان نحيلاً ..
ملامحه بسيطة إلى حد مثير ..
له شعر قصير ..
ويرتدي جينزاً أزرق اللون ..
وفلينة بيضاء ..
وما إن رأته مايا حتى احتضنته ..
وبدا على محيا ذلك الشاب ..
الفرح والسرور العميق ..
ثم جاء إلى بشار ..
وانحنى أمامه .. بتلك التحية اليابانية المعروفة ..
أومأ بشار برأسه دون أن يحني رأسه ..
مشيا سوياً ..
وذلك الشاب يحمل كل الحقائب .. حتى وصلا إلى سيارة أجرة ..
وهو لا يكاد يوقف الحديث مع مايا ..
فقالت مايا وهي مبتسمة إلى بشار ..
هذا أخي ساندو ..
وقالت لأخيها : هذا هو الدكتور بشار ..
فقال ساندو : باااااشار ..
ضحك بشار وهمسة من اللفظ الغير دقيق ..


وصل التاكسي إلى بداية غابة ..
توقف هناك ..
نزل الجميع ..
ووقف يتأمل جمال الطبيعة الساحر ..
حيث الأشجار بأنواعها المختلفة موجودة ..
وبعض الأزهار الحمراء تزهر فوق تلك الأغصان في منظر فتان ..
كان السير داخل الغابة العشبية مغري بكل ما تحمل الكلمة من معان ..
قال بشار بحماس :
أين المنزل ؟
نظر ساندو إلى مايا نظرة متسائلة ..
فقالت مايا :
قد يطول بنا السير قليلاً ..
هل أنت مستعد ؟
فقال بشار وهو يحس بمتعة لا حدود لها:
بالطبع مستعد ..
ما دمنا سنسير وسط هذه الغابة ..
وفعلاً ..
بدؤوا المسيرة ..
وبشار لا يكف عن التأمل ..
كيف لم يزر مثل هذه الأماكن وهو على الأقل يدرك أن بعضها قد يكون موجوداً ..
لم فضل المدينة الصاخبة ..
على هذه الطبيعة الرائعة ..
التي تشتهي فعلاً أن تجلس فيها إلى الأبد ..
شاهد سنجاباً صغيراً وهو يتسلق شجرة ..
أخذ يتأمله ..
كان أحياناً يشاهد بعضاً منه ..
ولكنه قريب منه جداً هذه المرة ..
أخذ السنجاب .. يختبأ في حفرة في الشجرة ..
غير منتظمة المعالم ..
ويتأملهم في خوف ..
كل هذا متعة بطريقة خاصة ..
مضى بهم المسير ساعة من الوقت ..
وفجأة .. تناهى إلى بشار .. صوت شلال ..
فقال لمايا : هل هذا ... ؟؟؟
فقالت مبتسمة ببراءة : نعم إنه شلال ..
فنظر فيها بشار في دهشة وقال : يوجد شلال بالقرب من بيتكم ..
فقالت مايا :
إنه شلال صغير .. ومنزلنا يقع عند مصب الشلال الذي يستمر بعد ذلك نهراً ..
ابتسم بشار .. حتى ظهرت ضواحكه ..
وهو يحس بسعادة لا حدود لها ..


وفعلاً ..
انتهى بهم الطريق ..
إلى تله هناك .. جوار مصب الشلال ..
وفي نهايتها منزل مصنوع من الخشب ..
بالشكل التقليدي لبيوت اليابانيين ..
السور الحجري القصير ..
السقف المثلث الشكل ..
مجسمات التنين على أطرافه
والساحة الكبيرة النظيفة ..
دخل بشار ..
وكان والدها ووالدتها بانتظارهم ..
أخذت مايا تجري نحو والدتها ..
وتعانقها في حب ..
كانت أمها تلبس الزي الياباني النسائي الشهير .. بلون أزرق جميل ..
وأبوها أيضاً .. ذلك الزي الياباني ترابي اللون
ويرتدي سيفاً ..
أحس بشار منه بالخوف في البداية ..
ولكن ما لبث أن عرف لاحقاً أنها مجرد شكليات ..
كانت مايا وساندو هما الابنان الوحيدان لهذه العائلة..
رحبت العائلة ببشار بحفاوة كبيرة ..
وأعدو له غرفة خاصة ..
وكعادتها تتميز ببساطتها الشديدة ..
والحواجز التي لا يظهر من ورائها الخيال عند إضاءة المصابيح ..

وبعد أن رتب أغراضه في الغرفة الصغيرة ..
سمع حشرجة عند الباب ..
ثم مد ساندو رأسه من الباب وقال بابتسامة :
الغداء جاهز ..


جلس بشار .. وهو يتأمل المائدة الشهية ..
سوشي ..
وترياكي ..
وبعض من النودل = المكرونة
وكلها طبعاً مطبوخة بطريقة معينة ..
وقطع من سمك السلمون اللذيذ ..
أحس بشار بألفة غريبة للوهلة الأولى ..
كانوا ودودين ولطفاء ..
راق لهم بشار ..
بخفة دمه ..
وطريقته المرحة في الحياة ..


وبعد انتهاء الطعام ..
توجه بشار إلى غرفته ..
كانت الساعة قد شارفت على الثانية ظهراً ..
قرر الصلاة ..
وأحس أنه يود أن يقوم بأمر ما ..
خرج من المنزل ..
بعد أن أخبر ساندو ..
وتلمس طريقه ..
حتى وصل إلى النهر ..
وجلس يتأمل ماء الشلال الذي ينهمر بغزارة من الجبل الصغير ..
وحين يصطدم الماء بالنهر ..
منظر في غاية الروعة ..
لا تستطيع الكلمات أن تصفه ..
ولمح خيالاً لقوس قزح .. نتيجة لانعكاس ضوء الشمس ..
والأحجار في قاع النهر في تمام صفاءها ..
والرذاذ المتطاير في جمال فائق ..
منظر بديع .. يكفيك أن تبقى له متأملاً طوال حياتك ..
كم ود لو يستحم فيه ..
إنه حلم راوده منذ الصغر ..
منذ كان طفلاً صغيراً ..
كان يريد أن يفعل ذلك ..
ولكن ليس الآن ربما لاحقاً ..
وبدأ يتوضأ من ماء النهر ..
يا الله .. إنه بارد بحق ..
بارد جداً ..
ولكنه كان يستلذ بذلك بحق ..
يستلذ بالوضوء الذي ما حلم أن يفعله بهذه الطريقة الرائعة ..


وبعد أن انتهى ..
رجع مرة أخرى إلى المنزل ..
وشاهدمايا ..
يا للجمال ..
يا اللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللله ..
لأول مرة شاهدها تلبس اللباس الياباني الكيمونو ..
كانت جميلة .. جميلة .. جميلة ..
بل فاتنة .. إلى حد الصمت ..
كانت ترتدي ثوباً أبيضاً ..
عليه رسوم لزهور عباد الشمس باللون الأحمر كبيرة الحجم ..
ولردائها حدود حمراء اللون غاية في الأناقة ..
وتلبس في قدميها ..
صندلاً خشبياً مألوفاً ..
وقدمها مثل المرمر .. يتلألأ فيه ..
ويديها كأنما هي قطن طبيعي فتان ..
ووجهها كأنما الفجر إذا أشرق ..
وشعرها الأسود اللامع يتمايل مع نشيد الرياح بكل أنوثة ..
لم يشاهد بشار في حياته شيئاً كهذا من قبل ..
حتى النهر والشلال ..
لا .. إن ما هو أمامه ..
أروع وأجمل وأحلى بمليون مرة ..
كان يحدق فيها بطريقة ..
زادتها خجلاً ..
فوضعت سبابتها في فمها في خجل .. وأخذت تعض عليها في دلع ..
فأحس بشار أنه يكاد أن يفقد وعيه ..
كان الخجل يرسم في خديها ..
تفاحة حمراء ..
وينبت حقول الورد في شفتيها ..
ويخفض في رأسها دلال وأنوثة لم يحلم بها رجل رومانسي أو كاتب ..
أحست مايا أنها لا تستطيع أن تتحمل نظرة بشار ..
فدخلت إلى المنزل مرة أخرى وهي تجري خجلة ..
بشار مد يده كأنه يستوقفها ..
دون أن ينطق بشيء ..
فقط فتح فمه ..
وظل لدقيقتين واقفاً في محله ..
من فرط دهشته بهذا الجمال الأخاذ ..
ثم نفض عنه كل هذا
وقال : يا الله .. سبحان الخلاق البديع ..

دخل غرفته .. مرة أخرى .. وهو في حالة سكر ..
ولكنه نفض عنه كل تلك الأفكار جانباً ..
حتى يصلي
وبدأ يصلي ..
ويسبح الله ..
ويقرأ شيئاً من القرآن وهو يتمتم ..
ويسجد .. ويدعو الله ..
وأحس أنه نسي للحظات فقط ..كل ما مر به للتو ..
سلم عن يمينه وعن يساره ..
ثم قام بعد أن رفع سجادته ..
ولكن ..
وجد مايا وعائلتها كلها تنظر له بدهشة بالغة للحظات ..
ثم ..
ظهرت ملامح عدائية في وجه الأب وهو يصرخ ..
ما هذا الذي تفعله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟






ترى كيف سيتعامل أهل مايا مع إسلام بشار ..
هل ستكون هذه نهاية الطريق ..
وبذلك تنتهي هذه العلاقة ؟
وما علاقة كل هذا بمرض بشار ؟
أين دور د.فراس من القصة وبقية الأبطال
..
أم أن القصة هي قصة بشار وهمسة ؟

..............................................
انتظروووا الجزء القادم ..
أحلا وأحلا ..
Very Happy
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
LooL@h
مشرفه قسم اسلاميات
مشرفه قسم اسلاميات
LooL@h


انثى عدد الرسائل : 989
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالثلاثاء يوليو 10, 2007 10:35 pm

يووووووو ياحبي لج يالدووبا <<ترا ابدا مااستحيت
يسلمو عالقصه الاكثر من رائعـــــــــــــــــــــــــــــه
ولو بقولج عجلي بالجزء الثامن بتصفقيني ..
بس اتمنى انج ماتتاخرين فيه..
اقول لاتاخذين راحتج كثير وعجلي علينــــــــــا tongue ..
تحياتي الحــــــــــــاره لج:لوله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sfeer al7ob
مشرف البرامج والانترنت
مشرف البرامج والانترنت
sfeer al7ob


ذكر عدد الرسائل : 1259
تاريخ التسجيل : 15/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالأربعاء يوليو 11, 2007 5:11 am

هلاااا والله خيتووو DooBa
أول شي أحب أشكرك على الرواية العظيمه اللي أغلبنا اندمج معاها وعاشها
وثاني شي أحب أعلق على هذا الجزء لأني في الجزاء السابقه ما علقت بسبب النفسية الحلوه اللي كنت أمر فيها
التعليقات:
* مثل ماقرينا بالرواية انه 30% من العلاج تكون نفسية المريض مرتاحة
هذي مقولة صحيحة وانا شفتها على التلفزيون وعلى الطبيعة ، يعني متى ماكانت نفسية المريض
اوكي كان علاجه اسرع ويستجيب للعلاج.
* والله أنا عشت الرواية بجد ودخلت جو معها وأكثر شي شدني يوم وصف طبيعة وجمال الريف
وتمنيت فعلا اني أكون هناك وياهم لأنه أكثر ما يعجبني في الطبيعة البحار والأنهار لأنك تحس انك
تقدر تنزل همومك فيهم،، وطبعا أكيد اغلبنا شاف مناظر الطبيعة في أرياف اليابان في التلفزيون
والصراحة أتمنى اني في يوم أزورها...
يسلموووووووووو مره ثانيه خيتوووو على الرواية
وياليت ما تتأخرين علينا بالجزء الثامن إذا ماعليك أمر
تحياااااااااااااتي وتقديري لك
أخوك
سفير الحب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
LooL@h
مشرفه قسم اسلاميات
مشرفه قسم اسلاميات
LooL@h


انثى عدد الرسائل : 989
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالأربعاء يوليو 11, 2007 5:21 am

sfeer al7ob كتب:
أول شي أحب أشكرك على الرواية العظيمه اللي أغلبنا اندمج معاها وعاشها
انا حبيت اعلق على كلمة اغلبنـــــــــا..
ههههههههه وقعدت اضحك ..ترا مافي الا انا وانت مندمجين معاها..
بس يكفي اني انا مستمتعه مع الروايه وياليت الباقي يجون يقرونها بتفوتهم بصراااحه..
وتسلمين دوووبتي على الاختيار الذوووق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالأربعاء يوليو 11, 2007 5:48 am

اقتباس :


ولو بقولج عجلي بالجزء الثامن بتصفقيني ..


بس اتمنى انج ماتتاخرين فيه..


اش دعووواااااااااااه لووويل أوريك ..Evil or Very Mad
وشوأصفقك ..
حقك ... وان شالله ولا يهمك انزل الثامن ..


اقتباس :


* مثل ماقرينا بالرواية انه 30% من العلاج تكون نفسية المريض مرتاحة


هذي مقولة صحيحة وانا شفتها على التلفزيون وعلى الطبيعة ، يعني متى ماكانت نفسية المريض


اوكي كان علاجه اسرع ويستجيب للعلاج.



هلا فيك اخوي سفير ..
اي طبعاً صحيح كلامك .. وأنا عني أؤمن ايمان كامل بأن العلاج يبدأ من الشخص نفسه ..
اذا ايقن هو انه راح يتعالج ويطيب .. بأذن الله يطيب ..
والعكس صحيح .. كل مازاد الأنسان من يأسه في العلاج .. راح يأثر تأثير سلبي عليه .. ويقلل من نسبة شفائه ...
وقد قالها الذي لا ينطق عن الهوى اللهم صلي وسلم عليه " تفاءلوا بالخير تجدوه "
اقتباس :

انا حبيت اعلق على كلمة اغلبنـــــــــا..
لا لووله ان شالله ان في احد يتابع القصه من بعيــــد وهي عموماً للكــــــل ..
يعني راح تبقى القصة لكل أعضاء منتدى بقايا الروح اللي الحين واللي بعدين ..


وان شالله ماراح أتأخر عليكم بالثامن ...
فكروا في النهاية لين اجيب الثامن Very Happy

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
LooL@h
مشرفه قسم اسلاميات
مشرفه قسم اسلاميات
LooL@h


انثى عدد الرسائل : 989
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالأربعاء يوليو 11, 2007 9:41 pm

يالااااا اونس شي قرب موعد صدورالجزء الثامن ..
ونـــــــــــاسه يلا بسرعه متحمسه..bounce
اليوم اليوم ان شالله يالدووبا طييب..
يسلموI love you
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالخميس يوليو 12, 2007 10:28 pm

هذي المره راح تطلعوون من جو العلاجات والأدويه ..
وبتعيشووون جو رووحي شاعري ..
وقتاً ممتــــعاً...queen

وهذي مقدمة للجزء بقلـــم الكــاتب

بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم سيكون الجزء مختلفاً جداً ..
استعدوا يا رواد مجلس قصة ..
لتحلقوا عاليا معي في قصتي ..
اليوم سيكون الجزء غير تقليدي أبداً ..
وقبل أن تبدأ ..
أريدك ..
أن تستعد لأن تعيش اليوم في عالم خاص ..
فقط صنعته لأجلكم ..
ولأجلي ..
ولا تسمحوا لأحد أن يقاطعكم أبداً في هذه القراءة ..
وإلا ذهبت منكم نكهة المتعة ..
لكم اليوم الجزء الثامن ..
من قصتي :
حب في المستشفى الجامعي

...............
الجزء الثامن

كان بشار يجلس في غرفة المعيشة البسيطة ..
وكوب من الشاي في يديه ..
يتأمل خيال صفحة وجهه على سطحه ..
ثم نظر أمامه ..
كانت عائلة مايا كلها تنظر فيه ..
الأم تجلس وهي تنظر إلى الأرض في تفكير عميق ..
والأب يجلس يحك رأسه وهو يفكر ..
وساندو يقف صامتاَ عند الباب متكأً عليه دونما نظرة ذات معنى ..
أما مايا .. فلم تنزل عيناها من على بشار ..
تتأمله في شيء من الدهشة ..
كيف لها ألا تعرف كل هذا عن بشار ؟!
ولكن لم يكن بينهم الشيء الكثير ..
لعل الشيء الكثير لم يتجاوز حتى بضعة أيام ..
وإن كانت أطيافه قبل ذلك بمدة أطول قليلاً ..
وقفت مايا ..
عبرت الغرفة الواسعة حتى وصلت إلى بشار ..
تعلق أبصار الوالدين بها .. وهما ينتظران أن تقول شيئاً ..
قالت مايا :
وهي تنظر إلى أهلها :
له دين مختلف ..
وماذا في هذا ؟
إنه هنا لعلاجي كما تعلمون ..
لقد قام بهذا الشيء دونما ثمن ..
ألا يستحق أن نمنحه حريته الشخصية ..
فقال الأب بجدية :
مايا مرضك ليس بالخطير ..
حدق بشار فيه باستغراب ..
وهم بالكلام ..
ولكن مايا وضعت يدها على كتفه .. وضغطت عليه قليلاً وهي مازالت تنظر لوالدها ..
فكر والدها قليلاً ..
ثم تنهد وقال :
معك حق .. إنها حريته الشخصية ..
وله الحق في أن يفعل ما يريد ..
ولكنه نظر إلى بشار وقال بجدية بالغة :
هل دينك هذا فيه شيء من السحر الأسود ؟
لقد رأيتك تتمتم ببعض الكلمات الغريبة ؟
فقال بشار وهو يرفع أحد حاجبيه مستنكراً : سحر أسود ؟
لا لا .. ديننا يحرم السحر بكل أنواعه ..
بل من يستخدم السحر يعتبر خارج دائرة الإسلام ..
فقال السيد أونيزكا :
إن كان كذلك فلا بأس به أبداً ..
ثم خرج من الغرفة .. واخذ معه ساندو ..
وبعض لحظة صمت ..
جاءت أم مايا وقالت لبشار :
لا عليك .. إنه هكذا .. ولكنه بعد لحظات سوف ينسى كل شيء ..
ابتسمت له بلطف ..
نظر فيها بشار وابتسم ..
كم تشبهها مايا كثيراً ..
لا بد أن والدتها كانت في أيام صباها جميلة جداً ..
ثم خرجت الأم هي الأخرى ..
ولم يتبقى سوى مايا وبشار ..
كان صوت العصافير مغرداً في الخارج ..
وشجرة تفاح في الحديقة ..
يتسرب ضوء الشمس من خلالها .. ويلقي ببعض الضوء على الغرفة الخشبية ..
جلست مايا أمام بشار ..
وابتسمت ..
وأحس بشار أنه رغماً عنه يبتسم ..
ولكنه ما لبث أن تذكر شيئاً هاماً فقال لها :
لمَ لم تخبري أهلك بأنك ......... ؟
نظرت فيه مايا ..
ضمت شفيتها في إحباط وقالت :
لقد أخبرتهم .. أني مصابة بفيروس ..
وأني أحتاج إلى النقاهة فقط ..
فقال بشار : لماذا ؟
وقفت مايا .. وتوجهت نحو الباب ..
وكان ضوء الشمس .. يغمرها ..
حتى أصبحت مايا كأنها تتلألأ ..
كان ظهرها مقابلاً له وهي تقول :
بشار .. أنا البنت الوحيدة لأبي وأمي ..
لا أريد أن ينفطر قلبهما من الحزن ..
ثم لوحت رأسها وقالت ونصف وجهها ظاهر .. تنسدل عليه بعض شعيراتها الفاتنة :
طالما أن هناك أملاً ..
أطالت النظر فيه كثيراً ..
كانت تنظر في عينيه هذه المرة بدون خجل ..
كانت تنظر فيه وكأنما تقول له :
أنا أثق بك ..
وأحس بشار ..
بالكثير والكثير ..
اندفعت في نفسه حماسة ..
وأحس أنه أمام مسؤولية كبيرة ..
أحس بعمق محبة خارقة ..
فأومأ لها برأسه إيجاباً ..
خرجت مايا ..
وأغلقت الباب في هدوء ..
وسارت ووقع خطاها لا يكاد يظهر ..
وهي تلبس في رجليها جوارب بيضاء من الكتان ..
جلس بشار يفكر قليلاً ..
وبعد لحظات ..
أخذ يخرج أوراقه ..
ويرتبها ..
لابد من العمل اليوم ..
ليس هناك الكثير من الوقت ..
هذه الكتب هنا ..
وهذه الأوراق هنا ..
والعقار ..
لا يحتاج إلى درجة حرارة منخفضة ..
بل بالعكس ..
يحتاج إلى درجة حرارة متوسطة ..
حتى لا تتكسر الروابط الكيمائية في داخله ..
ولكن إذا زادت درجة الحرارة عن 40 درجة مؤية ..
فإن العقار سيتحول إلى سائل عديم الفائدة ..
لذلك كان لدى بشار مستعداً لهذه الظروف بثلاجة صغيرة زرقاء ..
تعزل الحرارة .. في حال ارتفعت..
وبعد ذلك ..
علق بشار جدولاً ..
فيه مواعيد الحقن والعلاج ..
وبعض مواد التغذية التي لابد أن ترافق هذا النوع من العقاقير ..
علق الجدول بشريط لاصق شفاف على الجدار ..
وقال وهو ينظر بحماس وقوة :
سوف أنقذك يا مايا لا تخافي ..
ابتسم بشار في حجرة المستشفى فوق سريره إلى همسة التي كانت تنظر فيه باهتمام ..
نهض من سريره ..
وهو لم يغير ذلك اللباس الأزرق الممزق ..
وتوجه بقدم حافية إلى النافذة وهو يقول :
سوف يؤذن الفجر قريباً ..
ثم تطلع فيها مبتسماً ..
ولكن همسة تجاهلت كلامه وقالت :
ماذا حدث بعد ذلك ..
قال لها وهو يتوجه إلى الحمام ..
بعد ذلك سأتوضأ .. وأصلي وأنااااااااااام ..
لأني مرهق بالفعل ..
ثم ماذا عن مرضاك ؟
ألا ينبغي أن تذهبي إليهم حتى تطمأني عليهم ؟
قالت وهي لا تريد إلا أن تعرف بقية القصة .. قد قتلها الفضول :
ما الذي حصل ؟
أريد أن أعرف ..
ولكنها لم تسمع سوى صوت بشار وهو يتوضأ ..
وصوت الماء وهو يتساقط في المغسلة ..
وبعد لحظات ..
خرج بشار ..
وبعض القطرات تلتصق في ذقنه ..
وهو يمسح يديه بمنديل أبيض ..
ثم قال كأنه واعظ :
الصلاة .. الصلاة .. حي على الصلاة .. حي على الفلاح ..
أحست همسة بالغيظ ..
لم لا يكمل ؟
هناك وقت كافي للصلاة ..
فقالت : هل عاشت أم مـ ........
كان بشار متوجها نحو السجادة وهي تتكلم .. حتى إذا ما وصلت إلى سؤالها ..
كبر معلناً بداية الصلاة وقال : الله أكبر ..
وكأنما هي غير موجودة ..
"الحمد لله رب العالمين .. "
اشتعلت همسة حقداً ..
خرجت من الغرفة ..
وأغلقت الباب بشيء من القوة ..
وقالت وهي تخرج :
يا إلهي كم هو يغيظني ..
لا بد أنه يتلذذ في ذلك ..
وذهبت ..
................................................. يتبـــــــــــع


عدل سابقا من قبل في الخميس يوليو 12, 2007 10:37 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالخميس يوليو 12, 2007 10:34 pm

................................... تــــــــــــابع
الساعة : 12 ظهراً
اليوم ستبدأ دوامها في الواحدة ظهراً
لذلك عادت إلى بيتها مباشرة بعد أن خرجت من عند بشار ..
صلت في المنزل ونامت ..
استيقظت على صوت الجوال ..
نهضت بكسل شديد ..
ما هذا الإحساس بالخمول ؟لابد أن بسبب تغيير المواعيد ..
يا إلهي .. أريد أن أنام ..
غطت وجهها بالفراش ..
ولكن بعد لحظات ..
كشفت الفراش ..
وقالت : ما الذي حصل لمايا ؟
لا بد أن أعرف ..
نهضت من فراشها ..
وذهبت إلى الحمام ..
وبعد استحمام سريع ..
ذهبت إلى دولاب ملابسها ..
اليوم .. ماذا سألبس ؟ ماذا سألبس ..
أخذت تفكر كثيراً ..
وهي تضع يدها على وسطها ..
وهناك في الدولاب ..
تناثرت قطع الملابس المختلفة ..
وتظهر من بعضها قطع ورقية ..
تدل على أنها لم تستخدم ولا مرة ..
ولكنها في النهاية وقع اختيارها على البنطلون الذي اشترته من دبنهامز ..
بمبي اللون .. عليه بعض النقوش ..
وسلسلة في الوسط ..
وأيضاً القميص الوردي .. مكشوف الكتفين .. الذي كان مرسوماً عليه أرنوبة توني تون ..
ولكنها أحست به غير لائق في المستشفى ..
ولكنها كانت ستلبس البالطو على كل حال ..
وبعد صراع فكري ..
بين رغبة دفينة بدأت تظهر مؤخراً بشكل ملحوظ في نزعة أنثوية ..
وبين شخصيتها الحقيقية ..
ولكنها قالت :
دائماً أعمل ما هو مفروض ..
لم لا أعمل ما أريد هذه المرة ؟!
وفعلاً ..
لبست .. ما جعلها في قمة البراءة والأنوثة ..
وخرجت من غرفتها ..
بعد أن ارتدت ساعتها الفضية اللون الرقيقة ..
والبالطوا اللامع الأبيض في مهابة وأناقة ..
ونظارتها الطبية ..
كحلية البرواز ..
حتى تناسب عيناها الزرقاوان ..

وقبل أن تطفئ أنوار الغرفة ..
لمحت الدب يقف متفرجاً على طاولتها ..
وهو يحتضن القلب الجميل ..
بقبعته الناعمة ..

تأملت فيه قليلاً ..
وطارت بها الأفكار بعيداً جداً ..
ولكنها أقفلت الضوء ..
ومشت ..
ولكن عقلها لم يتوقف عن التفكير ..
وصلت إلى المستشفى ..
دخلت ..
ووضعت البطاقة على صدرها ..
ولكنها بعد خطوات قليلة ..
توقفت ..
أحست باحتقان رهيب في وجهها ..
كانت ندى هناك تقف مع فراس ..
وهما يتحدثان ..
وفي عيني ندى نظرة جذلة ..
تضحك .. وهي تدخل بعضاً من خصل شعرها في حجابها البرتقالي ..
وبينما يدها الثانية تمسك بعض التقارير وتحضنها ..
أما فراس ..
كان متكأً على الركن البعيد من طاولة الريسبشن ..
وهو يتكلم ..

أحاسيس مختلطة ..
كانت تمر بهمسة ..
ولا تدري ما تفكر ..
أحست بغضب شديد ..
وفي نفس الوقت حيرة ..
تجاهلتهما ..
وسارت نحو غرفتها ..
ولكن فراس لاحظها في الثانية الأخيرة ..
تابعها ببصره للحظات ..
وندى تتكلم معه بانفعال واضح رغم أنها تحاول ان تخفيه ..
فقال لها بلباقة منهياً حواره وإياها : المعذرة دكتورة ندى ..
لدي بعض الأمور المهمة ..
وذهب ليلحق وراء همسة ..
وتجاهل ندى ..
التي نظرت فيه من بعيد ..
وعرفت أنه يلحق وراء همسة .. بعد أن عرفتها من طرحتها السماوية ..
نظرت في قهر وقالت : ما الذي أتى بكِ الآن ؟
"همسة .. دكتورة همسة "
تجاهلت همسة نداءات فراس ..
ودخلت غرفتها ..
ولكن فراس دخل ورائها ..
نظرت فيه وهي تتصنع أنها لم تره وقالت :
أي خدمة ؟
فقال لها :
احم .. كيف حالك ؟
فقالت وهي تبحث في أوراقها عن أي شيء : الحمد لله ..
صمت فراس قليلاً .. وأحس أنه ضيف غير مرغوب به ..
ولكنه في نفس الوقت شعَر أنه يريد أن يبرر موقفه أمام همسة فقال :
لقد سألت الدكتورة ندى عنك ..
فجلست تتكلم معي ..
ثم ابتسم وقال :
أخبرتني أنك أنت التي أخذت ورقة الأسئلة بعد نهاية الاختبار ليستفيد منها طلاب السنة القادمة ..
كانت لا تزال مستمرة في بحثها ..
أما فراس .. فقد اغتاظ بحق ..
وأحس بأنه يتعطفها في حين أنه لم يخطأ ..
فقال وهو يغادر : أراك لاحقاً يا دكتورة ..
" فراس .."
نظر فراس إلى همسة التي نطقت باسمه دونما ألقاب ..
كانت قد ضعت كوعيها على المكتب .. وأمسكت رأسها وظلت تحدق في سطح المكتب برهة ثم نظرت إليه .. وقالت : المعذرة ..
أعصابي مرهقة قليلاً ..
I am sorry of being rude.
قال فراس بعد فترة من الصمت : هل هناك ما أستطيع أن أقدمه ؟
فقالت همسة وهي تومئ بالنفي :
لا .. فقط أحتاج إلى بعض الوقت وحدي حتى أهدأ ..
ابتسم لها فراس ابتسامة جذابة ..
لم تجد همسة بداً من أن تبتسم لها ..
وصغرت عيناها .. فبدت أجمل كثيراً ..
فقال فراس وهو يمشي مغادراً : سبحان الله ..
ابتسمت همسة في خجل ..
جلست تحادث نفسها :
"همسة .. لا بد لك أن تحددي ..
فراس .. أم ..
أم من ؟
وجدت عقلها يتوقف عندما وصلت إلى بشار ..
بشار ؟!
أيعقل أني أحب بشار ؟
لا غير ممكن ..
كيف أحب شخصاً ..
يستعذب مضايقتي ..
كيف أحب شخصاً ..
قد يموت ..... "
عندما وصلت إلى هذه الكلمة ..
انقبض قلبها بقوة ..
حتى أحست أنه يُعتصر ..
"لا .. لا أريده أن يموت ..
بشار يموت ..
لا مستحيل ..
إذا فأنا .........
لا .. غير ممكن .. "
أخذت تفكر بعمق شديد ..
حتى أنها أغمضت عيناها بقوة ..
وأخذت تمسك رأسها ..
مرت عليها لحظة سكون ..
ثم فتحتها ..
وجدت ندى أمامها ..
بقامتها القصيرة ..
ووجهها السهل الملامح ..
ابتسمت ابتسامة صفراء وقالت : لقد أضاءت المستشفى ..
افتقدناك اليومين الماضيين ..
نظرت فيها همسة بقوة وبنظرات نافذة .. ثم قالت :
كيف تجرؤين ...
قاطعتها ندى وهي تقول : همسة ..
إنك إلى ذلك اليوم لم تكوني واثقة من شعورك ..
قلتي لي .. لا أعرف .. دعيني أفكر ..
همسة .. إن لم تكوني تريدينه ..
فدعيه لي ..
نظرت فيها همسة بدهشة وقالت :
إن لم أكن أريده .. أدعه لك ؟
لست أفهم ..
كأنما أنت تتحدثين عن سيارة .. أو طريدة ..
قالت ندى : همسة .. لم تأخذين الأمور على هذا المحمل ؟
شخص .. يعجبك .. ولكنه ليس الإنسان الذي ترين فيه المواصفات الكاملة ..
دعيه لي ..
قالت همسة بلهجة حادة : ندى .. أأنت جادة فيما تقولين ؟؟؟
قالت ندى : والله جادة ..
فقالت همسة وهي غير مصدقة : الحمد لله على نعمة العقل ..
المهم أنه رجل وهذا يكفي ؟
لا أعرف ماذا تريدين منه !
هل تريدين أن يتزوجك ؟
هل تريدين أن تصادقيه ؟
ماذا تريدي منه بالتحديد ..
فقالت ندى : دعيك مني .. سأفكر فيما بعد ..
ولكن أهم شيء أنك لا تريديه صحيح ؟
قالت همسة حتى تنهي هذا الحوار السخيف :
لا .. لا أريده .. حلال عليك ..
ابتسمت ندى بفرح .. وخرجت من الغرفة ..
أما همسة فجلست تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
رجعت ندى مرة ثانية .. وعلى الرغم من أنها سمعت همسة .. ولكنها تجاهلتها .. وقالت :
نسيت أن أخبرك سبب مجيئي ..
الدكتور علي يريد رؤيتك ..
"سوف تنتقل حالة المريض في غرفة 246 إلى الدكتور أسامة آصف "..
نظرت همسة إلى الدكتور علي وهمت بأن تقول شيئاً .. ولكن الدكتور علي قال :
هناك حالات أخرى ..
أنا مهتم بأن تتعلمي منها بعض التقنيات المستخدمة ..
وعلى الرغم من أني غير مقتنع بعملك في اليومين الأخيرة ..
إلا أن التقرير الذي كتبته المرة الماضية
كان رائعاً ومفصلاً ..
أريد أن أرى الدكتورة همسة التي كانت في السابق ..
كان الدكتور علي .. طبيباً بمعنى ما تعنيه الكلمة من معنى ..
أهم شيء في حياته العمل ..
تستطيع أن تضمن أنه سيبذل ما في وسعه من أجل حياتك ..
وأنه سوف يعمل بكل أمانة ..
وعلى الرغم من صرخة حبيسة في صدر همسة إلا أنها تظاهرت بلا شيء ..
وتقبلت الأمر وسلمت به ..
الساعة .. تمر واحدة تلو الأخرى ..
همسة استلمت في يديها حوالي 4 حالات جديدة ..
كلها اشتباه أورام سرطانية ..
عملت جهدها ..
بل أوغلت نفسها في العمل حتى لا تفكر ..
إلا أنها كانت كثيراً ما يأخذها قلبها إلى أماكن كثيرة ..
ويأخذها عقلها .. وتتذكر قصة مايا وبشار ..
ترى ما الذي حصل لها ..
إن كانت حية فأين هي الآن ؟
كانت في غرفتها وهي تفكر هذه الأفكار ..
فتحت درجها لتأخذ منه قلماً لتوقع به على تقارير نهاية اليوم ..
وجدت وردة حمراء كعادتها ..
في رقتها ..
وفي جمالها ..
أمسكتها ..
وأخذت تداعب وريقاتها ..
وتمرر أصابعها الناعمة عليها ..
خرجت همسة من غرفتها ..
كانت الساعة السابعة مساءً ..
دوام الطبيب ..
غير مرهون بوقت معين ..
خصوصاً إذ ما كان طبيباً يريد أن يتعلم ..
قد يبيت في المستشفى لأيام متواصلة ..
ويمضي في التعلم ما يقارب 16 ساعة في اليوم ..
وربما أكثر ..
وهو أمر قد لا يصدقه البعض ولكنه حقيقة ..
وبينما هي تمشي ..
مرت بغرفة بشار ..
فكرت قليلاً ..
أأدخل ؟ أم ؟
ولكنه كان البارحة فظاً ..
حسناً ..
سأدخل فقط للحظات .. لأطمأن عليه ..
لقد كان مريضي ..
دخلت همسة عليه بعد أن طرقت الباب ..
وعندما شاهدها قال : أهلا همسة ..
أين كنت ؟
لقد قلت بأنها كرهتني ..
ههههههههههههه
ابتسمت همسة بهدوء ..
فقال :
أم لأن الدكتور أسامة قد تولى حالتي ؟
نظرت له وقالت : هل تعرف عن هذا ؟
قال لها متجاهلا سؤالها :
ماذا قال لك رئيس الوحدة ..
أظنه الدكتور علي صحيح ؟
لقد قابلته مرة ..
قالت : قال لأنه يريد أن يطلعني عن حالات أخرى حتى أستفيد منها ..
ضحك بشار .. ثم قال : أنا أفضل حالة سوف تستفيدين منها .. صدقيني ..
قالت له : كيف ؟
قال لها : سترين قريباً ..
المهم ..

ثم نظر لها بتخابث وقال :
ألا تريدين أن أكمل لك القصة؟

نظرت فيه همسة وأظهرت لا مبالاتها وهي تقول :
عادي ..
فقال بشار وهو يضحك : تعجبني ثقتك بنفسك ..
ولكن يعجبني أكثر .. دلالك كأنثى ..
أحست همسة أن الدماء تندفع في أوداجها ..
حاولت أن تتدارك نفسها وهي تقول مغيرة للموضوع :
لقد أنهيت دوامي ..
وكنت ذاهبة إلى المنزل ..
فقال بشار وكأنما لديه كل الحلول لكل المشاكل :
ألا ينفع أن تكوني هنا على أنك زائرة ..
أم الطبيبة ممنوع عليها الزيارة ؟!
فقالت : ولكن ..
فقال : أهم شيء .. أن تدعوني إلى ساندويتش مثل البارحة ..
ساندويتش دجاج بالمايونيز والجزر ..
لذيذ والله ..
ابتسمت همسة وقالت : على شرط ..
أن تخبرني كل شيء ..
حتى النهاية ..
نظر فيها بشار وضاقت حدقته وهو يقول :
هل أنت متأكدة؟
سوف تطول جلستنا ..
فقالت : مستعدة حتى الصباح ..
حتى لو اضطررت أن آخذ إجازة في الغد ..
فقال بشار وهو يرفع حاجبه :
يا الله إلى هذا الحد ..
فابتسمت همسة ..
فقال : إذا عليك بمؤنه كالبارحة .. حتى تكفي ..
وأيضاً لا تنسي سنكرس .. لأني أحبه كثيرااااااً..
ابتسمت همسة ..
جلست همسة .. وفي يديها ساندويتش ..
لم تستطع أن تتناول غدائها مع زحمة العمل اليوم ..
أما بشار .. وضع أمامه ساندويتشه وقال :
هل تريدين أن تسمعي أروع قصة حب ..
وأكثر لحظات الدنيا رومانسية ؟
قالت همسة : بالتأكيد ..
فقال لها : اسمعي إذا ..
وعاد بذاكرته إلى الوراء ..
........................................................ يتبـــــع
ياحوبني لي وانا أحمسكم ...
وأشد أعصابكم ...queen
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالخميس يوليو 12, 2007 10:46 pm

........................... تــــــــــــــــــابع




"بشار .. بشار .. استيقظ .. "
استيقظ بشار على صوت ناعم أشبه بقيثارة تهمس له برفق ..
كان أول ما وقعت عليه عيناه وجه مايا الجميل المحيا ..
كانت واقفة فوقه ..
والفانوس الباهت ينبعث من وراء رأسها ..
كنت شفتيها كحبة كرز كبيرة .. تنتظر أن يقطفها أحد ما ..
وكانت نضارتها تبعث الندى في الروح المتيبسة ..
ابتسمت في وجه بشار وقالت :
صلاة الصبح .. أليس كذلك ؟
نهض بشار من مكانه وجلس في فراشه الأرضي ..
ثم تطلع لها ..
كانت ناعمة بحق ..
في لباسها الناعم والبسيط ..
ثوب من الستان المزين ببعض النقوش اليابانية الرفيعة ..
كانت تجلس وتضع يديها على فخذيها ..
أخذ بشار يتأمل في هذا الجمال لحظة ..
ثم قال لمايا : آسف جعلتك توقظينني في هذه الساعة ..
فقالت وهي تومئ :
لا عليك ..
لقد بقيت أتأملك قليلاً ..
نظر لها بشار ..
فاحمرت وجناتها .. بروعة ..
وأصبحت أكثر جمالاً ..
قام بشار وتوضأ ..
ثم قام وصلى ..
ودعا الله في سجوده كثيراً ..
وعندما انتهى من صلاته ..
كانت مايا جالسة تتأمله ..
قالت : جميلة هي صلاتكم ..
ماذا تقولون فيها ؟
قال بشار : نقرأ فيها القرآن ..
قالت : وما هو القرآن ..
قال : كلام الله .. أنزله من فوق سبع سماوات ..
صمتت همسة قليلاً ثم قالت :
مثل ماذا ؟
قال : أتريدين أن أقرأ قليلاً ؟
قالت وهي مبتسمة برقة بالغة :
بالتأكيد ..
قال : حسناً ..
وأخذ يفكر فيما يقرأ لها ..
أخذ يفكر من بين الآيات ..
حتى جاءت في باله آيات من سورة الرحمن ..
فأخذ يرتل بصوت عذب جميل وهو يقول :
للاستماع
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
( الرحمن .. علم القرآن .. خلق الإنسان علمه البيان .. الشمس والقمر بحسبان .. والنجم والشجر يسجدان .. والسماء رفعها ووضع الميزان .. ألا تطغوا في الميزان .. وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان .. والأرض وضعها للأنام .. فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام .. والحب ذو العصف والريحان .. فبأي آلاء ربكما تكذبان )

صمت بشار .. وفتح عينيه ..
وجد مايا وهي متأثرة ..
نظر لها فقالت : ما هذا الكلام ؟
قال لها : هذا كلام الله ..
قالت : ماذا يعني ؟
قالت : إنه يتحدث عن نفسه بأنه الإله الرحمن .. يرحم جميع الناس .. وأنه علم القرآن الذي هو كتابه ..
فقاطعته همسة وهي تقول :
كان جميلاً جداً ..
أحسست براحة كبيرة ..
لا أدري من أين ..
أحسست أن الكلمات تدخل روحي فتحملني إلى هنالك البعيد ..
على الرغم من أني لم أفهم شيئاً ..
أكاد أقسم على هذا ..
ابتسم بشار وقال : هذا لا يدهشني ..
إنه كلام الله ..

نهضت مايا وهي تنظر في ساعتها وقالت :
مر الوقت سريعاً ..
لا بد أن أذهب لأوقظ أبي ..
فقال بشار : إلى أين سيذهب ..
نظرت فيه وهي تمشي باتجاه الباب وقالت : إلى الحقل ..
إننا نزرع القمح ..
وخرجت ..
وبعد ربع ساعة ..
كان ضوء الشمس قد آذن بالدخول ..
وبدأ يغمر الدنيا بشيء من التجديد ..
إحساس جميل ذلك الذي ينتابك في الصباح ..
تحس أنه ينفض الكسل عنك في روعة ..
وصوت العصافير وهي تقف فوق شجرة التفاح وتغني ..
إحساس بهيج لطبيعة سبحان الذي أبدعها ..
كان ساندو ووالد مايا كلهم قد استيقظوا ..
وحملوا أغراضهم .. متجهين إلى الحقل ..
وبعد قليل ..
ارتدت مايا ملابس رثة قليلاً ..
وجاءت إلى والدها .. فقال :
حبيبيتي لا .. ابقي أنت هنا ..
فقالت مايا : أنسيت يا أبي أني تربيت في هذا البيت ؟
صحيح أني كنت في المدينة لفترة ..
ولكني ابنة هذه القرية الصغيرة ..
ضحك الأب وهو يلوك في فمه عوداً طويلاً ..
نظر لساندو الذي ابتسم أيضاً هو الآخر ..
وهموا بالذهاب ..
ولكن بشار وقف وقال : لحظة ..
لن تتركوني وحدي أنا هنا ..
فقال الأب وهو يرقبه بنظرات غريبة :
وماذا تعرف أنت في أعمال الحقل ؟
قال بشار بابتسامة : سأريك ما أعرف ..
خرجت الأم من المنزل وهي تحمل في يديها أربع ربطات ..
في كل منها علبة غداء ..
وقالت : بالسلامة .. ووقفت عند الباب حتى تودعهم ..
وكأنما نغمة يابانية شهيرة جداً ..
في قمة الجمال تعزف لحنها ..

كان الحقل بعيداً بحوالي نصف ساعة من المشي في وسط الغابة البديعة ..
كان بشار .. يحس أنه في عالم خيالي ..
ويحس بمتعة لا يحس بها كثيراً والد مايا ولا أخوها ..
أما مايا فأخذت تنظر في الأشجار وكأنها تسترجع الماضي ..
شاهد بشار زهور الكاميليا ..
فأخذ بعضاً منها ..
ثم جاء عند مايا وقال لها لحظة :
ثم وضع زهرة على أذنها ..
كانت فاتنة عليها ..
ابتسمت مايا في حياء ..
ونظر الأب نظرة شزراء لبشار ولكنه تظاهر بعد الاهتمام ..

وصلوا إلى الحقل ..
كان صغيراً ..
وبدأ أونيزكا بالعمل هو وابنه ..
( أونيزكا هو اسم والد مايا )
أما مايا ..
فأخذت سلة من الخوص ..
وراحت تنثر الحبوب بيديها ..
أخذ بشار يتأملها وهو يكاد يتيه فيها جمالاً ..
بزهرة الكاميليا فوق رأسها ..
والابتسامة التي ما تفارق وجهها ..
وكأنما تنثر السحر فوق الأرض ..
وكأنما هي حين تدوس الأرض بقدميها في الطين ..
تصبح الأرض من تحتها تبرا مطحوناً ..
والشمس تشرق من عندها .. كأنما تنير العالم بضياء روحها ..
"باشاااااااااار "
نظر بشار إلى أونيزكا الذي كان ينظر إليه ويضع يده في وسطه .. وبساعده الآخر بمسح عرقة وهو يقول : أرني ماذا تعرف ..
فقال بشار : بالتأكيد ..
ثم ذهب إلى ساندو وأخذ منه المعول ..
ورفع يده عاليا كما يفعل أونيزكا ..
وألقى به في الأرض ..
ولكنه لم يحسب توازنه ..
فسقط على الأرض ..
فضحك عليه أونيزكا ..
وضحكت مايا وهي تخفي ضحكتها بيديها الجميلتين ..
حتى بشار ضحك على نفسه ..
لم يكن بشار يعرف شيئاً عن الزراعة ..
ولكنه كان يريد أن يكون بجوار مايا ..

وعندما اشتد الحر ..
قال أونيزكا لمايا :
ما رأيك أن تذهبي إلى المنزل ؟
لقد اشتدت الشمس .. لم يبق الكثير من العمل هنا ..
اذهبي مع هذا الذي لا يعرف شيئاً ..
وضحك بسخرية ..
فقال بشار وهو يرد عليه : بلى أجيد الحصاد ..
فقال الأب وهو يمزح : سنخسر الأرض كلها لو عملت فيها ..
كان الأب قد بدأ يتعود على بشار ..
وكما قالت أم مايا : سوف ينسى ..
إنه إنسان على سجيته ..
إنسان الريف .. ما في قلبه على لسانه ..
بساطة .. دونما تعقيدات ..
بلانفاق أو حتى تملق ..

مشى بشار مع مايا ..
في الغابة ..
وهو يحس بنشوة بلا حدود ..
حتى وصلا منتصف الطريق
توقف وقال لها : مايا ..
نظرت فيه مايا مستفهمة ببراءة ..
قال لها :
أحبك ..
نظرت له مايا وحدقت فيه .. ثم خجلت .. وصارت تجري ..
وصار بشار يلاحقها ..
وهي تجري وتضحك ..
وصارت تختبئ خلف بعض الأشجار ..
وصار بشار يبحث ..
وعندما يجدها .. يلمسها بطرف إصبعه في أنفها ويقول لها : وجدتك ..
وهي تختبئ من جديد ..
إن أجمل الألعاب ..
هي تلك التي تمتليء بالطفولة ..
بالبراءة ..
بالطهر ..
وفي النهاية ..
أمسك يدها ..
وراح يسير معها ..
ثم نظر في عينيها ..
فأشاحت بوجهها ..
فمد يدها إلى شفتيه وقبلها ..
فسحبت يدها بسرعة في خجل ..
ووضعت طرف بنانها بين أسنانها ..
فابتسم بشار ..

وصلوا إلى المنزل .. وابتسامة عذبة تعلو المحيا ..
وبسمة صادقة من القلب تغمر الفؤاد ..
إحساس لم يحس بشار بمثله قبلاً
وقبل أن يدخلوا من بوابة المنزل ..
وقف بشار على طرف النهر ..
وأخذ يتأمل فيه ..
جاءت مايا وبقيت بجواره ثم قالت : فيم تفكر ؟
نظر لها بابتسامة خبيثة وقال في هذا : ثم سحب يدها وبقوة ..
تشششششششششششششششششش
سقطا في الماء ..
أخذت مايا تضحك ..
كان النهر ضحلاً ..
وكانت مياهه تصل إلى وسطيهما ..
وصار بشار يرشقها بالماء ..
وهي بيديها تبعد الماء البارد عنها ..
وصارا يجريان وراء بعضهما ..
حتى وصلت مايا إلى صخرة واختبأت خلفها ..

ثم توقف بشار وهو يتأملها ..

بلونها الأبيض النقي العذب ..
وكأنما هذا اللون يعكس روحها الطيبة ..
وكأنما هذا اللون يجعل منها ورقة بيضاء ..
لا تحمل خطوطاً سوداء ..
تحمل الصفاء والشفافية والعذوبة ..
وشعرها الأسود الفاحم الذي
التصق بوجهها وجبهتها ..
وصارت تزيحه بيديها لتضعه وراء أذنها ..
وابتسامتها التي تحيي القلب اللئيم وتبعث الحب في أوصاله ..
وأصابعها التي من فرط نعومتها ..
يكاد يخشن منها الحرير ..
ويقسو في يدها الورد ..
تلك اللدانة في يديها .. التي ما إن مست الصخر حتى غاصت راحتها فيه ..
كم هي عذبة ..
إنه ليكاد يحس بأريج هالتها الناعمة ..
تجعل النهر سكراً .. وشراب ورد يروى الظمآنين ..
اقترب منها بشار ..
مد يده لها ..
فوضعت أصابعها في يديه ..
فأخذها ..
وصار يراقصها ..
ويدور معها بقوة ..
وهو يمسك يدها في قوة ..
حتى لا تفلت منه ..
وهي صارت تغمض يدها .. وتضحك وهي تصرخ ..
حتى سقطت في النهاية ..
فاحتضنها بشار ..
ونظر في عينيها ..
ولأول مرة بهذا القرب الشديد ..
وأحس أنه فيهما يسافر بعيداً ..
هناك ما وراء النجوم ..
ما بعد مجرة درب التبانة ..
أحس أنه وحده وهي في هذا الكون ..
كم هي عذبة ..
كم هي فاتنة ..
كم هي جميلة بحقققققققققق ..
وهنا أشاحت مايا بخجل ..
وأفلتت من بين يديه ..
ونهضت ..
وخرجت من النهر ..
وخرج وراءها بشار ..


ومرت أيام بعد أن بدأ بشار بالعلاج ..
حقنة كل يومين في الوريد ..

وكعادة مايا ..
كانت في حالة من نشوة الفؤاد ..
حين قرأ لها بشار القرآن ..
ولكنها ذات مرة قالت فجأة :
بشار ..
أريد أن أصبح مسلمة ..
نظر فيها بشار بدهشة كمن صب على رأسه دلواً من ماء مثلج ..
ولكنه قال لها في حذر :
هل .. أنت متأكدة ؟
فقالت : نعم ..
ابتسم بشار من قلبه ..
ورقص قلبه جذلاً ..
وقال : الحمد لله
فردت مايا وراءه بعد أن صارت تفهم بعضاً من التعابير الدينية : الهمد لله ..
ضحك بشار عليها ..
فضربت مايا بلطف ودلال وهي تقلب شفاهها .. بحركة طفولية بريئة ..


وبعدها بأسبوع ..
أسلمت عائلة السيد أونيزكا كلها ..
بعد أن اقتنعت بالإسلام ..
ولكن ليس كمايا ..
فأونيزكا وساندو أعجبهما ..
قدسية الصلاة ..
والرهبة التي كانا يحسانها حين كان يصلي بشار أمامهما ..

دين الإسلام ..
دين فطرة ..
يكفي أن يكون القلب صافياً حتى تعتنقه دون مشكلة ..


مضت أيام على إسلام العائلة ..
وبشار كل يوم يعلمهم شيئاً فشيئاً ..
والغريب أن بشار لم يحس بروعة الدين ..
إلا عندما بدأ يبحث فيه هو بنفسه ..
حتى يجيب على أسئلة ساندو أحياناً ..
وصار يقرأ كثيراً ..
حتى يستطيع أن يعلمهم ..
كان سعيداً بهذا الشيء في حياته ..
وفي كل مرة يحس أنه يرتقي نحو الله خطوة أخرى ..
كان يحس بفرحة لا حدود لها ..



إلى أن أتى ذلك اليوم ..
كان بشار قد توصل إلى قراره الأخير ..
عقد عزمه ..
وقرر ..
كان لابد أن يتخذ هذا القرار ..
كان الليل قد أرخى سدوله ..
وكانت مايا وأهلها على وشك النوم ..
ولكنه طرق الباب بلطف ..
دخل بشار ..
وجلس ..
ونظر في العائلة ..
التي ظلت تحدق فيه ..
وطال الصمت ..
حتى بلغ 3 دقائق كاملة ..
قال ساندو : باشااار .. هل هناك شيء؟
جمع بشار أنفاسه ..
حدق في الجميع ..
أحس أن قلبه يكاد لا يحتمل ضرباته ..
جمع رباط جأشه من جديد وقال :
أريد أن أتقدم لأتزوج مايا ..
ونظر في مايا ..
التي علتها دهشة شديدة جداً ..
ثم أغمضت عيناها في ألم لوهلة صمت فيها الكل ..
وفي لحظة اهتزت عينها ..
وتلألأ على خط رموشها بريق خفيف ..
وسالت منها دمعة بلورية خالصة ..
مسحتها بسرعة ..
ثم جرت بسرعة وخرجت من الباب ..



نعم ..
ذلك الذي كنتم تخافون منه سيحصل ..

سأتوقف هنا ..
ترى ما الذي حصل بعد ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

..............................
ها شرايكم بهالجزء ...
كــــــــــــله مشاعر جياشه ..
ياحوبني لها همسة لا جت تكابر ... ( أحسها أنــــا )queen
اش تتوقعون بيصير ..؟!!
بترفض ولا توافق ؟!!
يلا أستودعكم الله الى الجزء التــــاسع ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
LooL@h
مشرفه قسم اسلاميات
مشرفه قسم اسلاميات
LooL@h


انثى عدد الرسائل : 989
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالخميس يوليو 12, 2007 11:45 pm

لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااEvil or Very Mad
ابي اعرف ابي اعرف التكمله بسررررررررررررررررررررررررررعه
ليه يالدووووبا كذااا ..ليه تشوقينـــــــــــــي كذا ليه..
يلا بلـــــــــــــــــــــــــيز لاتطولين بليزSad
ابي اعرف شصار ..
بس فرحت يوم اسلمت العائله..
يلا يادووبتي لاتطولين بليز
ويسلمو بتعبج معاي..
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
LooL@h
مشرفه قسم اسلاميات
مشرفه قسم اسلاميات
LooL@h


انثى عدد الرسائل : 989
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالإثنين يوليو 16, 2007 5:03 am

دوبـــــــــا..بسألج ..
متى ناويه ان شالله تنزلين الجزء التاسع..يلااااا صرت اتخيلهم بكل مكان واحس اني ابي اكملها
اتمنى انج اليوم تنزلينــــــها ..ولاتطولين علي دوووبتي ..
تحياتي لج ولاختيارج لهالقصه المشووووقه..
بس يلا عطيتج وجه كملي الاجزاء بسرعهTwisted Evil لاتطوليييين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sfeer al7ob
مشرف البرامج والانترنت
مشرف البرامج والانترنت
sfeer al7ob


ذكر عدد الرسائل : 1259
تاريخ التسجيل : 15/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالإثنين يوليو 16, 2007 5:05 am

مرااااااااااااااحب خيتووو DooBa
ممكن طلب صغير أوي
ياليت تنزلين تكملت الروايا ،، والله تراني قافله معاي من هالشركة وودي أونس نفسي وأغير جو
أرجو تنفيذ طلبي <<<< امسحي دمعة هذا المسكينSad
تحيااااااتي وتقدير
أخوك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالإثنين يوليو 16, 2007 9:24 am

اقتباس :
دوبـــــــــا..بسألج ..

متى ناويه ان شالله تنزلين الجزء التاسع..يلااااا صرت اتخيلهم بكل مكان واحس اني ابي اكملها

اتمنى انج اليوم تنزلينــــــها ..ولاتطولين علي دوووبتي ..

تحياتي لج ولاختيارج لهالقصه المشووووقه..

بس يلا عطيتج وجه كملي الاجزاء بسرعهTwisted Evil لاتطوليييين

لوووووووووووووول يعني بالأول زينه وبالأخير جبتي العيد .. Very Happy
لعيونك يالوله انزل التاسع الحين ..

اقتباس :
ممكن طلب صغير أوي


ياليت تنزلين تكملت الروايا ،، والله تراني قافله معاي من هالشركة وودي أونس نفسي وأغير جو


يؤيؤيؤ بس ..
اي أكيد ان شالله ..
هذا واجبي ..Very Happy
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالإثنين يوليو 16, 2007 10:38 am

اممممممممممممممممم
وش اوصف لكم هذا الجزء ..
قمة .. ويحزن Sad
الكاتب فيها أجاد الوصف بتعبير في غاية الروعه ..
للأسف ياسفير شكلي مابمسح دموعك .. شكلي بزيدها عليك Very Happy
وقتاً ممتعاً ..

أحس أن قلبه يكاد لا يحتمل ضرباته ..
جمع جأشه من جديد وقال :
أريد أن أتقدم لأتزوج مايا ..
ونظر في مايا ..
التي علتها دهشة شديدة جداً ..
ثم أغمضت عيناها في ألم لوهلة صمت فيها الكل ..
وفي لحظة اهتزت عينها ..
وتلألأ على خط رموشها بريق خفيف ..
وسالت منها دمعة بلورية خالصة ..
مسحتها بسرعة ..
ثم جرت بسرعة وخرجت من الباب ..
الجزء التــــــــاسع ......

حدق الجميع في دهشة إلى مايا التي خرجت من الغرفة ..
ودموعها سلسال على خدها ..
وخيم على الجميع صمت لثواني ..
ثم قام بشار ..
ونظرات الكل تراقبه في صمت ..
خرج من الغرفة ..
وجد مايا بجوار شجرة التفاح ..
وخلف ظهرها ينساب شعرها .. ويتطاير مع لمسة الريح ..
كان الليل في حلكته ..
والقمر بادياً وقد اقترب من كماله ..
يشع كألف ألف مصباح ..
في مهابة وعظم ..
حتى لكأنه يغطى ربع الأفق ..
اقترب بهدوء من مايا ..
وضع يده على كتفها ..
التفتت له ..
كانت عيناها تقطر دمعاً ..
ووجها قد احمر ..
ابتسم لها ..
فأسندت جنبها إلى الشجرة ..
ثم نظرت في الأرض .. وقالت :
لا شيء في هذه الدنيا يسعدني يا بشار ..
أكثر من أن أتزوجك ..
ولكني لا أقدر ..
أحس بشار في قلبه بالهم ..
قال :
لماذا يا مايا ؟
قالت وهي تسحب أنفاسها المتهدجة :
بشار .. إنها أيام وأموت ..
نظر لها في ألم وقال :
ومن قال بأنك ستموتين يا حبيبيتي ؟
قالت : بشار ..
لم أكن أود أن أقول لك هذا ..
ولكن ..
ثم اختلط صوتها بالدموع ولم تستطع أن تكمل ..
فقال لها :
ولكن ماذا ؟
صمتت للحظات ثم جمعت أنفاسها وقالت :
لقد قابلني الدكتور ميان ..
في نفس اليوم الذي أخبرتني عن الدواء الجديد .. بعدما ذهبت ..
وقال لي .. بأن هذا العلاج ..
ناقص .. عقار غير مكتمل ..
لا ينفع في وقته الراهن في علاج الناس ..
يحتاج على الأقل إلى ثلاث سنوات أخرى من الأبحاث ..

بشار لم يصدق ما يسمع :
ميان .. العقار غير مكتمل !
ما الذي تقوله مايا ؟!
أحس أن في عقله أفكاراً متضاربة ..
فقال لها وهو يحاول أن يربط المواضيع ببعضها:
إذن كيف قبلت بأن أعالجك ؟
نظرت له وقالت بدموع :
ألا تفهم ..
إني أحبك ..
ثم صارت تبكي ..
وسقطت في أحضان بشار ..
وأخذ جسدها يهتز وهي تشهق ..
ووقف بشار مدهوشاً مذهولاً ..
لا يعرف كيف يتصرف ..
إلا أنه جمعها في صدره ..
فصارت تقول .. بصوت متقطع من وسط البكاء:
لا أستطيع أن أجعلك تفقد الثقة في نفسك ..
كنت أحس الرغبة في عينيك في إنقاذي ..
لم أستطع أن أمنعك ..
حتى لو كان الثمن حياتي ..
على الأقل سأموت في يد إنسان أحبه ..

بشار لم يتحمل:
لقد ضحت مايا بحياتها ..
وجعلت نفسها دمية للتجارب ..
من أجل غروري ..
من أجل نزواتي ..
صارت دموع من عينيه تمضي في طريقها ..
وتصنع جدولاً .. انصب على رأس مايا ..
رفعت مايا رأسها ورأت الدموع في عينيه ..
فظهر على محياها الطيب الألم وهي تقول :
أرجوك يا بشار لا تبكي ..
أرجوك من أجلي ..
ثم صارت تمسح دموعه من تحت جفنيه ..
ولكن دموع بشار كانت تتساقط دونما صوت ..
أحس أنه لا يستطيع أن يتكلم كلمة واحدة ..
أحس في حلقه غصة كبيرة ..
كلما مسحت مايا دمعة .. نزلت أخرى ..
لم تعرف مايا ما تقول ..
إلا أنها ألقت برأسها في حضنه ..
أحس أنه لا يستطيع أن يقدم لها شيئاً ..
وأنه سيكون السبب في موت أغلى إنسانة في حياته ..
فلم يستطع إلا أن يزيد في احتضانها ..
تمنى لو استطاع أن يحميها من العالم كله ..
تمنى لو يكون السرطان به وليس بها ..
تمنى أن يموت ألف مرة على أن تموت هي بين يديه ..

وبعد لحظات ..
هدأت مايا ..
ثم نظرت في بشار ..
وقالت : إني موافقة ..
نظر بشار لها وكأنما لم يترجم صوتها في منطقة السمع لديه ..
وقبل أن يدرك ما سمعه لتوه من مايا ..
قالت هي :
على ثلاثة شروط ؟
توقف للحظة ..
حتى أدرك ما سمعه ثم قال :
ما هي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قالت :
الأول : أن تستمر في علاجي وحتى آخر قطرة من الدواء .. فأنا أثق بك أكثر من أي شخص آخر في هذه الدنيا ..
فنظر لها وقد التصق حاجباه ببعضهما وقال :
لكني أظـ ..
قاطعته وقالت :
الثاني : بعد أن أشفى .. أريد أن أزور مكة ..
نظر لها وأحس بالدموع مرة أخرى تتجمع في عينيه ثم قال : والثالث ..
قالت : ألا تذرف دمعة واحدة مهما كانت الأسباب ..
حتى لو ....
قاطعها هذه المرة بشار وهو يحتضنها بقوة قائلاً :
لا تقوليها ..
ونزل ما تجمع في عينيه من دموع ..
أحست مايا أنه لم يقاوم دموعه .. ولكنها قالت :
هذا أول شرط تنقضه ..
فأبعدها بشار عن يديه وقال وهو يبتسم ماسحاً دموعه وسط عيون محمرة من ألم البكاء:
أعدك .. وعد شرف ..
لك ما تريدين ..
ابتسمت فيه .. وشعت بريقاً ..
عندما وصل بشار إلى هذه النقطة ..
ازدادت ضربات قلب همسة ..
ثم أحست أنها تسقط في بئر عميقة ..
ثم قالت بصوت مكتوم أشبه ما يكون بالفحيح :
وهل .. تزوجتها ؟
نظر فيها وقال : ماذا تقولين ؟
لم أسمعك .. كأنما صوتك .. صوت دراكولا ..
تنحنحت همسة وكحت ..
ثم قالت مظاهرة عدم الاهتمام ..
وقلبها يكاد من شدة ضرباته ..
أن يمزق بالطو المستشفى : هل تزوجتها ؟
نظر لها وابتسم وقال :
نعم
فهوى قلب همسة في الأرض ..
وأحست أنها يكاد يغمى عليها ..
ولكن بشار تابع وكأنما لم ينتبه لتغير لون همسة الظاهر :
كانت تلك الليلة .. واحدة من أرو..
قاطعته همسة وهي تقول :
لا تبدأ في الوصف ..
ما الذي حدث بعد الزواج ؟
صمت بشار وهو يتطلع فيها ثم قال :
صدقيني إنك لم تسمعي عن الزواج الياباني ..
إنه رائع ..
لقد كان هناك تنين راقص ..
وأشعلوا المشاعل ...
قاطعته همسة بعصبية وهي تقول :
أوووه ..
قلت لك لا أحب ما يتعلق بهذه الأمور ..
صمت بشار لبرهة .. وأحس في قلبه بألم لتجاهلها لأمر يعنيه كثيراً..
فقال : حسناً ..
ثم صمت قليلاً وهو يحس بحرقة قي الصدر ..
انتبهت همسة لما فعلت..
فقالت :
آسفة .. لم أكن أقصد ..
فقال بشار وهو يتنهد : لا عليك ..
لم تعرف همسة كيف تتصرف ..
فقالت محاولة أن تغير مجرى الحديث :
أأحضر لك كوباً من الماء ؟
فقال لها : أجل لو سمحتي ..
خرجت همسة .. وقالت في نفسها :
سحقاً .. كنت غبية ..
وبينما هي تمشي حتى تصل إلى ذلك البراد الحديدي ..
كانت تفكر في نفسها : إذن هو متزوج !
أحست بخيبة أمل كبيرة ..
وأحست بأنها بَنت بعض الأحلام والآمال في غير محلها ..
لم تستطع أن تطيل في أفكارها كثيراً ..
فقد كانت تدخل غرفة بشار ..
وعندما شاهدها قال لها بابتسامة ساخرة :
أنا لا أعلم ..
لم لا تغيري النظارة؟
كم مرة قلت لك أنها لا تليق بك ..
تلك النظارة أم خمسة ريال ..
ابتسمت همسة في نفسها :
نعم .. لقد احتاج بشار إلى هذه الدقائق حتى يتعافى من إحساس جرحٍ في الصميم ..
فقالت وكأنما صارت تجاريه في هذا الأمر :
اشتري لي واحدة إذاً .. لا أملك المال الكافي ..
ضحك بشار وقال : عجيب والله ..
متى تعلمت الرد ؟
فقالت : إنها بركاتك يا معلمي ..
ابتسم بشار لوهلة .. وتطلع فيها ..
ولثانيتين ..
نظرت له همسة ..
وصارت تبحر في عينيه ..
صارت تسافر هنالك في البعيد ..
أبعد من مجرتها ..
ولكنها أشاحت في اللحظة الأخيرة ..
وتظاهرت أنها تبحث عن قارورة العصير الذي كانت تشربه ثم قال وهي تغمض عينيها الزرقاوين وتفتحها :
ماذا حدث في علاجها ؟
توقفت نظرة بشار .. ثم بدأ يكمل حديثه :
أصبحت مهمة بشار أكثر صعوبة ..
وصار أكثر اهتماماً ..
لم يكن لديه أي وقت لغير العمل ..
العمل وفقط ..
لأجل من يحب ..
سيصنع الأعاجيب ..
كان يقرأ في كتبه كثيراً ..
بل نزل إلى طوكيو وأوساكا أكثر من مرة حتى يشتري بعض الكتب الباهظة الثمن للغاية ..
وصار يقرأ كثيراً ..
حتى أن مايا قالت له مرة :
ألا تريد أن تجلس لتتكلم معي ؟
مضى يوم كامل لم نتحادث فيه إلا وقت الغداء ..
الذي تأكله أنت على عجل ..
احتضنها بين يديه وقال : سامحيني يا حبيبيتي ..
كل هذا والله من أجلك ..
ابتسمت مايا وهي تقول :
كم أتمنى أن أبقى في هذا الحضن إلى نهاية الدنيا ..
قبل رأسها في حنان وقال :
إن شاء الله ..
نظرت فيه مايا وهي تبتسم وقال بلغة عربية ركيكة :
ربنا يوفكااك ..
ضحك بشار من قلبه ..
فنظرت فيه بغضب طفولي وقال:
لا تسخر مني ..
فاستمر بشار في الضحك ..
حتى صارت مايا تضحك بطيبة ..
ومر شهرين ..
ولكن حالة مايا بدأت تتدهور ..
وأحس بشار بالقلق ..
أحس أن هناك مشكلة ..
ضاعف وقت عمله ..
وصار لا ينام كثيراً ..
وذات يوم رمى القلم على الأوراق وتنهد .. وقال :
ما هذا الصداع ؟
ثم زفر بقوة كأنما يريد أن يخرج الدنيا من عليه ..
ثم خرج من الغرفة إلى الغرفة المجاورة ..
كانت مايا تنام هناك ..
وكانت أمها بجوارها ..
وهي تضع الكمادات على رأسها ..
وكانت مايا بعد الزواج قد مهدت لأهلها بمرضها .. بالتدريج ..
حتى عرفوا أنها مصابة بالسرطان ..
وأن بشار هنا لعلاجها منه ..
كانت حرارتها مرتفعة ..
فقال بشار : كيف حالها الآن ؟
التفتت له الأم وقالت وهي تحس بالحزن :
لم تتغير يا بني ..
ثم قالت وهي تستعطفه : لم لا تنقلها إلى المستشفى ؟
نظر لها بتردد ..
أحس أنه من الواجب ألا يستمر في لعبة المكابرة هذه ..
العقار يبدو أنه فاشل !
أحس أنه يريد أن يمزق نفسه ..
ولكنه سمع صوت مايا تقول في وهن :
لا يا بشار ..
لن يعالجني غيرك ..
أنت وعدتني ..
لا بد أن توفي بوعدك ..
اقترب بشار منها ..
وصار يربت على شعرها الناعم ..
ويمرر يديه على جبينها المحموم ..
وهو يقول : ولكن يا مايا العـ ..
قاطعته وهي تكح .. ثم قالت : أنت وعدتني ..
أرجوك .. لا تخلف في وعدك ..
احتضن بشار يدها .. ثم قبلها وقال :
لا عليك يا حبيبتي .. سأنقذك ..
" الدكتور ميان لو سمحت "
كان بشار يتحدث من كبينة تبعد عن منزل مايا نصف ساعة ..
أخذ ينتظر وهو يطالع السيارات التي تمر في الطريق ..
" ميان يتكلم "
أحس بشار بالتوتر ولكنه قال :
أنا بشار يا دكتور ..
فقال ميان بصوت متهلل :
بشار .. أين أنت ؟
انتهت إجازتك ..
ولكنك لم تأتي .. أين أنت ؟
تجاهل بشار كلامه وقال :
دكتور أنا بحاجتك جداً ..
أرجوك ..
صمت ميان قليلاً ثم قال :
أخبرني ما الذي حصل ؟
قال بشار : لا ينفع في التلفون .. أرجوك ..
أتوسل إليك ..
صمت ميان قليلاً ثم قال :
أين أنت الآن ؟

أخذ ميان يطالع في الميكروسكوب الذي وضعت فيه عينة من كبد مايا ..
أطال النظر قليلاً ..
ثم قال بعد أن تنهد :
مثلما توقعت تماماً ..
توقف الجين Gp53 عن العمل بعد أسبوع ..
وعاد كل شيء إلى ما هو عليه ..
كان بشار يقف خلفه ..
في الغرفة الصغيرة التي كان بشار يعمل فيها ..
ثم قال :
كنت تعرف أن العقار غير مكتمل ..
لم لم تقل لي ؟
نظر فيه ميان وقال :
بشار .. الحماسة اللي كانت لديك مذهلة ..
لم أستطع أن أقتلها بأن أقول لك مثل هذه المعلومة ..
لقد منعتك من تجربة الدواء على مايا ..
وقلت بأني لن أساعدك ..
ولكنك لم تكن تسمع ..
حاولت أن أتحدث معك في صباح اليوم التالي ..
ولكنك كنت قد ذهبت ..
اتصلت بك كثيراً في شقتك ..
ولكنك لم ترد ..
العقار يحتاج إلى الكثير من العمل والتطوير ..
بهذه الحالة ..
للأسف لا يمكنه عمل الكثير ..

بدأت قطرات العرق تنزل على وجه بشار ..
وهو يشعر أن أطرافه قد تجمدت من هول ما سمع ..
فقال له وهو يشعر بتوتر لا حدود له :
والعمل؟
نظر فيه ميان وهو يشرب آخر رشفة من كوب الشاي متهيئاً للخروج.. ثم قال :
لا بد أن ننقل مايا فوراً إلى المستشفى ..


خرج ميان ..
وبشار في حالة لا يعلم بها إلا الله ..
جلس حوالي ساعة كاملة ..
وهو لا يكاد يسمع من الدنيا إلا صوت عقله .. الذي صار أعلى من كل الأصداء ..
أصوات لنقاش شديد ..
وأصوات تلومه بغلظة ..
وأصوات أخرى تقتله ألماً ..
وصوت مايا وهي تقول :
ألا تفهم ..
إني أحبك ..
كلها كانت تتفجر في رأسه ..
وفي النهاية ..
استلقى بشار على بطنه ..
ووضع رأسه بين يديه ..
وازدادت أنفاسه صعوبة ..
وبدأت حبات العرق من جديد تغمر وجهه ..
وأحس برأسه أثقل من العادة ..
ولم يدرك بنفسه إلا وقد نام من شدة الإعياء والتعب ..

..................................... يتبـــــــع


عدل سابقا من قبل في الإثنين يوليو 16, 2007 10:45 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالإثنين يوليو 16, 2007 10:44 am

...................................... تــــــــــــابع




" بشار .. بشار .. قم .. الصلاة "
فتح بشار عينيه ..
وجد شخصاً قد اتشح بالسواد ..
فقام فزعاً .. وارتمى بعيداً ..
كشف صاحب الغطاء عن وجهه ..
فظهرت مايا وقال بجزع :
آسفة يا بشار .. لم أكن أقصد ..
نظر لها بشار للحظات ثم قال :
ماذا تفعلين ؟
فقالت مايا وهي تبتسم في خجل :
أليس هذا هو الحجاب الإسلامي ؟
ثم لبست ما يشبه الطرحة
نظر لها بشار في استغراب ..
وتأمل لباسها ..
كانت ثوباً يابانياً فضفاضاً أسود اللون ..
وربطته من وسطها بحزام أبيض عريض من القماش ..
وعلى وجهها قطعة قماش كبيرة سوداء.. غير مرتبة ..
فقط لتغطي وجهها ..
كما لو كان طرحة ..
كانت محاولة فاشلة لعمل حجاب إسلامي بشروطه ..
ابتسم بشار وقال :
من قال لك بأنه بهذا الشكل؟
قالت في حماس :
لقد قرأته في الكتاب الذي جَلبته لي من السفارة السعودية ..
فقال لها: إذا فقط وصلتي إلى فصل الحجاب ؟
قالت في حماس : نعم ..
تعلمت الكثير ..
ثم راحت تعد على أصابعها :
أحفظ أركان الإسلام كلها ..
وأعرف أيضاً الزكاة ..
وتعلمت أدعية رائعة ..
كان بشار يتأمل فيها ..
لأول مرة يجد شخصاً يستمتع مثل مايا في الدين ..
لم يتعود أن يفعل إنسان ما هذا ..
ربما لأنه هو وكل من يعرف من المسلمين ..
قد تربوا على هذا الدين ..
فلم يعرفوا أي معنى للظلام ..
ولكن هذه الإنسانة ..
عرفت كيف يسطع نور الحق في داخلها ..
ابتسم لها من القلب ..
قام وتوضأ ..
ثم صلى بها الفجر ..



وبعد أن انتهى من الصلاة ..
قالت : الله .. ما أجمل صوتك وأنت تقرأ القرآن ..
ابتسم بشار
ثم قال لها بعد لحظة من الصمت :
مايا .. لا بد أن تذهبي معي إلى المستشفى ..
نظرت مايا فيه وقالت :
لقد وعدتني ..
قال لها: مايا .. هذا أمر هام ..
يجب أن تُعالجي ..
نظرت فيه بحب وقالت : أتحبني يا بشار لهذا الحد ؟
نظر لها وأحس أنه يود أن يبكي ولكنه تماسك وقال :
بل أكثر مما تتخيلي .. أحبك ..
ابتسمت وقالت له :
بقدر ما تحبني ..
أنا أثق بك ..
بشار ..
لقد عشت معك أجمل لحظات عمري كلها ..
معك عرفت معنى الحياة ..
معك تعلمت الإسلام ..
معك عرفت الحب الصادق الطاهر ..
معك عرفت معنى الحياة ..
إني راضية بما قسمه الله لي ..
سوف أموت هنا أو هناك ..
أرجوك .. دعني أمت بسلام ..
ولا تجعلني أتعذب في علاج كيماوي ..
قد أعاني فيه سنوات من الألم ..
لأموت في النهاية ..
أرجوك ..
أتوسل إليك ..
لا أريد أن يعالجني أحد غيرك ..
فأنا لا أثق إلا بك ..
بشار ..
امتلأت عينيه بالدموع من جديد ..
أحس أنه لا يستطيع أن يمسك نفسه ..
سقطت دمعته كالبلورة ..
ولكنه مسحها بسرعة ..
شاهدته مايا ..
قبلت يديه في حنان بالغ ..
ثم قالت له : فلننم .. ففي الغد لديك الكثير من العمل ..
أومأ برأسه إيجاباً ..




بعد شهر من ذلك اليوم ..
كانت حالة مايا قد تدهورت كثيراً ..
وعلى ما يبدو أن الكبد قد توقف تماماً عن العمل ..
ولمن لا يعرف ..
فالكبد يقوم بأكثر من 100 وظيفة مختلفة في غاية الأهمية ..
ومن أهمها أنه مصفاة للسموم في الجسم ..
وصارت مايا في حالة سيئة للغاية ..
حاول بشار مراراً أن ينقلها للمستشفى ..
ولكنها لم توافق ..
وفي هذه الفترة كان أبوها وأمها وحتى أخوها ساندو ملازمين لها ما استطاعوا ..
على الرغم من أنهم كانوا أكثر تماسكاً من بشار ..
الذي كان في حالة من الإرهاق النفسي والبدني ..



إلى أن أتت تلك الليلة ..
تلك الليلة التي لن ينساها بشار ما حيي في هذه الدنيا ..
تلك الليلة ..
التي ما فتئ بشار يستيقظ وينام إلا ويتذكرها بكل تفاصيلها ..
كانت الساعة الحادية عشرة ليلاً ..
كان بشار بجوار مايا .. التي كانت هذه المرة في حالة خطرة للغاية ..
كان الكل جوارها ..
مشفق عليها ..
وهي تنام وفيها الحمى .. تأرق مضجعها ..
ولكنها قالت :
أبي أمي .. ساندو .. أرجوكم .. اذهبوا وناموا ..
في الغد لديكم عمل كثير ..
فقال أونيزكا : لا يا مايا .. لا يهم العمل .. ألا ترين نفسك ؟
فقالت مايا : بابا لا تقلق علي .. بشار موجود جواري ..
فقال ساندو : لا .. سوف نبقى جوارك حتى تعودين لنا كما كنت ..
فقالت مايا : ساندو عزيزي .. أرجوك .. خذ بابا وماما من هنا .. أرجوك ..
فقالت ساندو : لا .. لن أتحرك ..
قاطعته مايا وهي تقول بإلحاح:
أرجوك ساندو ..

احتقن وجه ساندو للحظات ..
ثم خرج وهو غاضب ..
وخرج والداها بعد ذلك ..
وأمسكت أم مايا بيد بشار وقالت له والدموع في عينيها : لا تتركها يا بشار أرجوك ..
فقال لها بشار وهو يربت على كتفها : لا تقلقي أبداً ..
خرجا ..
وبقيت مايا مع بشار ..
مدت مايا يدها لبشار ..
الذي أمسكها وقبلها ..
ابتسمت مايا وقالت :
بشار هل تحبني ؟
ابتسم بشار وهو يحاول أن يخفي ألمه الشديد وقال :
طبعاً أحبك .. أحبك .. والله أحبك ..
تنهدت مايا وقالت مبتسمة : أتذكر أول يوم شاهدتني فيه ..
ياااااااااااه .. كيف مضى هذا الوقت حتى الآن ..
أتذكر يوم كنا في النهر ؟
ثم صارت تضحك وتضحك ..
ثم كحت ..
فأمسك بشار برأسها وجلب لها من جوار الفراش كوباً من الماء ..
شربته مايا ..
وأخذ بشار يمسح قطرات العرق من على جبينها ..
فقالت مايا : صدقني يا بشار ..
أيامي معك كانت أحلى أيام يمكن أن تعيشها إنسانة في هذا الوجود ..
بشار أنا والله أحبك ..
احتقن وجه بشار ..
فقالت مايا :
بشار أرجوك اسمعني .. الله يرضى عليك ..
هذه وصيتي .. ولا تقاطعني أرجوك ..
اهتم بصلاتك .. فوالله ما أحببت فيك أكثر إلا وأنت تصلي ..
صلي بخشوع ..
بشار .. أريدك أن تنساني ..
أريد أن تكون سعيداً ..
أريد أن أكون هناك سعيدة ..
لا أريد أن أقلق عليك ..
أريدك أن تتزوج من بعدي ..
وأن تنجب أطفالاً كثار ..
أرجوك .. تلك هي وصيتي ..
واعلم بأني لست نادمة على أي شيء فعلته معك أبداً ..
ولا تلم نفسك أبداً ..
بالله عليك لا تلم نفسك ..
صدقني هكذا أموت وأنا سعيدة ..
لقد مت بين يديك ..
بعدما فعلت أنت كل شيء ممكن ..
بعدما حاولت ما لا يمكن أن يقوم به أحد غيرك ..
لقد رأيتك .. وأنت تقرأ وتبحث ..
صدقني ..
لا أتوقع أن يفعل أحد من اجلي مثلما أنت فعلت ..
هذا الكلام أقوله لك لا لأخفف عليك .. ولكني أقوله لك صدقاً .. من قلبي ..
بشار بدأت عيناه تدمع واحدة تلو الأخرى ..
لم يستطع أن يتحمل ..
فقالت مايا مبتسمة وهي تمسح دموعه :
هل ستنقض اتفاقنا ؟
ولكن بشار انفجر باكيا وهو يقول :
والله لا أستطيع أن أتحمل يا مايا ..
وسقط على صدرها وهو يبكي بحرقة ..
وصارت مايا تحتضنه في وهن ..
وهي تمسح على شعره .. وتقول له :
لا عليك يا حبيبي .. ابكِ كما تشاء .. ابكِ ..
فأنا حبيبتك ..
ومرة دقائق وهو ينتفض .. وهي تربت على ظهره في حنان ..
ثم أمسكت وجهه ..
وطبعت على وجنته قبلة طويلة ..
ثم قالت مبتسمة وهي تقول :
هذه لك .. حتى لا تقول في يوم من الأيام ..
أنك لم تحظ مني -رغم أنك زوجي- حتى بقبله ..
ابتسم بشار رغماً عنه وسط الدموع ..
وأمسك يدها وقبلها ..
ابتسمت مايا ثم قالت :
بشار ..
فقال لها : يا قلب بشار ..
فقالت : اقرأ لي من القرآن ..
أحب أن أستمع إلى صوتك وأنت تقرأ ..
فقال لها : حسناً ..
فجلب القرآن ..
ثم اختار سورة فيها المعجزات والرحمات
.. فتح على سورة مريم ..
وجلس يتلو ..

( كهيعص * ذكر رحمة ربك عبده زكريا *
إذ نادى ربه نداء خفيا *
قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا *
وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا *
يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا *
يازكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا *
قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا *
قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا *
قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا *
فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا *
يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا *
وحنانا من لدنا وزكوة وكان تقيا *
وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا *
وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا )


وصل بشار إلى منتصف السورة وهو يقرأ ..
كانت مايا قد راحت في النوم ..
تأكد بشار أنها لم يصبها مكروه ..
كان نبضها ضعيفاً ..
ولكنه كان موجوداً ..
نظر في وجهها المصفر ..
قبلها بكل الحب في رأسها ..
ثم وضع رأسه على جوارها في المخدة ..
وراح في نوم ..


استيقظ بشار في صباح ذلك اليوم على وقت صلاة الفجر..
قام بتثاقل ..
رأى مايا كما لو كانت ملاكاً ..
ابتسم ..
قال في نفسه سأصلي .. وبعدها أعود لها بماء حتى تتوضأ لتصلي في فراشها ..
صلى الفجر .. وهو يدعو الله من قلبه أن يشفي مايا ..
انتهى من صلاته وجلب لها دلواً من الماء ..
وأخذ يهزها وهو يقول :
مايا حبيبيتي ..
استيقظي لتصلي الصبح ..
مايا ..

ولكن مايا ..
لم تتحرك ..
أخذ يهزها بعنف ..
وهو يستحثها على النهوض ..
مايا .. مايا ..
استيقظي ..
ولكن مايا لم ترد ..
صار يصرخ ..
مايا .. مايا ..
وما هي إلا ثواني ..
إلا وأهل مايا كلهم موجودين ..
وبشار يمسك بها ويهزها بقوة .. وهو يقول صارخاً :
مايا .. مايا ..
أمسك ساندو ببشار ..
واقترب الأب من مايا..
تحسس نبضها ..
ثم أغمض عينيه ..
ونزلت منه دمعة
لقد أسلمت مايا الروح وفارقت حياة الدنيا ..
ولما شاهد بشار أونيزكا ..
هب إليه متملصاً من يد ساندو ..
وأمسكه من تلابيبه وصرخ فيه : مايا لم تمت .. هل تسمع ..
مايا لم تمت ..
ثم ألقاه بعيداً ..
وتوجه لمايا وهو يقول بصوت خفيض :
مايا .. حبيبتي ..
انهضي ..
إنها صلاة الصبح ..
مايا .. هيا قومي لتصلي ..
أمسك يدها التي كانت باردة كالثلج ..
تركها فسقطت يدها ..
سقط بشار عليها ..
وصار يبكي .. ويبكي بكاءً مريراً ..
كانت أم مايا تبكي في مكانها ..
وهي لم تستوعب الصدمة ..
لم يجد أونيزكا بداً من التصرف ..
أمسك بشار بقوة ..
ثم صفعه وقال :
بشار لقد ماتت مايا ..
لا يمكننا أن نعمل شيئاً ..
وقف بشار متجمداً في محله ..
وكأنما صواعق الأرض كلها نزلت بين عينيه ..
ثم سقط على الأرض ..
انهار دفعة واحدة ..
انهارت جميع خلايا جسده ..
وأصبح غير واعي ..
حمله أونيزكا وساندو إلى غرفته ..
سكبا عليه بعض الماء البارد ..
أفاق للحظات ..
أبدى تحسنا ..
وإن كان ساهماً واجماً ..
وكأنما الدنيا كلها لا تعنيه ..
وكأنما لا شيء في هذه الدنيا يفرق ..
ثم قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
وصار يبكي كالأطفال ..
تركه الرجلان .. وذهبا إلى أم مايا ..
وظل بشار يبكي بكاءً ملتهباً ..
حتى أغمي عليه من شدة الإرهاق ..


كانت همسة تجلس أمام بشار ..
ودموعها تنزل في صمت ..
أحست بغصة في حلقها ..
أما بشار .. فقد أجهش بالبكاء ..
وقد جلس محتبياً ..
ووضع رأسه بين ركبتيه وجلس يبكي ..
أمسكت همسة منديلاً .. ومسحت به أنفها ..
ثم أخذت واحداً آخر ..
واقتربت من بشار ..
وقالت وهي تربت على كتفه :
ادعي لها بالرحمة ..
ذلك ما تستطيع أن تفعله الآن ..
نظر لها بشار بمحمر المدامع ..
تجاهل المنديل ..
أغلق عينيه .. فنزلت دمعة ساخنة .. حرقت خده .. وشقته بقسوة ..
أحست أنها تريد أن ................
نعم .. أحست أنها تريد أن تحتضنه ..
ولكنها لم تستطع ..
أحست أنها تريد أن تحتوي هذا الإنسان ..
أي هم حمل في قلبه حتى الآن ..
أي حادثة يموت فيها من نحب بين أيدينا ..
أي قلب هذا الذي احتمل ..
أن تموت الزوجة والحبيبة بين يديه ..
ولكن بشار قال وهو يمسح أنفه بطرف الكم : هل تجلبين لي كوباً آخر من الماء ..
ثم نظر لها وقال : لو سمحتي ..
نظرت همسة فيه للحظات ..
ثم خرجت من الغرفة وأغلقت الباب في هدوء ..
وذهبت إلى الكافتيريا ..
حتى تمنحه فرصة مناسبة ليتمالك نفسه ..
على الرغم من أنها كانت ودت لو بقيت ..
كانت تحس بفراغ هائل في نفسها ..
فالبنت التي كانت تغار منها قد توفيت ..
وبقي بشار ..
محطم القلب ..
مدمر الفؤاد ..
يعاني من آلام لا تبقي ولا تذر ..
شعرت أنها تمشي وحدها في صالات المستشفى ..
رفعت جوالها ..
10 missed call
كانت كلها من جوال والدتها ..
اتصلت عليها ..
“where have you been?”
فردت همسة وهي تخفي صوت الدموع : عندي عمل يا ماما .. لن أتأخر ..
سوف آتي بعد قليل ..
وأغلقت الهاتف ..
لقد قررت ..
ستوقف بشار هنا ..
لن تدعه يكمل فتح نزيف جراحاته أكثر ..
يكفي ما وصل له إلى الآن ..
سوف تضع الماء وتذهب إلى منزلها ..
إنها لا تتحمل هذا القدر من المشاعر ..


وصلت همسة إلى الغرفة ..
طرقت الباب ثم دخلت ..
كان بشار يجلس على سريره مبتسماً بتكابر وعيناه وأذناه قد احمرتا ..
ابتسمت همسة مجاملة له ..
وضعت قارورة الماء أمامه ..
ثم قالت : امممم
سوف أذهب إلى المنزل ..
لقد تأخرت ..
نظر لها بشار : ألا تريدي أن أكمل لك القصة ؟
لم يبق الكثير عليها ..
فقالت همسة : إنك متعب .. لا بد أن أتركك لترتاح ..
قال بشار مقنعاً إياها بأسلوب عقلاني:
على الأقل أنت تؤنسيني ..
لو ذهبت فسوف أبقى وحدي ..
والمستشفى كما تعلمين ملل ..
فقالت وكلامه يدور في رأسها :
لا .. أتوقع أنك سترتاح أكثر لو تركتك وحدك ..
فقال بطريقة عناد :
لا بل سأكمل القصة يعني سأكملها ..
حتى لو ذهبت ..
سأدعو الممرضة حتى تسمعها ..
ما رأيك ؟
كان بشار يكابر بوضوح ..
ابتسمت همسة ..
فقال بشار : لم يبق الكثير ..
وبصراحة .. لا أريد أن أسرد القصة مرة أخرى ..
فلقد فتحت الماضي بكل حروقه ..
حتى كأن مايا قد توفيت البارحة ..
عض على شفتيه ..
وتمتم ببعض الكلمات ..
لمحت همسة منها : اللهم ارحمها يا رب ..



قال بشار :
وحتى لا تملي مني ..
سأذكر لك ما حدث دونما تفصيل ..
فبعد ما حصل ..
وصلت الأخبار إلى مستشفى نينواه ..
وبالطبع أبلغت وزارة الصحة اليابانية ..
التي قامت بفصلي من نقابة الأطباء نهائياً ..
مع غرامة مالية .. استدنت الكثير لأدفعها ..
ولولا أن أهل مايا تنازلو عن حقهم .. لكنت الآن في أحد سجون اليابان أمضي ما تبقى من حياتي ..
ولكني لم أكن أكترث بكل هذه الأمور ..
كنت أراها غير مهمة فحسب..
قالت همسة بعد برهة من الصمت بتساؤل :
كيف تقول بأن لم تحظ من مايا إلا بقبلة واحدة على خدك .. ألم تتزوجها؟
قال بشار : ولكنها لم ترضى أن أقترب منها ..
قالت لي : عندما أستعيد صحتي ..

صمت بشار قليلاً وقال : لا بد أنك تسألي كيف أصبت بالسرطان ؟
وسأقول لك : لم يكن حادثاً عرضياً ..
لقد ..
لقد .. زرعت بعض خلايا مايا السرطانية في جسدي ..
نظرت فيه همسة وصرخت : مجنوووووووووون !
لم يهتم بشار كثيراً لما قالت همسة ولكنه تابع :
كنت في حالة من الهذيان ..
مرت بي أفكار كثيرة ..
وقلت في نفسي ..
إن لم أستطع أن أعالج نفسي ..
ومت ..
بذلك أتأكد أنني فعلت كل ما أستطيع من أجل مايا ..
كنت لازلت في مرحلة ألوم فيها نفسي ..
نظرت هي فيه وهو يرمقها في ألم ..
ثم تنهد وقال : هذه هي الحكاية كلها ..
قالت همسة :
أأنت مجنون لتفعل الذي فعلت ؟
أتدرك أنك قد انتحرت ..
كيف تزرع في نفسك خلايا سرطانية ؟!
ألا تعلم أنها السبب في حالتك الصحية الآن ..
هذا وأنت طبيب ..
قال لها صارخاً : همسة .. اشعري بإنسان ضاعت منه أغلى إنسانة في حياته ..
بل أغلى شيء في الدنيا كلها ..
فكري بمنطق رجل أحب حتى النخاع مثلي ..
ولا تفكري وأنت تقفين تمثالاً من الزجاج البارد وكأنما لا تحسين بقطرة من بحر جحيمي ..
إني حتى لم استطع أن أنفذ وعودي لها ..
ثم هامت نظرته في السرير بين قدميه ..
المسكينة كانت تريد أن ترى مكة ..
كانت تريديني ألا أبكي ..
وها أنا مثل النساء أنتحب كل مرة أتذكرها ..

صمتت همسة أمام صراخ بشار ..
الذي هدأ بعد لحظات وقال :
ولكن كلامك صحيح ..
ولكني لم أكن في حالة من الوعي ..
كنت أعمى البصيرة ..

صمت للحظات ..
غطى نفسه بالفراش ..
وقال لها : أريد أن أنام ..
أرجوك أغلقي الباب .. واذهبي ..

هذه المرة .. لم تحس همسة بأي شيء ..
أحست أنها تريد أن تتركه ..
أحست أنه لا قبل لها بمواجهة مثل هذه الأحاسيس كلها ..
لابد أنه يحتاج للراحة ..
لقد استنفذ كل قدرته على إخفاء الألم ..
وأطفأت الأنوار ..
ثم خرجت من الغرفة بهدوء ..




كانت همسة في السيارة ..
حين جلست صامتة لبضع ثواني ..
ثم بدأت عيناها تذرف الدموع ..
ثم صارت تبكي بصوت خافت ..
وصلت إلى المنزل ..
لم تكن في حالة تسمح لها بأن تقابل أحداً ..
حمدت الله أن أحداً لم يكن موجوداً في الصالة ..
صعدت إلى غرفتها بتثاقل شديد ..
دخلتها ..
كانت مضاءة ..
ولكن ..كأنما الأنوار لا تريد أن تبدد الكآبة التي غلفت محياها ..
جلست فوق سريرها ..
ثم صارت تبكي وهي تقول :
لماذا أحببت يا ربي ؟
وصارت تضع رأسها بين يديها ..
وشعرها يتناثر بلا نظام ..
كانت لأول مرة تعترف أنها تحبه ..
نعم إنها تحبه ..
حتى عندما قال لها بأنه تزوج مايا ..
غارت بقوة ..
بل إنها لا تزال حانقة ..
وهي تقول في نفسها :
ما كان له أن يتزوج ..
كانت تريد أن تسب مايا وتشتمها ..
ولكنها توقفت في اللحظة الأخيرة ..



نظرت في الدب الصغير ..
تأملته قليلاً ..
ثم أقفلت الأنوار ..
وأخذته في حضنها ..
وأضمرت في نفسها شيئاً ..
أغمضت عينيها ..
ثم نامت ..



ترى ماذا قررت همسة ؟
هل ستتوقف القصة هنا وتنتهي ؟
وأين باقي أفراد القصة منها ؟
أم أن القصة هنا بدأت ؟
فراس .. هل سيضيع مع الريح ؟
ولماذا أتى بشار هنا ؟

الكثير من الأحداث بانتظاركم في قصتي ..
حب في المستشفى الجامعي

....................................
أتمنى يكون هالجزء اعجبكم ..
لاتصيحون بليييز .. Sad
أدري يحزن بس لاتصيحون ..
أستناكم تنثرون لي مشاعركم وحزنكم ..
Smile
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
LooL@h
مشرفه قسم اسلاميات
مشرفه قسم اسلاميات
LooL@h


انثى عدد الرسائل : 989
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالإثنين يوليو 16, 2007 11:26 am

آآآآآآآه يالدوبــــــــا وربي اني بكيت لين حرقتني عيني وصلت عند هذا السطر ووقفت
777777
أي حادثة يموت فيها من نحب بين أيدي
هنا اكيد كل واحد بيتذكر اقرب شخص له..
انا تذكرت اقرب انسان لي وبكيـــــــت ماقدرت امسك نفسي..وماقدرت اكمل القصه..تركتها شوي بعدين كملت ..
حتى هذي الكلمات بعد حزنتي مررره ( اشعري بإنسان ضاعت منه أغلى إنسانة في حياته ..)..يـــــــــــــــــــارب يحفظ اللي بقلبي ياااااارب
من جد حزنت ..
شكرا دووبا على الجزء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sfeer al7ob
مشرف البرامج والانترنت
مشرف البرامج والانترنت
sfeer al7ob


ذكر عدد الرسائل : 1259
تاريخ التسجيل : 15/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالإثنين يوليو 16, 2007 2:19 pm

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه منجد زدتي دموعي وبقوه مو وقته هالجزء
بس والله بردتي خاطري وغيرتي جوي لأن عشت جو هذا الجزء وشفت التضحية من أجل الحب وكيف كانوا مرتبطين مع بعض إلى النهاية
الصرااااحة دموعي نزلت بغزارة لكن والله احس اني مرتاح مأدري ليش.. وهذا اسم الحب الحقيقي مو حب هالأيام أغلبه مصالح ونزوة شهر شهرين وانتهى الهموضوع
الله يعين همسة والله كسرت خااااطري بعد
يسلموووو خيتو DooBa على الجزء
وأحرجتيني مره ثانيه بطيبك
تحياااااااااااتي لك
أخوك
سفير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالأربعاء يوليو 18, 2007 7:09 am

يلا هالجزء لسفير بعد ما اندقيت ... Sad
انا اسفه اسفه عالتأخير ..
وخلاص اخر مره اتأخر No
هذا الجزء بياخذكم للواقع .. وغيييير غيييير الأجزاء الباقية ..
ماراح اتكلم عنه راح اخليكم تعيشون معاه ..
وقتــاً ممتعاً ..
بقلم الكاتب..
إن أجمل شيء في هذه الحياة ..
بعيداً عن الدين ..
بعيداً عن كل شيء ..
هو أن تجلس وحدك في الليل ..
ثم تبدأ في كتابة قصة ..
شيء بديع ..
لا يمكن للإنسان العادي أن يتخيل ما فيها من متعة ..
أن تستجلب الأحداث الجديدة ..
أن تقوم بوصف لحياة جديدة بعيدة كل البعد عن واقعك ..
وكيف أنك تصف الشعور ..
وكيف أن أبطال قصتك يموتون .. فتحزن ..
وكيف أنك توقعهم في أشد المواقف حلكة وسوداوية ..
وكيف أنك تفتح لهم أبواب الفجر مشرقة ..
وتعيد لهم الحياة من جديد ..
بهذه المقدمة البسيطة أكتب الجزء العاشر من قصتي ..
حب في مستشفى الجامعة ..
وأعترف أني في هذه القصة.. لم أحملها الكثير من المشاعر .. بقدر ما حملتها من أحداث ..
في حين أني حملت غيرها من القصص مشاعراً كثيرة حتى احترقت من شدتها ..
ولكني أدرك تماماً أنها قصة مشوقة ..
لأني بذاتي ..
أريد أن أعرف ما الذي سيخرج من عقلي ..
أريد أن أعرف ما الذي سوف أكتبه ..
وكيف سأعبر عن تلك الصور للأحداث التي دارت في عقلي أكثر من مرة ..
سأبدأ في كتابة جزئي الجديد ..
وصدقوا ..
أن ليس حافزاً لدي ..
سوى ذلك الشعور الذي أحسه وأنا أقرأ في بعض الردود ..
حين أرى المتعة التي تصيب بعضكم من القراءة ..
ذلك هو ما يدفعني للكتابة ..
فشكراً لكم ..
الجزء العاشر

استيقظت همسة على صباح جديد ..
كان صباحاً مختلفاً ..
فلقد كان ما تنتويه أمر غير عادي ..
"ترى هل ما سأنتويه صحيح ؟
أم ماذا؟
ماذا أعمل يا ربي ؟"
بقيت جالسة في فراشها لمدة تزيد على العشرة دقائق وهي تنظر بعين ثابتة نحو طرف السرير ..
وكأنها لا ترى ..
وبالفعل ..
كان ذهنها يفكر في كثير من الأشياء ..
بعد نصف ساعة ..
كانت في السيارة وهي بطريقها للمستشفى ..
دخلت المستشفى وفي بالها ألف فكرة وفكرة ..
كانت تحس برأسها متخماً بأفكار كثيرة ..
ولكنها لم تعر أيا من هذا اهتماماً ..
وحاولت أن تركز بعملها ..
" دكتورة .. أنت بخير ؟"
التفتت همسة إلى مريضتها التي تراجعها منذ أسبوع لبرهة ..
ثم قالت : نعم .. نعم أنا بخير لا عليك ..
ثم تأملت التقارير وقالت بجدية :
هذا الدواء لا يجدي ..
يبدو أن الميكروب محصن ومتطور ..
سوف أصف لك واحداً آخر ..
أتمنى أن يكون ذا فائدة ..
وكتبت اسماً في "روشتة " طبية ..
ثم أعطتها للمرأة بابتسامة ..
خرجت من عندها المريضة ..
انتظرت همسة لثواني ..
ثم تنهدت وهي تفكر بعمق ..
وتسبح في عالم أسئلتها المتضاربة ..
"هل تسمحين لي أن أدخل؟ "
كان الدكتور فراس على الباب ..
بنظراته اللامعة ..
وقميصه الأسود الأنيق من تحت البالطو ..
بقامته الفارعة ..
وابتسامته الخلابة ..
ابتسمت همسة ابتسامة هادئة وقالت له : تفضل ..
كانت هي تمسك في يديها وتلعب في مرسمة خشبية بلونيها الأصفر والأسود ..
جلس فراس ..
وأخذ يتأمل في جواله قليلاً ..
ثم التفت لها مبتسماً وقال :
كيف حالك يا همسة ؟
تأملت همسة فيه قليلاً بعينيها الزرقاوان كم خلال النظارة وقالت بتنهيدة :
لا أدري يا فراس ..
هناك الكثير من الأشياء التي تشغل بالي ..
كم تمنت لو تبوح له ..
ولكنها لا تقدر أن تبوح له بالذات ..
تأمل فيها قليلاً ..
لا تدري لم لم تحس بالشعور الذي كانت تشعر فيه سابقاً حين كان ينظر لها سابقاً ..
ألأنها تحب بشار ؟
قال فراس منتزعاً إياها من أفكارها:
هل أستطيع أن أساعدك ؟
ابتسمت همسة ولكنها قالت :
لا عليك يا فراس ..
سوف أحلها قريباً ..
لم يشأ فراس أن يضايقها ..
فابتسم بلطف وقال :
على كل إن احتجتني في أي وقت ..
فأنا موجود ..

ثم صمت مرة أخرى وقال وهو يطرق بيديه على المكتب وقال :
همسة .. هناك أمر آخر أود أن أقوله لك ..
اضطربت همسة ..
وأحست بقلبها يخفق ..
"أرجوك يا فراس إن كان ذلك الأمر .. فلا تقل ..
أرجوك " .. قالت همسة هذا في أعماقها ..
ودعت الله في قلبها ..
لم تكن تحتمل أمراً آخراً ..
وحدثاً آخر يشقق الأرض من تحت قدميها ..
ولكن فراس قال وهو ينظر لها :
ندى ..
احذري منها ..
إنها ليست الفتاة التي تظنين ..
كادت همسة أن تتنهد فلم يصارحها فراس ..
لولا أن تمالكت نفسها ..
ولكنها قالت مستغربة :
ندى ؟! ..
ما الأمر يا فراس ؟
أخذ فراس يفكر ..
وكأنما من يسبر عقله يراه يقول : أأخبرها ..
أم ماذا؟
تنحنح ثم بدأ بإخبارها ..
كيف أن ندى صديقة همسة ..
راحت تحاول قدر استطاعتها أن تكسب وده ..
وكيف أنها تحاول قدر استطاعتها أن تحتك به .. بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة ..
بل لم تكتفي بذلك ..
بل إن همسة ذاتها لم تسلم من ندى ..
وصار فراس يقول :
لا أعلم كيف تجرأت وصارت تقول ..
بأن بينك وبين مريض الغرفة 642 .. بشار .. أمراً ما ..
أحست همسة أن قلبها يكاد يتوقف من هول ما سمعت ..
هل صار الأمر واضحاً لهذا الحد ؟
هل أصبحت للناس أعين تدقق في حياة الناس الخاصة ؟!
أم أن هذه الطبيعة السعودية التي لازلنا نمتلكها ..
أن يتحدث الناس دون احترام لأي شيء ..
وان يوزع الناس التهم مجاناً ..
بطريقة بريئة .. وبأخرى قذرة ..
فقالت همسة وهي تتظاهر بالغضب :
أي وقاحة هذه .. ولما تقول عني هذا الكلام ..
إنه مريضي يا دكتور فراس ..
أحس فراس أن أعصابها قد شُدت .. فقال :
هدئي نفسك يا همسة ..
السبب فقط أنها رأتك أكثر من مرة عنده تتبادلون الكلام في ..
قاطعته همسة وهي تقول :
فراس .. إنه مريض بورم خبيث ..
أمن الجرم أن أتحدث معه وأن أخفف عن إنسان على حافة الموت ؟!
أليست هذه هي مهمة الأطباء .. تخفيف آلام الناس ؟!
أم أني لا أستطيع أن أتحدث معه ولو للقليل ..
ما هذه السخافة ؟!
ابتسم فراس حتى يخفف من حدة الموضوع وهو يقول :
لا عليك لقد رددت عليها بالرد المناسب ..
وألزمتها حدودها ..
إنها لا تملك الحق أن تتحدث عليك بهذه الطريقة ..
كيف وأنت الطالبة الأولى على الكلية ..
إنها غيرة يا عزيزتي ..
كم أحست همسة أنها تود لو تنشق الأرض وتبتلعها مع "كلمته الأخيرة ..
كل هذه الكلمات ..
كل هذا الاحتمال من فراس لعصبيتها ..
كل هذه التصرفات ..
لا تدل إلا أن فراس معجب بي ..
يا إلهي ..
ماذا أفعل ؟!
إني أحب ..
أحب بشار .. لا أدري ..
هل أنا أحبه أم أنه مجرد إعجاب؟
ولكني لا أبرح أفكر فيه ..
ولكن فراس ..
يا اللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللله .. "
لم تنتبه همسة لنفسها .. إلا وقد تهشمت المرسمة في يديها ..
وتطايرت أمام عينيها بعض الشظايا الصفراء ..

نظر فيها فراس لوهلة .. وقال :
آسف يا همسة ..
لم أكن اقصد أن أزعجك ..
صدقيني ..
تنهدت همسة وحاولت قدر استطاعتها أن تبدو بشكل جيد ثم قالت :
لا عليك يا فراس .. لا بد من الغيرة في بعض الأحيان ..
ألا تعتقد ؟!
ابتسم لها فراس ..
ثم نهض وهو يقول :
لقد سرقنا الوقت ..
وأنا لدي حالات لابد أن أعتني بها ..
على الرغم من أن حديثي قد أزعجك ..
ولكني بحق سعدت بالحديث معك ..
ابتسم وهو ينظر لها للحظات ..
ثم خرج من الغرفة ..
أخذت همسة تتأمل للحظات في الباب ..
كم هو وسيم ..
كم هو مهذب للغاية ..
لامع ..
فيه من الصفات ما تحلم به أي إنسانة في الدنيا ..
ولكن ..
قلبي .. ليس ملكي ..
آه منك يا بشار !
كيف فعلت هذا بي ؟
لم دخلت حياتي بهذه الطريقة ؟
تنهدت بقوة ..
نهضت من مقعدها وهي تتوجه إلى مرضاها ..
كانت الساعة الرابعة حين عادت همسة إلى غرفتها في المستشفى ..
كانت رائحة الديتول تعبق المكان ..
والتكييف المركزي ..
يبعث برودة في الأوصال حتى تؤلمها ..
فتحت غرفتها ..
وعلى الطاولة ..
كانت هناك وردة حمراء ..
كعادتها ..
جميلة وأنيقة ..
كانت موضوعة في ورقة من السلوفان الرقيق ..
أمسكتها بين يديها ..
ونظرت إلى الجدار وهي تقول وقد أغمضت عينيها :
لا أستطيع يا فراس ..
إنك لا تفهم .. لا أقدر ..

....................................... يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**dooba**
مشرفه قسم العام
مشرفه قسم العام
**dooba**


انثى عدد الرسائل : 943
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالأربعاء يوليو 18, 2007 7:12 am

....................... تـــــــــــــــابع



وبعد أن رتبت أوراقها .. وكتبت تقاريرها ..
كانت تمر بالأروقة .. حتى تخرج من المستشفى ..
بعد يوم عمل شاق جداً ..
فقد كانت الكثير من الحالات بانتظارها ..
وبينما هي تمشي ..
مرت بغرفة بشار ..
تأملت رقم الغرفة كثيراً ..
ترددت في الدخول ..
اقتربت من الباب ثم أحجمت وهي تفكر ..
ولكنها في النهاية ..
سارت دون أن تدخل ..
كانت تحتاج إلى فترة من التفكير مع نفسها ..
إنها لا تستطيع أن تتحمل ..
لا بد لها من أن تراجع أوراقها ..
وتحدد ماذا تريد ؟
إنها لا تتذكر حتى آخر مرة أصابتها هذه الحالة ..
ربما عندما كانت في السنة الأولى من الطب ..
حين راحت تفكر ..
هل الطب هو الطريق الذي اخترته أم ماذا؟
وصلت إلى السيارة ..
ركبتها ..
وهي تحس بخواء عجيب ..
أحست أنها تحتاج لمن تحدثه ..
أحست أنها تحتاج لمن تكلمه ..
ولكن ..
صحيح يا همسة ..
لقد انقطعت علاقتك بكل الناس منذ مدة طويلة ..
منذ أن وهبت نفسك لما يسمى بالطب ..
لما يسمى بالمركز الأول ..
حتى أقربائك في العائلة ..
انقطعت صلتك بهم ..
وإن كنت تريهم قليلاً ..
حتى المناسبات العائلية .. لا تحضرينها كلها ..
وتحتجين بقولك : لم يكن لدي الوقت الكافي ..
اعتصرت جوالها .. وهل تتألم ..
لقد كان ثمن تفوقها غالياً جداً ..
لا حياة اجتماعية ..
القليل من المعارف ..
وغالباً ما يكونون في مجال العمل ..
ولكنهم ليسو بأصدقاء ..
حتى ندى ..
كانت مجرد زميلة عادية..
ربما والدها هم أقرب الناس لها ..
ولكن هذا موضوع لا تستطيع أن تناقشه معهم ..
وحتى والدتها ..
لأن رأيها سيكون معروفاً سلفاً ..
الاختيار الأذكى طبعاً ..
بعيداً عن العاطفة والإحساس ..



كانت قد وصلت إلى المنزل ..
صعدت إلى غرفتها ..
بدلت ثيابها ..
وأخذت حماماً ساخناً ..
وعندما انتهت ..
خرجت من الحمام .. وهي عازمة على إيجاد مخرج من هذا المأزق الفكري الذي يشغل بالها ..
كانت بروب الحمام الأبيض ..
حين جلست على مكتبها الصغير ..
أخذت ورقة نظيفة ..
وراحت تكتب ..
بشار : أحس أني أحبه .. وأني متعلقة به ..
فراس: إنسان رائع وجميل .. وفيه كل المواصفات التي تفكر فيها فتاة ..
أمسكت بقلمها الأسود .. ووضعته في فمها الجميل ..
وراحت تعض عليه ورأسها يميل مع التفكير ..
كتبت :
لو كان بيدي القرار .. في أن أختار شخص لأنقذ حياته من الموت ..
فمن سيكون ؟
لم يستغرق قلمها كثيراً من الوقت حتى تحيط باسم بشار ..
ابتسمت حين توصلت إلى هذه النتيجة ..
ولكنها كتبت :
وماذا إن كانت حياة إنسان مكتوب عليها غالباً النهاية ؟
ووضعت حول اسم بشار أكثر من مربع ..
وصارت تفكر ..
ثم كتبت :
الحب ليس عملية حسابية تحسب بالعقل ..
إنها مشاعر ..
ثم فكرت قليلاً وكتبت :
ولكنه مشروع حياة .. نربط مصيرنا في هذه الدنيا بإنسان حتى نهاية الدنيا ..
هل يعقل أن أربط نفسي بإنسان نهايته قد تكون قبل بدايتنا ؟
أحست أن الأمور بدأت تصعب عليها مرة أخرى ..
وأن الطريقة التي كانت تجدي في حل كل مشاكلها في الحياة ..
لا تجدي هذه المرة ..
كتبت مرة أخرى :
بشار .. فراس ..
ثم كتبت تحت اسم فراس : يحبني ..
ورسمت قلباً ..
أما تحت اسم بشار .. توقفت قليلاً ..
ثم وضعت علامة استفهام كبيرة ..
ترى ماذا أعني أنا بالنسبة إلى بشار ؟
هل أنا مجرد طبيبة وفقط ؟
أم صديقة ؟
لم تكن هناك دلالة واحدة أني أكثر من ذلك ..
ولكن الدب الذي أهداني إياه ؟
راحت وجلبت الدب .. ووضعته أمام الضوء وصارت تفكر ..
ولكنها راحت تقول :
كيف يعقل لمن يحب فتاة .. أن يعاملها بهذه الفظاظة ..
مستحيل ..
إنه بالتأكيد لا يعتبرني أكثر من إنسانة عادية ..
كأي إنسانة عادية تمر في فصول حياته ..

كانت النتيجة التي طلعت بها همسة أكثر تعقيداً مما كانت ..
بل إنها أحست أنها قد عقدت الأمر أكثر وأكثر ..
وأنها لم تساهم إلا في زيادة المشكلة صعوبة ..
تنهدت تنهيدة طويلة ..
وهي تلقي برأسها على المكتب في تعب ..


كانت كمبيوترها مفتوحاً ..
رأت أن تحاول أن تفكر في شيء آخر ..
أحست أنها لا تستطيع التفكير ..
فتحت على إيميلها ..
لم تجد أكثر من 5 رسائل من شركات إعلانات ..

ثم تذكرت أمرها الهام الذي عزمت عليه البارحة..
فتحت على موقع طبي مشهور :
www.Medline.com
وهو موقع يختص بكل الأبحاث الجديدة ..
بجدولة باسم المؤلف .. أو بنوع البحث ..
كتبت اسم بشار البدري ..
وصارت تبحث في كل أبحاثه ..
ولكنها لم تجد سوى القليل من الأبحاث ..
عقدت حاجبيها ..
غيرت الحروف .. عل طريقة كتابة بشار بالإنجليزية مختلفة ..
وكلنها لم تجد سوى بحوث قليلة ..
ليس لها علاقة بـ:
Gp53 alpha
حكت رأسها قليلاً وقالت : ولكنه كان موجوداً تلك المرة!
برقت في رأسها فكرة ..
كتبت اسم الدكتور ميان ..
فخرجت لها قائمة طويلة جداً ..
بالأبحاث التي كتبها ..
وفي النهاية وجدته ..
Gp53 alpha
بواسطة : البروفيسور : ميان ناريتا ..
كان بحثاً طويلاً جداً ..
نزلت همسة إلى المطبخ .. وأحضرت عصير برتقال لها .. وعادت ..
وصارت تقرأ ..
وتقرأ ..
كان البحث جاداً جداً ..
والمشروع رائع ..
والأفكار تبحث في صلب الموضوع تماماً ..
وكيفية علاج المرض من أساسه ..
أحست همسة أنها متحمسة ..
وصارت تقرأ ..
إلى أن أمضت ما يقارب 4 ساعات كاملة في قراءة متواصلة ..
ولكنها لم تكمل حتى تلك اللحظة ربع البحث ..
وبدأت تحس بالتعب والإرهاق ..
قررت أن تطبع البحث ..
لكن كان هناك شيء يناديها في عقلها ..
إلا أنها مرهقة للغاية ..
هناك شيء يقول لها أن تنتبه ..
هناك نقطة مهمة ..
ولكن عيناها على وشك الإغلاق ..
وفجأة ..
توهجت كلمة ما في عقلها .. فتحت عيناها بقوة ..
وأحست الدماء تندفع في رأسها المتعب ..
قامت ودخلت حمامها ..
وغسلت وجهها بسرعة ..
وعادت ..
وصارت تقرأ سطراً ما في اهتمام ..
أخذت ورقة وصارت تكتب كلمات كثيرة ..
وتضع بعض الرسوم والأسهم الصغيرة ..
وصارت تعود لتقرأ ..
لا ..
هذا لا ينفع ..
لا بد أن أطبع البحث ..
هناك الكثير من الأمور التي لا بد أن أفهمها ..
وعند رسمة الطابعة في متصفح الإكسبلورر ..
ضغطت همسة ..
ووضعت أوراقاً كافية في طابعة الليزر لديها ..
وراحت فوق سريرها ..
وقالت : سأستلقي حتى تطبع الأوراق ..
ولكنها لم تدري بنفسها إلا وقد غطت في نوم عميق ..


استيقظت همسة ..
وأول ما طالعها كانت الساعة ..
كانت تشير إلى الخامسة إلا ربع ..
إنه وقت باكر للغاية ..
نهضت ..
كان شعرها منكوشاً ..
وهي لا تزال بروب الحمام ..
توجهت إلى الطابعة التي تساقطت أوراقها من الطاولة على الأرض ..
جمعت الأوراق وراحت ترتبها ..
وعندما انتهت ..
قررت أن تعود للنوم مرة أخرى ..
ولكنها قبل أن تنام ..
قالت في نفسها: أليس هذا وقت صلاة الفجر ؟
بلى ..
لم لا أصلي الآن ؟
منذ زمن طويل لم تصلي همسة الفجر في وقتها ..
لا تدري لم ..
ولكنها اعتادت أن تصليها حالما تستيقظ في نومها ..
عند الثامنة في العادة ..
ولكنها أخذت تقول في نفسها :
ترى بم كان يشعر بشار حين يصلي في هذا الوقت ؟
ولم كان يذكر ذلك لي بطريقة خاصة ؟
ذهبت للحمام بطريقة آلية ..
وتوضأت ..
وبدأت تصلي ..
ولأنها كانت تحس في داخلها ..
من أن هناك تغيراً ما ..
نعم .. أحست بشيء جديد .. بعد أن أطالت في الصلاة قليلاً ..
بدلاً من أن تؤديها على عجلة كالعادة ..
سكون عظيم كان يغلفها ..
وضوء الغرفة من مصباحه الأصفر ..
كان يبث إحساساً مختلفاً ..
كم ودت همسة أن تطيل في الصلاة ..
ولكنها لم تعتد على ذلك ..
أنهت صلاتها ..
وبهدوء وسكينة .. دخلت في فراشها ..
لتستمع بالدفء بعد أن بردت أطرافها مع ماء الوضوء وجهاز تكييف غرفتها ..
لا تدري لم أحست أنها مرتاحة جداً ..
على الرغم من ذلك الجنون الذي كان يخيم عليها قبل ساعات..


استيقظت همسة في الصباح ..
وهي تحس بنشاط كبير ..
استيقظت وهي تفكر في بشار ..
لا تدري لم على عكس البارحة ..
كانت تحس بالإنطلاق في حياتها ..
وبالرغبة .. والطموح يكادان يغمرانها ..
لبست ..
وهذه المرة اختارت لباساً جميلاً ..
ارتدت بنطلون أسود من الستان ..
مطرز ببعض النقوش لطاووس جميل ..
وقميصاً ضيقاً سماوي اللون ..
يمسك من الجانبين بواسطة حبال رقيقة على حلقات حديدية واسعة..
كانت في هذا اللباس جميلة جداً ..
وطبعاً ارتدت البالطو الأبيض اللامع ..
وساعتها المصنوعة من الذهب الأبيض ..
كانت تحس بانتعاش كبير ..
أخذت أوراق البحث حتى تراجع فيه حين يكون لها متسع من الوقت ..


ركبت السيارة ..
وعاد بها التفكير ..
ولكن ذهنها الرائق قادها إلى أفكار متهورة ..
تطلعت إلى البحث بين يديها ..
وتلك الورقة التي كتبت عليها تلك الملاحظات الكثيرة ..
وابتسمت ..

دخلت المستشفى ..
وكانت الابتسامة لا تفارق وجهها ..
فكانت كما لو أنها قمر تشع بأنوار الفتنة ..
وبدون تفكير ..
توجهت إلى غرفة بشار ..
دقت الباب ..
ولم تنتظر ..
دخلت على الفور ..
وعندما نظرت ..
كان الدكتور أسامة هناك يتكلم مع بشار :
للأسف يا بشار .. المعاملة ستأخذ وقتاً طويلاً ..
إنه الروتين السخيف كما تعلم ..
( وللتذكير فإن الدكتور أسامة آصف هو الذي أدخل بشار هنا .. لأنه قريب له .. وطلب معاملته معاملة خاصة في بداية القصة)
أخذ بشار يضغط على أسنانه بعصبية ..
ولكنه انتبه لهمسة ..
وانتبه أيضاً الدكتور أسامة لها أيضاً فالتفت ..
ابتسم كلاهما .. وقال الدكتور أسامة :
أهلا بالدكتور الدافورة ..
ابتسمت همسة مجاملة .. وقالت : كيف حالك يا دكتور ؟
قال لها : بخير ..
ثم نظر في بشار وقال : ألم تكن هي المشرفة على حالتك ؟
فقال بشار مبتسماً : أجل ..
التفت لها الدكتور أسامة وقال :
لا بد أنك تمرنت عليه جيداً ..
الحقيقة نحن نعرف أن لديه osteosarcoma
(سرطان العظم الخبيث )..
عقدت همسة حاجبيها وقالت :
إذا لم لم تبدؤوا العلاج معه ؟
أصدر بيجر الدكتور أسامة طنيناً ..
فقال : المعذرة ..
لا بد أن أذهب ..
لدي حالة طارئة ..
وخرج من الباب بسرعة ..
نظرت همسة في بشار وهي مازالت تستفهم ..
فقال بشار :
لذلك أتيت إلى السعودية ؟
حتى يقوم الدكتور أسامة بإكمال ما بدأته أنا ..
سيعالجني بالعقار ذاته ..
تجمدت همسة في مكانها وقالت :
بشار ..
ما الذي تقوله ؟
فقال بشار متجاهلاً كلامها :
وجودي في المستشفى كان فقط انتظاراً حتى نحصل على موافقة وزارة الصحة .. لنبدأ في العلاج ..
حالتي كانت معروفة مسبقاً ..
ثم قال بسخرية : آسف لأننا أزعجناك ..
وجعلناك تشخصي الحالة من جديد ..
ولكنه كان بمثابة تمرين لك أليس كذلك ؟
نظرت فيه همسة لوهلة ثم قالت :
ولكنك تعلم أن العلاج غير نافع ..
نظر فيها بشار بقوة وقال :
مايا كانت تظنه نافعاً ..
وأنا أؤمن بذلك ..
أحست همسة أن في عيني بشار قوة غير عادية ..
بل أحست فيها قوة الأرض كلها ..
والتصميم والإرادة ينبعثان منهما ..
جلست في الكرسي المجاور له وقالت :
وما الذي حصل حتى الآن ؟
لا يزالون يدرسون الموضوع صحيح ؟
أومأ لها وعلى ركن شفتيه ابتسامة ساخرة ..
انتظرت همسة برهة وقالت : وإن لم يوافقوا ؟
نظر فيها بشار ..
كانت أشعة الشمس تعبر في الغرفة ..
وكأنما اشتعلت في عينيه العسليتين وهو يقول :
لقد فعلتها من قبل .. على من هي أغلى من روحي ..
ليست هناك مشكلة في أن أفعلها على نفسي ..
كان ثابتاً كالصخرة ..
وكأنما لم يكن هو بشار الذي انتحب في بكاءه قبل يومين..
صمتت همسة وهي تقول :
لقد جلست البارحة أقرأ في البحث ..
هناك ملاحظات كتبتها قبل أن أنام على البحث ..
ولكن لا أدري ..
ربما لأني لم أقرأ البحث كاملاً ..
ربما فاتت على بعض النقاط الهامة ..
قال لها بشار ساخراً .. وهو يتناول الملف من يديها :
هل تعلمين كم ساعة قضيت في هذا البحث ؟
أكثر من 500 ساعة من العمل ..
التقط البحث ..
وجلس يقرأ ..
Cytoplasm membrane pores
(فتحات الغشاء السيتوبلازمي)
G receptors
(مستقبلات ج )
Boosters
(جرعات مقوية)
Alternation of negativity
(تبديل السالبية)
وأحس بشار أن الكلمات في رأسه بدأت تشكل شيئاً غير محدد الملامح ..
وكأنما كانت أقطاباً تتقوى كل واحدة منها لتولد تياراً كهربائياً في جمجمته
ولكنه نظر في همسة بجدية واهتمام وقال :
فيم تفكرين ؟
ابتسمت همسة من تلك النظرة ..
وتألقت عينها الزرقاء ..
من تحت نظراتها البراقة ..
وقالت بشفتيها الوردية :
من الواضح أني طرقت باباً لم تطرقه قبلاً ..
ثم ابتسمت مرة أخرى ..
ترى ما الذي اكتشفته همسة ؟
وما الذي سيحصل ؟
وهل ما فكرت فيه له علاقة بفراس ..
أم ببشار ؟
ترى ما الأحداث الجديدة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ذلك ما سأجيب عنه في الجزء القادم ..

.....................................
يلا ان شالله اعجبكم هالجزء ..
وأسفه عالتأخير مره ثانية ..
Embarassed
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
LooL@h
مشرفه قسم اسلاميات
مشرفه قسم اسلاميات
LooL@h


انثى عدد الرسائل : 989
تاريخ التسجيل : 12/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالأربعاء يوليو 18, 2007 7:57 am

مشكــــــوره دوبتي عالجزء..
وان شالله ماتطولين علينا بالجزء اللي بعده..
يسلمو حبيبتو:لوله..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sfeer al7ob
مشرف البرامج والانترنت
مشرف البرامج والانترنت
sfeer al7ob


ذكر عدد الرسائل : 1259
تاريخ التسجيل : 15/06/2007

حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حب في مستشفى الجامعة ...   حب في مستشفى الجامعة ... - صفحة 2 Emptyالأربعاء يوليو 18, 2007 12:54 pm

مشكووووووووره خيتوو DooBa على الاستجابه السريعه
ومثل ماقالت خيتوووو LooLah لا تتأخرينا بالجزء اللي بعده
تحياااااااااااااااااااااتي لك
أخوووك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حب في مستشفى الجامعة ...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديـــــات بــقــايــاالــــروح :: بــوح المشاعــــر :: القصص والروايات.-
انتقل الى: